وافقت اسبانيا على المشاركة في القوة الدولية "لحفظ الاستقرار" في العراق في القطاع الذي عهدت مسؤوليته الى بولندا، وأعلن وزير الدفاع فيديريكو تريو امس في بروكسيل، خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع وزراء الدفاع في حلف شمال الاطلسي في بروكسيل "ان اسبانيا ستشارك في قيادة فرقة" دولية في القطاع الذي يمتد جنوببغداد ويشمل مدن الناصرية وكربلاء والنجف وسيخضع للقيادة البولندية. وتوقع ان ينتشر اللواء الاسباني الذي ستشارك فيه اربع دول من اميركا الوسطى هندوراس والسلفادور وجمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا في العراق في ايلول سبتمبر. واعلن وزير الدفاع البولندي جيرزي سماجدزينسكي ان البلدين اتفقا على قيادة قوة في المنطقة المعنية والتي ستمدها اوكرانيا ايضاً بوحدة كبيرة. واوضح ان هذه الفرقة ستضم ثلاثة الوية، الاول بولندي 2300 جندي والثاني اوكراني 1700 والثالث اسباني 1100. وحرص على الاشارة الى ان وارسو تحتفظ بالقيادة العامة للفرقة العسكرية، ويعهد الى اسبانياواوكرانيا بمنصب مساعد القائد. إلا ان تريو اعلن ان البولنديين والاسبان يرون ان القيادة يمكن ان تخضع للمداورة كل ستة اشهر. وسارعت الولاياتالمتحدة الى الترحيب بقرار مدريد، وأكد مسؤول اميركي كبير رفض الكشف عن هويته ان "قرار اسبانيا بالمشاركة في القوة يظهر الثقة التي أوليت لبولندا". واجرت بولندا اخيرا سلسلة من المفاوضات لتشكيل القوة التي ستتولى قيادتها في العراق في احدى المناطق الاربع التي انشأتها الولاياتالمتحدة بعد التدخل العسكري الاميركي - البريطاني الذي ادى الى سقوط نظام صدام حسين. وأعلن الوزير البولندي "يسعدني جداً ان تتولى اسبانيا قيادة اللواء الثالث". واضاف "انها عملية مشتركة"، موضحاً في الوقت نفسه "ان شخصاً واحداً سيكون قائد الفرقة" هو الجنرال البولندي اندري تيزكيفتش. وكانت المعلومات عن مشاركة اسبانيا في قوة حفظ الاستقرار في العراق كشفتها الصحافة الاسبانية صباح امس. وجاء في صحيفة "الموندو"، ان منطقة الناصرية تشكل "مصلحة استراتيجية لاسبانيا لأن فيها حقلاً نفطياً تسعى شركة النفط الاسبانية ريبسول الى الحصول عليه منذ 1994". وقرر الحلف الاطلسي تقديم مساعدته لبولندا ليتيح لها تشكيل قوة تتولى المسؤولية في احدى مناطق القيادة الاميركية في العراق.