خطت موسكو خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون العسكري مع حلف الأطلسي، وأعلنت عن افتتاح بعثة عسكرية دائمة لها في أوروبا. كما دعت قوات أميركية الى المشاركة في مناورات عسكرية مشتركة تجرى في المحيط الهادي وتجمع الطرفين للمرة الأولى في تاريخ علاقاتهما. وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف عزم بلاده على تعزيز تعاونها العسكري مع دول حلف الأطلسي. واعتبر ان الجانبين تمكنا من وضع الاساس اللازم لتطوير علاقاتهما في شتى المجالات. وكان ايفانوف يتحدث الى الصحافيين في ختام اجتماعات مجلس روسيا - حلف الأطلسي التي عقدت في بروكسيل امس، على مستوى وزراء الدفاع، ووصفها بأنها شكلت نقطة تحوّل في علاقات الجانبين. وأعلن الوزير الروسي عن توصل الجانبين الى اتفاق في شأن افتتاح بعثة عسكرية روسية دائمة في اوروبا. وقال ان اتفاقاً سيوقعه الجانبان قريباً لتنظيم عملية تشكيل قوات مشتركة ضمن برنامج "شراكة من اجل السلام" الذي اقرّه الاجتماع. وتحدث ايفانوف عن مجالات جديدة للتعاون بين روسيا ودول الحلف. وقال ان المستقبل القريب يمكن ان يشهد صناعة نماذج مشتركة من الاسلحة. كما اعلن عن مناورات عسكرية مشتركة تجريها قوات من الجانبين، وقال ان قوات روسية وأطلسية ستشارك في اكثر من 20 مناورة عسكرية خلال العام المقبل تُجرى ثمان منها داخل الاراضي الروسية. وكشف ايفانوف عن ان بلاده دعت الولاياتالمتحدة الى المشاركة في مناورات ضخمة تجريها قوات البحرية الروسية في المحيط الهادئ في آب اغسطس المقبل. وستكون هذه اول مناورات عسكرية مشتركة بين الجانبين في تاريخ علاقاتهما. وأشار الوزير الروسي الى ان الوضع في افغانستان كان احد المحاور الأساسية التي بحثتها الاجتماعات وأعلن ان بلاده لا تنوي ارسال قوات عسكرية الى افغانستان. وشدد على ان هذا "قرار نهائي"، حاسماً بذلك جدلاً كان أثير حول هذا الموضوع. لكن ايفانوف اكد ان بلاده ستواصل "تعاوناً نشطاً مع دول الحلف في اطار برنامج حفظ السلام في افغانستان، وخصوصاً في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتأمين ممرات عبور لقوات الأطلسي عبر الاراضي الروسية، اضافة الى مساعدات تقنية مختلفة". وذكّر ايفانوف بأن أكثر من 15 ألف عسكري روسي يواصلون القيام بمهماتهم على طول الحدود الطاجيكية - الافغانية. وأوضح ان نشاطهم الاساس موجه نحو مكافحة تهريب المخدرات التي تمر عبر الأراضي الروسية الى اوروبا. التفوق الأميركي النووي من جهة أخرى، اعلن لينتون بروكس الذي يترأس الوكالة المسؤولة عن ترسانة الاسلحة النووية الاميركية ان الولاياتالمتحدة ستحافظ على تفوقها النووي وقد تستأنف تجاربها النووية في ظروف معينة، لكنها لن تخفف من الشروط التي تقيد استخدامها القنابل الذرية. وقال بروكس ان ادارة الرئيس جورج بوش ليست لديها نية لإلغاء وقف سار منذ عشر سنوات على التجارب النووية وعلى تطوير اسلحة نووية جديدة. ودافع عن اقتراح لإدارة بوش يسمح بإجراء ابحاث على اسلحة نووية جديدة محدودة التأثير، يمكنها التعامل مع اسلحة العدو البيولوجية او تدمير مخابئ محصّنة تحت الارض، وأيضاً على تحويل طرازين من قاذفات القنابل الضخمة لتصل الى اهداف تحت الارض. على صعيد آخر، وافق مجلس الامن على التجديد لقراره اعفاء الجنود الاميركيين العاملين ضمن قوات حفظ السلام من المثول أمام محكمة جنائية دولية. وتمت الموافقة على هذا القرار مساء اول من امس، بغالبية 12 صوتاً في مقابل لا شيء، مع امتناع فرنسا وألمانيا وسورية عن التصويت. وتساءل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن مدى شرعية هذا الإجراء. وحض المجلس على عدم جعل هذه الحصانة دائمة.