قال مسؤولون في الأممالمتحدة أمس ان الجريمة والاضطرابات ما زالت تسود العراق بعد شهرين من إطاحة الرئيس صدام حسين، وان ضغوط المتشددين الإسلاميين تتزايد. وأشارت فيرونيك تافو، الناطقة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، الى ان موظفة عراقية في المنظمة الدولية تلقت تهديداً بالقتل هي وبناتها إذا لم يرتدين الحجاب. وأذعنت السيدة للتهديد. وأعربت تافو عن القلق الكبير في الوقت الراهن. وأضافت ان المرأة العراقية لم يعد بإمكانها قيادة سيارة أو السير في الشارع خلال الليل، كما كانت الحال في العراق قبل الحرب. وأضافت: "أتفهم موقف النساء اللواتي يحمين أنفسهن بارتداء الحجاب". وقال جيفري كيلي، الناطق باسم صندوق رعاية الطفولة "يونيسيف" ان التلميذات في مختلف أرجاء العراق طلب منهن ارتداء الحجاب بسبب ضغوط المتشددين الإسلاميين. وزاد ان بعض الفتيات يخشين العودة الى المدرسة. وتابعت تافو ان "الوكالات الدولية قلقة للغاية ازاء هذه المشكلة. إنها مسألة تتعلق بحقوق المرأة وبالسياسة وبحقوق الانسان". وأثبت المتشددون، من السنة والشيعة في العراق، وجودهم وسط الاضطرابات السياسية التي اعقبت الغزو الأميركي - البريطاني. وقالت تافو ان جماعات إسلامية أعلنت الجهاد ضد قوات الاحتلال التي تسيطر على العراق، وهناك "زيادة كبيرة في الهجمات عالية التنسيق تتعرض لها قوات التحالف ومراكز الشرطة العراقية". وأضافت ان هناك تقارير عن تعرض عراقيين عينوا في السلطات المحلية التي تعمل مع الاحتلال لتهديدات. وتابعت ان الوضع الأمني تحسن بعض الشيء في بغداد، لكن معدل الجريمة لا يزال مرتفعاً. وزادت: "هناك مخاوف من أن يؤدي اتساع الفروق الاجتماعية الى زيادة العنف الاجرامي". وتركت الحرب الكثير من القنابل التي لم تنفجر متناثرة في البلاد، ما يشكل خطراً شديداً على المدنيين. وقدرت تافو عدد المصابين بجروح خطيرة أو قتلوا منذ انتهاء الحرب بالمئات معظمهم من الأطفال.