قال مسؤولون بولنديون أمس ان وارسو اقترحت على الولاياتالمتحدة انضمام جنود ألمان وهولنديين الى القوة البولندية للعمل معاً في حفظ السلام في منطقة من مناطق العراق. وقال وزير الدفاع البولندي جيرزي سمايدزنسكي الذي يجري محادثات في واشنطن حول تشكيل "قوة استقرار" في العراق، ان هذه القوة يمكن ان تسند الى الجنود البولنديين والالمان والهولنديين، العاملين في حلف شمال الاطلسي والمتمركزين الآن شمال غربي بولندا. وصرح سمايدرنكسي بأن الفكرة لم تطرح رسميا بعد على الحكومتين الالمانية والهولندية. لكن ناطقاً باسم وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك قال ان برلين التي عارضت الحرب "فوجئت" بالاقتراح البولندي وانه سيبحث الاقتراح مع نظرائه الاوروبيين. وكانت الصحف الالمانية اكثر صراحة ووصفت إحداها بولندا بأنها "حمار اميركا" بينما اتهمت اخرى وارسو بأنها مقاول لتصدير مرتزقة الى الولاياتالمتحدة. وكان مقرراً ان يلتقي وزير الدفاع الالماني أمس مع ميشيل اليو - ماري وزيرة الدفاع الفرنسية التي طلبت من بولندا في آخر رحلة لها الى وارسو في شباط فبراير ان "تلتزم الصمت" بدلا من ان تؤيد موقف واشنطن في العراق. ورددت اليو - ماري في ذلك الوقت تصريح الرئيس جاك شيراك الذي قال ان دول شرق اوروبا فوتت على نفسها فرصة "التزام الصمت". وتأمل وارسو بأن تهدأ الاعصاب في القمة البولندية - الالمانية - الفرنسية التي تعقد الجمعة في مدينة فروكلاف جنوب غربي البلاد. وابلغ سمايدزنسكي الاذاعة البولندية ان حكومته مستعدة للمشاركة بما يصل الى 1500 جندي في "قوة الاستقرار" المنتظر نشرها في العراق في تموز يوليو لكنها في حاجة الى تمويل اميركي. وتسعى بولندا الى تولي مهمة حفظ السلام في شمال العراق، وهو منطقة من أربع مناطق يجري البحث في تشكيلها الآن، لكن وزير الدفاع البولندي قال ان التخطيط لا يزال في مراحله الاولى، وان الترتيبات النهائية ستبحث خلال محادثات تجرى في وارسو في وقت لاحق هذا الشهر. وأضاف: "سيعقد مؤتمر في وارسو في 22 و23 أيار مايو والقرارات النهائية ستتخذ هناك". وتجري بولندا استفتاء للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في حزيران يونيو المقبل، وأغضبت فرنسا والمانيا وهما قوتان رئيسيتان في الاتحاد بموقفها المؤيد لواشنطن في الحرب. وشاركت بقوة رمزية قوامها 200 جندي وسفينة ووحدة متخصصة في الحرب الكيماوية. وبدأ وزير الخارجية البولندي فلودزيميرز سيموشفيتس زيارة للولايات المتحدة أمس تستمر يومين يجري خلالهما محادثات مع ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي وكولن باول وزير الخارجية تتركز في معظمها حول العراق. وفي وارسو أيضاً صرح ماريك سيفيتش رئيس مكتب الأمن الوطني الى الاذاعة "ان العراق سيقسم الى أربع مناطق تجري ادارتها في اطار قيادة اميركية واحدة ستقوم بتنسيق كل شيء". واضاف: "لقد أبدينا استعدادنا لتولي قيادة احدى هذه المناطق. ولا يزال الباقي مفتوحاً حتى الآن بما في ذلك مسألة ما اذا كانت بولندا قادرة على توفير ما يكفي من الوسائل لإدارة منطقة". الى ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون الاثنين في واشنطن ان اضطلاع الحلف الاطلسي بدور في العراق ليس على جدول الاعمال، لكن قد يعاد النظر في هذا الامر "عندما تتضح صورة الوضع في العراق". وأضاف في تصريح صحافي في ختام ندوة حول العلاقات بين الحلف الاطلسي واوكرانيا، ان وزراء خارجية الاطلسي اتفقوا الشهر الماضي على "ان من الممكن ايجاد دور في العراق عندما تتضح صورة الوضع، وأنا متأكد ان في الامكان مناقشة الأمر من جديد".