اتفق حلف شمال الأطلسي وروسيا امس على التعاون بشأن الدفاع الصاروخي وقضايا أمنية أخرى وأشادا ببداية جديدة في العلاقات المتوترة منذ التدخل الروسي في جورجيا في 2008. وفي اجتماع قمة في لشبونة وافقت روسيا ايضا على تعزيز دعمها لمهمة حلف شمال الأطلسي التي تواجه صعوبات في أفغانستان بالسماح بنقل المزيد من امدادات الحلف عبر اراضيها وتقديم طائرات هليكوبتر للقوات المسلحة الأفغانية. وقال اندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ان الاجتماع يمثل "بداية جديدة" نحو المزيد من الثقة والتعاون بين الجانبين اللذين جمدا الروابط بعد أن غزت القوات الروسية جورجيا وهي حليف لحلف الاطلسي. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف "تم التغلب على فترة من العلاقات العصيبة والمتوترة." وأضاف قائلا للصحفيين "لدينا خطط واسعة النطاق. سنتعاون في جميع المجالات بما في ذلك الدفاع الصاروخي الاوروبي." واتفق زعماء حلف الأطلسي امس الجمعة على تطوير نظام مضاد للصواريخ لحماية اراضي جميع الدول الاعضاء بالحلف في اوروبا وأمريكا الشمالية وعلى دعوة روسيا للانضمام للمشروع. وسيكون بمقدور النظام الذي يطلق عليه الدرع الصاروخية اعتراض صواريخ طويلة المدى في حالة اطلاقها من الشرق الاوسط. وقال راسموسن ان الجانبين اتفقا على احياء مشروع يهدف إلى حماية قواتهما المسلحة من الهجمات الصاروخية والذي تم تعليقه بعد التدخل في جورجيا واجراء دراسة مشتركة لتوسيع المشروع ليشمل حماية السكان والاراضي. واكد مدفيديف في وقت سابق ان موسكو ستعمل مع الحلف الاطلسي على مشروع الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا، مشددا على ان بلاده لديها مشاريع تعاون "طموحة" مع الحلف. وقال مدفيديف اثر لقائه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني "لدينا مشاريع طموحة، سنعمل عليها كلها بما في ذلك (مشروع) الدفاع الاوروبي المضاد للصواريخ". واشاد الرئيس الروسي بالجهود التي بذلها برلوسكوني لتحقيق تقارب بين الحلف الاطلسي وروسيا خلال فترة التوتر الاخيرة بين الجانبين. الى ذلك دعا مدفيديف مجلس الشيوخ الاميركي الى تحمل "مسؤوليته" عبر المصادقة على معاهدة ستارت. من جانبه اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت حصوله على "تأييد واسع" من حلفائه في حلف شمال الاطلسي للمصادقة على معاهدة ستارت الروسية الاميركية للحد من السلاح النووي باعتبارها "عنصرا اساسيا للامن الاوروبي والاميركي". وقال اوباما اثر قمة الحلف الاطلسي وروسيا في لشبونة، الاولى منذ النزاع الجورجي، ان ستارت "عنصر اساسي للامن الاوروبي والاميركي". وعلى هامش القمة دعا وزراء خارجية ست دول اوروبية السبت بقوة النواب الجمهوريين في الكونغرس الاميركي الى المصادقة على هذه المعاهدة مع روسيا. فقد دعت وزيرة خارجية الدنمارك ليني اسبرسن مع نظرائها الليتواني واللاتفي والمجري والنروجي والبلغاري في نهاية مؤتمر صحافي نظمه البيت الابيض الى المصادقة على هذه المعاهدة مصطفين بذلك الى جانب الرئيس اوباما في مواجهة معارضيه الجمهوريين في الكونغرس. ويعرقل عدد كبير من الجمهوريين في مجلس الشيوخ المصادقة على معاهدة ستارت الجديدة التي وقعها اوباما والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في نيسان/ابريل الماضي في براغ والتي تنص على خفض عدد الرؤوس النووية للقوتين العظميين بنسبة 30% واجراء عمليات تحقق متبادلة اكثر شفافية. على صعيد آخر قال الرئيس الاميركي في مقابلة نشرتها السبت صحيفة غازيتا فيبورتشا البولندية ان روسيا ليس لديها "مصلحة" في تهديد الغرب عسكريا او اقتصاديا. واوضح اوباما "لا يمكن ان تتحول روسيا الى تهديد اقتصادي او عسكري لجيرانها وللغرب الا اذا اعتبرت ان من مصلحتها سلوك هذه الطريق. واظن ان تحسن العلاقات (الروسية الاميركية) اثبت ان مثل هذه المواقف لا تصب في مصلحة روسيا على المدى الطويل وانها تستفيد اكثر من شراكة يكون فيها الطرفان رابحين". وذكر اوباما بان "تحسن" العلاقات الثنائية بين البلدين بعد ما سادها من سوء التفاهم وتوتر عهد الرئيس بوش قد سمح "بتعزيز التعاون مع روسيا بشأن افغانستان وايران والسودان ومكافحة الارهاب والمخدرات". 1-2-