أقر الجنرال البريطاني تيم كروس، مساعد الحاكم الاميركي المدني الاعلى للعراق بول بريمر، بأن التحالف "اساء تقدير" حجم الصعوبات المتعلقة بمهمة اعادة النظام في العراق، وذلك في وقت اعربت الاممالمتحدة فيه عن قلقها من عدم الامان على الطرق واعمال السطو وانتشار الاسلحة في البلاد. وقال الجنرال كروس: "انا نفسي اسأت تقدير التأثير الذي تركه النظام العراقي السابق على مدى ثلاثين عاما على السكان العراقيين". وقال: "لقد فوجئت بعدم قدرة السكان على القيام بأي شيء من دون وجود شكل معين للسلطة". الا انه قلل في المقابل من اهمية المشاكل التي تواجهها قوات التحالف في العراق. وقال: "لا شك في ان إعادة وضع بلد في مساره ليس بالامر الهين. لقد واجهنا صعوبات كبيرة وهناك صعوبات اخرى في انتظارنا"، الا ان الامر "يتحسن يوما بعد يوم". واضاف: "طبعا هناك اشخاص يواجهون اوضاعا صعبة. سيكون من غير المنطقي نكران ذلك". وتابع: "ليست هناك ازمة انسانية وليست هناك ازمة اعادة اعمار". وأقر الجنرال كروس بان هناك نقصا في عدد الاشخاص العاملين على الارض. واشار الى ان عدد العسكريين الذين انتشروا في كوسوفو من اجل العمل على اعادة الامن والنظام كان اكبر نسبيا منه في العراق. وقال ان "كوسوفو بلد اصغر بكثير" الا ان "عدد العناصر كان اكبر، بالنظر الى حجم البلد". الاممالمتحدة قلقة الى ذلك، قالت الاممالمتحدة امس ان الطرق غير الآمنة وحوادث السطو في المدن والاسلحة غير القانونية في ايدي الناس العاديين تقلق مسؤوليها خلال محاولتهم اعادة المساعدات الانسانية الى سكتها. واوضحت فيرونيك تافو، وهي ناطقة باسم الاممالمتحدة في ايجاز للصحافيين ان "انعدام الامن يظل مصدر قلق للعمليات الانسانية". وذكرت تافو حوادث في انحاء مختلفة في العراق يمكن ان تصبح عقبات امام استئناف برنامج الاممالمتحدة الانساني الذي اوقف قبل بدء الحرب على العراق في 20 آذار مارس الماضي. واستأنف مكتب منسق الشؤون الانسانية للعراق نشاطاته في وقت سابق من الشهر الجاري. وقالت تافو ان الطريق من بغداد الى كركوك في الشمال لا تزال غير مأمونة وان هجمات وقعت قرب الرمادي، وهي بلدة خارج بغداد على الطريق الى الحدود الاردنية. واضافت ان مشكلات تظهر ايضا على الطرق قرب الكوت وان الطريق الى الحدود السورية محفوفة ايضاً بالمخاطر. واعربت عن القلق من زيادة عدد الاسلحة في ايدي الناس العاديين في انحاء البلاد وقالت: "ثمة زيادة كبيرة في عدد الناس الذين يشترون اسلحة في السوق السوداء في بغداد". واثرت الحرب وآثارها تأثيراً سيئاً على الاطفال العراقيين وارتفعت نسبة حالات سوء التغذية الى ضعفي ما كانت عليه قبل الحرب تقريباً من 4 في المئة الى 7.7 في المئة، حسب قول الناطق باسم صندوق اغاثة الاطفال يونيسيف جيفري كيل. وقال ان "يونيسيف" اقام 63 مركزا للتغذية واعادة التأهيل في العراق "ولكن لسوء الحظ انهارت الشبكة كلها مع اندلاع الحرب". وزاد ان بعض مراكز "يونيسيف" في بغداد ومدينة ام قصر في الجنوب يجري اصلاحها الآن ويمكن استخدامها. في غضون ذلك، قالت الناطقة باسم برنامج الغذاء التابع للامم المتحدة انتونيا براديلا ان البرنامج يعمل على شراء 2.1 مليون طن متري من محاصيل الحبوب المحلية، خصوصا القمح والشعير في الاشهر المقبلة. وسيسدد ثمنها من اموال مرصودة لبرنامج النفط مقابل الغذاء.