أفاد استطلاع جديد لرأي المواطنين العرب نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس أن 60 في المئة منهم لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، فيما قال 71 في المئة من الذين سيشاركون في التصويت إنهم سيصوتون لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، مقابل 15 في المئة لزعيم اليمين ارييل شارون و14 في المئة لم يقرروا حتى الآن. وحسب الاستطلاع ذاته، قال 56 في المئة من الإسرائيليين إنهم سينتخبون شارون مقابل 35 في المئة لباراك و9 في المئة لم يقرروا. وتم هذا الاستطلاع بين الذين قالوا إنهم سيشاركون في عملية الانتخاب، ولم تشمل الأرقام أولئك الذين سيقاطعونها أو يدلون بورقة بيضاء. كذلك اكد استطلاعان آخران نشرت نتائجهما صحفيتا "معاريف" و"جيروزاليم بوست" ان شارون يتقدم ب 17 الى 21 نقطة على منافسه العمالي. وعلى رغم هذا الفارق، يحاول باراك بث روح الحماسة في نفوس أنصاره بالقول إن الفارق سيتقلص إلى حد كبير في الأيام المتبقية بعدما يتبين للمترددين أن المنافسة محصورة بينه وبين شارون، وبعدما لم يعد ممكناً قانونياً تنحيه لصالح شمعون بيريز. وأعلن بيريز أنه لن يترك حزبه بعد الانتخابات ليصبح وزيرا للخارجية في حكومة شارون كما يشاع منذ أيام. وكشف أنه رفض عرضاً كهذا من بنيامين نتانياهو عام 1996. وناشد باراك في مقابلة لأسبوعية "كل العرب" الصادرة في الناصرة، المواطنين العرب المشاركة في الانتخابات و"تفويت الفرصة على من يريد اخراجهم من اللعبة الديموقراطية". وأضاف ان هذه الانتخابات هي اختيار بين طريقين: حكومة برئاسة شامير وعضوية غاندي وليبرلمان، وحكومة برئاستي وعضوية يوسي سريد ويوسي بيلين. وقال إن شارون لن يبادر إلى شن حرب عن سبق إصرار "لكن خطته السياسية، ومنها إقامة دولة فلسطينية على 43 في المئة من الأرض، لا أمل لها، بل ستؤدي إلى ازدياد العنف والتدهور الأمني". ونقلت صحيفة "معاريف" أمس عن مصادر في جهاز الأمن العام "شاباك" توقعها بأن "تقوم عناصر متطرفة في الوسط العربي بتفجير مع معركة الانتخابات، خصوصاً في البلدات العربية شمال إسرائيل". وحسب هذه المصادر، فإن أعمال عنف قد تقع بهدف تشويش سير الانتخابات. وأضافت الصحيفة ان اللواء الشمالي في شرطة إسرائيل جند مئات من أفراد الشرطة للوسط العربي. وفي معسكر اليمين، تتواصل جهود شارون لدى حاخامات الحركات الدينية الاشكنازية ليصدروا نداء لأنصارهم بالتصويت لشارون. وحتى أمس لم تسجل مساعي شارون نجاحاً لرفضه الالتزام خطياً للحاخامات بأنه سيدعم قانون اعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. من جهة اخرى، أكد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة أن موقف حزبه، حزب التجمع الوطني الديموقراطي، الداعي إلى مقاطعة الانتخابات لرئاسة الحكومة في إسرائيل الثلثاء المقبل، "لم يتغير ولن يتغير وهو الموقف الذي تلتزم به الغالبية الساحقة من جماهير شعبنا". وكان بشارة تعرض للمساءلة في شأن دعوته الجماهير العربية الى مقاطعة الانتخابات، وهو امر يخالف البند 11 من القانون الذي يمنع قيام اي حزب من الدعوة الى مقاطعة الانتخابات ويهدد بوقف تمويله من الدولة. ونقل عن عزمي رده بأنه يؤيد التصويت بورقة بيضاء. وقال بشارة ل"الحياة" ان "التجمع كان مستعداً ليتسامح مع المواقف الداعية للتصويت بورقة بيضاء باعتبارها امتناعاً عن التصويت ينسجم مع موقف التجمع، لكن تبين لنا ان دعاة هذه الورقة نسقوا دعوتهم مع حزب العمل لتتحول عند صندوق الاقتراع إلى دعوة لباراك".