أكدت مصادر صحافية متطابقة أن خطة الحرب الشاملة التي اعلنتها اسرائيل على "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وضعت قبل أشهر وأن التنفيذ أرجئ حيال الانشغال ب"خريطة الطريق" وبمؤتمر العقبة. وبثت الاذاعة العبرية ان التعليمات التي أصدرها وزير الدفاع شاؤول موفاز للجيش تقضي بشن حرب بلا هوادة و"من دون قيود" وأن أياً من زعماء الحركة لن يكون في مأمن وبضمنهم زعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين. وتابعت ان الخطة تقضي ايضاً باستهداف قادة الحركة لإرغامهم على وقف نشاطهم "الارهابي" أو "اضطرارهم الى الاختفاء تحسباً لتصفيتهم". وقال نائب وزير الدفاع زئيف بويم لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان اسرائيل لن تفرق بين القادة السياسيين للحركة ومسؤوليها العسكريين "وجميعهم مستهدف للضلوع في عمليات ارهابية أو التخطيط لها". وأضافت الاذاعة نقلاً عن مصادر عسكرية مطلعة ان الحرب الاسرائيلية لن تتوقف عند استهداف قادة الحركة انما قد تمتد الى التوغل في عمق الضفة الغربية وقطاع غزة وسط توقعات بأن تكون مدينة الخليل على رأس البلدات المستهدفة. وكتبت صحيفة "معاريف" ان اسرائيل تلقت ضمنياً "ضوءاً أخضر" من واشنطن لتنفذ مخططها المكنى ب"المطاردة الكبيرة"، وانها تقدر ان "نافذة الفرص" المتاحة قد تطول أياماً قبل أن تطالبها واشنطن باغلاقها. واستبعدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب أن ينجح اجتماع الرباعية الدولية في العاصمة الأردنية أواخر الاسبوع المقبل في وقف حمام الدم كما شككت في قدرة فريق المنسقين الاميركي بقيادة جون وولف المتوقع وصوله الى المنطقة غداً على تحقيق ذلك. أنان: عدم التفاوض مع عرفات خطأ من جانبه، انتقد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان سياسة اسرائيل القائمة على عدم التفاوض مع الرئيس ياسر عرفات واعتبرها خطأ "وكان الاجدر بها ان تحضه على دفع العملية السلمية ودعم رئيس وزرائه محمود عباس". وبينما ندد ب"الانتحاريين الفلسطينيين"، حاذر انان التنديد بالعدوان الاسرائيلي، مكتفياً بتقديم المشورة لاسرائيل ان يكون ردها على العمليات معقولاً ومدروساً. وتابع في حديث لصحيفة "هآرتس" انه يعطي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فائدة الشك في شأن جدية التزامه العملية السلمية، مضيفاً ان حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين ينبغي ان يكون موضع اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين "وانه طالما لم يتخذ قرار جديد فإن القرار الدولي 194 حول العودة يبقى قائماً: لا اعتقد ان جميع اللاجئين يريد العودة، فقط قلة منهم وقد تلقى تسويات للمسألة، منها التعويض المقبول على طاولة المفاوضات". استطلاع: الغالبية تؤيد وقف الاغتيالات الى ذلك، قال 67 في المئة من الاسرائيليين انهم يؤيدون وقف الاغتيالات في الوقت الراهن وهي نسبة اعتبرها المعلق في صحيفة "يديعوت احرونوت" التي نشرت نتائج استطلاع جديد للرأي، بأنها غير مسبوقة، لافتاً ايضاً الى انخفاض نسبة الاسرائيليين الذين يثقون بشارون من 74 في المئة قبل عام و65 في المئة قبل شهر الى 54 في المئة، فيما شكك 41 في المئة في نياته تطبيق "خريطة الطريق". وقال 40 في المئة ان محاولة اغتيال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي استهدفت اجهاض "خريطة الطريق". ووافق 67 في المئة على "ادعاء شارون ان الاحتلال مضر لإسرائيل". وكتب بلوتسكر ان النسبة الكبيرة من الاسرائيليين التي ترفض تسويغات حكومتهم للتصعيد فتنسب اليها سوء النية ينبغي ان تؤرق قادة الجيش "حيال تراجع صدقية الجيش التي كان يتمتع بها خلال الانتفاضة". وجاء في استطلاع صحيفة "معاريف" ان 57 في المئة يؤيدون "خريطة الطريق" و66 في المئة يؤيدون اخلاء النقاط الاستيطانية العشوائية، أي غير القانونية بحسب القاموس الاسرائيلي. وقال 63 في المئة ان رئيس الوزراء الفلسطيني لن يفي بوعوده في قمة العقبة "بمحاربة العنف والارهاب" في مقابل 30 في المئة توقعوا ايفاءه بها. وأبدى 47 في المئة رضاهم عن أداء شارون رئيساً للحكومة في مقابل 44 في المئة قالوا انهم غير راضين. وفي تصعيد آخر ضد الفلسطينيين، طالبت لجنة الحاخامات في المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بطرد العرب من "أرض اسرائيل" الى الدول العربية بناء على ما جاء في التوراة: "لن يقيم الغرباء في أرضك". واطلقت اللجنة التي أقامتها سوائب المستوطنين لتسويغ انفلاتهم على الفلسطينيين ونهب أراضيهم وممتلكاتهم، على حملتها عنوان "حق عودة العرب الى الدول العربية". وطالب زعيم الحاخامات المدعو شلومو افينار "شعب اسرائيل" الى حرق "خريطة الطريق" واصفاً اياها بتخلي أوروبا عن أجزاء من تشيكوسلوفاكيا للزعيم النازي ادولف هتلر "ما قاد الى الحرب العالمية الثانية وإحراق اليهود". والمذكور أصدر "فتوى دينية" تمنع تسليم أجزاء من "أرض اسرائيل" الى "شعب أجنبي" مضيفاً ان أي خطوة من هذا القبيل لاغية ولا مفعول قانونياً أو شرعياً لها.