في "يوم القدس العالمي"، شهدت إيران تظاهرات ضخمة دعماً للشعب الفلسطيني وتنديداً ب"الإرهاب" الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، توالت خلالها الدعوات إلى عودة القدس محررة لتغدو عاصمة لدولة فلسطين المستقلة. ووجه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني انتقادات إلى سياسات الإدارة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط ودعمها إسرائيل، داعياً واشنطن إلى مراجعة سياستها هذه التي أضرت بالولايات المتحدة. وشارك في التظاهرات كبار المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم الرئيس محمد خاتمي، الذي سار وسط الجموع المنددة بإسرائيل والولايات المتحدة، على اعتبار أن واشنطن شريكة لتل أبيب ضد الفلسطينيين. كما شارك في التظاهرة ممثلون عن الطائفة اليهودية في إيران. وشدد المتظاهرون على عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين واعطاء حق تقرير المصير وفق قاعدة "صوت واحد لكل فلسطيني" إذا ما أريد للسلام أن يكون عادلاً ومستقراً. ودعا المتظاهرون إلى محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ك"مجرم حرب"، كنا حذروا الإدارة الأميركية من مغبة الاستمرار في دعم إسرائيل وضرورة سحب القوات الأميركية من العراق وكل منطقة الشرق الأوسط. وخلال صلاة الجمعة التي اقيمت بعيد التظاهرات، حمل رفسنجاني على سياسة واشنطن قائلاً: "إن أميركا جعلت محور سياستها الخارجية ومعيار الصداقة والعداء مع الدول الأخرى مدى صداقة هذه الدول أو عدوانها لإسرائيل". وأكد ان إحدى نقاط عداء أميركا للجمهورية الإسلامية هي "عداؤنا لإسرائيل، لأننا لا نساوم ونطرح كلامنا بجدية، ولو ان امكاناتنا محدودة عملياً، إلا أن الأميركيين غاضبون جداً". وأشار إلى الأضرار التي تلحق بالعالم، وحتى أميركا، من وراء الكيان الصهيوني، وقال إن "أميركا تضررت أكثر من الآخرين، فلو أن الأموال التي دفعتها لتوفير السلاح لإسرائيل انفقتها للدول الأخرى مثل الدول الافريقية، مثلما جاء في البند الرابع لمشروع ترومان، لكسبت لنفسها شعبية اليوم". وأشار إلى كراهية شعوب العالم لأميركا والتي تتجلى خصوصاً عندما يزور الرئيس جورج بوش أو المسؤولين الأميركيين دولاً حليفة. وأشار إلى التصريح الذي أدلى به عمدة لندن بأن بوش هو أخطر شخص على وجه الأرض، وقال إن "هذا التصريح يجب أن يكون موضوعاً للبحث من جانب الأميركيين، لأن هذا الكلام يعني أن بوش أخطر من الإرهابيين أيضاً". وأشار إلى تصريح شيري بلير، عقيلة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، من أن أميركا ألحقت أكبر الضرر بحقوق الإنسان في العالم. وأضاف انه على أميركا أن تفهم أي وضع أوجدته في العالم. وأوضح أن "الحملات الإعلامية الصهيونية تحول دون أن يعرف الشعب الأميركي الحقائق جيداً". وقال إنه كلما يجري الحديث عن إسرائيل، يبادرون فوراً "لاطلاق مزاعم معاداة اليهود ولا يتحملون كلام المعارضين".