لبنان نحو السلام    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    الأمير سعود بن مشعل يستقبل مندوب تركيا    الثعبان في «مالبينسا»..!    الأنسنة ومأسسة تكريم العمال    الادخار والاستثمار… ثقافة غائبة    بهدف تنمية الكوادر الوطنية المتخصصة.. إطلاق برنامج تدريب المبتعثين في التخصصات الثقافية    شراء الطاقة ل 5 مشروعات    مرحلة الردع المتصاعد    هل تجري الرياح كما تشتهي سفينة ترمب؟    إدانة دولية لقصف الاحتلال مدرسة تابعة للأونروا    ChatGPT يهيمن على عالم الذكاء الاصطناعي    سعادة الآخرين كرم اجتماعي    بيع ساعة أثرية مقابل 2 مليون دولار    (إندونيسيا وشعبية تايسون وكلاي)    الأخضر يواجه إندونيسيا لانتزاع وصافة المجموعة الثالثة    في تصفيات مونديال 2026.. ميسي لتجاوز عناد «بيرو».. والبرازيل تسعى لنقاط أورجواي    أيُّهما أفضل الفصلين الدراسيين أما الثلاثة؟    عودة للمدارس    "التعليم": إلغاء ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية    التوسع في استخدام أجهزة التحكم المروري للحد من الحوادث    الاختيار الواعي    صنعة بلا منفعة    "التعليم" تشارك في مؤتمر اللغة الصينية    رسالة عظيمة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    المملكة ومكافحة مضادات الميكروبات !    23.1% نسبة السمنة بين السكان البالغين في السعودية    الاكتناز    البرتقال مدخل لإنقاص الوزن    قسطرة قلبية تنقذ طفلاً يمنياً    أمير حائل يشدد على تسخير الإمكانات لخدمة التعليم    وزير التعليم خلال منتدى مسك العالمي 2024م: منظومة القيم هي أساس النجاح    وزير الخارجية ونظيره السنغافوري يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    الأخضر في مهمة استعادة الوصافة    حسام بن سعود يستقبل رئيس جامعة الباحة    وكيل وزارة الثقافة اليمنية ل«عكاظ»: السعودية تشهد نهضة شاملة    1.82 مليون زائرا في معرض الشارقة للكتاب    النعيم يكتب.. إندونيسيا تحدٍ جديد!!    انعقاد الجولة الثانية من المشاورات السياسية السعودية - الصينية    الرياض تجمع أفضل فرسان العالم في قفز الحواجز    أمير تبوك يدشن مشاريع تنموية واستثمارية بالمنطقة بأكثر من نصف مليار ريال    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    سعود بن طلال يطلق كائنات فطرية في متنزه الأحساء    وزير الموارد البشرية: المملكة تقوم بدور ريادي في دعم توجهات مجموعة العشرين حول قضايا العمل والتوظيف    قائد القوات المشتركة يستقبل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني    قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على وسط لبنان    رئيس هيئة الأركان العامة يدشّن أعمال الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعزز السياحة الثقافية بمشروع وطني طموح    من قمة العشرين.. بايدن يؤكد دعم إدارته القوي لأوكرانيا    " طويق " تدعم شموع الأمل ببرامج تدريبية لمقدمي الخدمات لذوي الإعاقة    علوان رئيساً تنفيذيّاً ل«المسرح والفنون الأدائية».. والواصل رئيساً تنفيذيّاً ل«الأدب والنشر والترجمة»    9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    خادم الحرمين يستضيف1000 معتمر من 66 دولة    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو مجلس قيادة الثورة وزير الدفاع السابق يسترجع محطات أدمت العراق . إبراهيم الداود : طلبوا مني تسليم معارضين مغاربة أموالاً وأسلحة لاغتيال الحسن الثاني وزير الدفاع يتفقد القوات في الاردن ويتحول أسيراً بلا جواز في فندق في روما 2
نشر في الحياة يوم 10 - 06 - 2003

جاءته الطعنة من الرفاق. ومن عادتها أن تجيء منهم. حين غادر عضو مجلس قيادة الثورة وزير الدفاع الفريق الركن ابراهيم الداود العراق إلى الأردن لتفقد القوات العراقية المرابطة هناك، لم يخطر بباله أنه لن يعود إلى بغداد. ولم يتصور بالتأكيد أنه سيتحول "أسيراً" على مدى 11 شهراً في فندق في روما، ولن يطلق سراحه إلا بعد قبوله منصب سفير في مدريد. جاءته الطعنة في 30 تموز يوليو 1968 بعد أقل من أسبوعين من ثورة 17 تموز التي ستلتهم كثيرين لتسقط في النهاية في قبضة صدام حسين مهندس الحروب الطويلة والمقابر التي لا تشبع ولا تنتهي.
في هذه الحلقة يروى الداود قصة إبعاده وحليفه رئيس الوزراء عبدالرزاق النايف. وسيكشف ضلوع النظام في خطة لاغتيال العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني. وفي عودة إلى البدايات، سيروي الداود الذي كلف السيطرة على "قصر الرحاب" في ثورة 14 تموز 1958 قصة المجزرة التي أودت بالعائلة الحاكمة. وهنا نص الحلقة الثانية:
ماذا حدث بين 17 تموز و30 منه موعد تجريدك من مناصبك؟
- كنا نجتمع في مجلس قيادة الثورة نحن الخمسة: أحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وحردان التكريتي وعبدالرزاق النايف وأنا. أتيت بشفيق الدراحي مدير الاستخبارات وطلبت منه أن يسجل المحاضر. كنت أتعب هناك بريد القوات المسلحة والزوار ومشاغل اخرى.
ذات يوم طردت البكر من الاجتماع. في اليوم الأول جاء إلى اجتماع مجلس قيادة الثورة وطرح تعيين خيرالله طلفاح، خال صدام، رئيساً لمجلس الخدمة المدنية المسؤول عن التوظيف ومراقبة الموظفين. سألت عن الشخص فقالوا إنه مدرس فقلت عينوه إذاً مديراً لمدرسة. حاول البكر تمرير المسألة فرفضت وقلت: لم نقم بالثورة لنعود إلى التنفيعات وتوظيف المحاسيب والأنصار.
في اليوم التالي طرح البكر تعيين الضابط فاضل عساف مديراً عاماً للشرطة. طلبت من شفيق الدراجي أن يحضره فجاء. قلت له أمامهم: "كنت في البصرة آمر سرية التدريب مثلت أمام مجلس تحقيق من كان رئيسه؟" فأجاب: "أنت". سألته عن السبب فأجاب: "اتهمت بأنني استخدم سيارات الجيش لايصال شحنات من الدخان والأحذية إلى المهربين". قلت له: "ألم تكن هناك غرفة كنت وقائد اللواء تستدرجان إليها فتيات شيوعيات للاعتداء عليهن؟". صمت. قلت له: "أنت عينت حاكماً عسكرياً بعد 1963. الأكراد مواطنون ولديهم فتيات طالبات في بغداد. كان عبدالرحمن عارف قائد الفرقة الخامسة وكنت أنا ضابط استخبارات فيها. كنا نجمع الطالبات والعائلات في جلولاء ونرتب لهم قافلة إلى المناطق الكردية في الشمال بسبب القتال الذي كان قائماً. ذات يوم زارني شخص كردي. وقال ابنتي خلّصت من الكلية والآن ماكو غير موجودة. سألنا فتبين أن ضابطاً كردياً صديق فيصل عساف كان يأخذ البنات إلى حفلات شرب وما تبعه. وفي النهاية قلت للبكر: شخص هذه مواصفاته تريدون تعيينه مديراً للشرطة؟". فرد البكر: "هيدا مش شغل يا أبو أركان". فقلت: "الباب يتسع لجمل وإذا لم يعجبك الكلام تفضل واخرج". غادر البكر المكان ولم نجتمع إلا بعد يومين ووساطات. الحقيقة انني أخطأت. كان ولاء الحرس الجمهوري لي. وكان باستطاعتي أن اطلب من جندي أن ينهي مسألة البكر لكنني لم أفعل.
دهاء البكر
تعرف ماذا فعل البكر في 30 تموز 1968. ارسل وراء ضباط الحرس الجمهوري بحجة دعوتهم إلى غداء، وحين جاؤوا ادخلهم قاعة كبيرة واقفل الباب ثم أذاع بيان اقالتي. لو لم يفعل ذلك لقتلوه.
تتجاهل الآخرين. ألم تكن سمعت مثلاً أن صدام شارك في محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم؟
- سمعت باسمه بين الأسماء. أنا كنت مهتماً بالجيش والدولة ولم اتابع نشاط صغار الحزبيين.
ألم تكن تعرف مثلاً أن البكر لا يزال يقود حزب البعث؟
- اعترف بأنني صدقته حين أقسم. صلاح عمر العلي يقول أنا أقسمت وحنثت. أنا أفعل ذلك؟ خسئوا. هذه هي الرواية الحقيقية.
لماذا ذهبت إلى الأردن؟
- نسجوا حول هذا الموضوع روايات عدة. سأروي لك ما حدث. كنا في اجتماع لمجلس قيادة الثورة وجاء سفيرنا في مصر واسمه شاكر زلزلة، على ما اذكر، يسأل إذا كان لدينا ما نوصيه به قبل توجهه إلى مقر عمله. ادخله حردان وقال له: "نحن أصحاب مواقف ودية تجاه مصر. وليس غريباً اننا قمنا بثورة ولم نسمع كلمة". بعدها اتصل السفير وقال انهم اقترحوا أن اذهب أنا ليصير التفاهم معي. حصل نقاش. قلت لهم حدثت معركة الكرامة في الأردن وسمعنا أنباء النصر المؤزر سأذهب لتفقد قواتنا هناك. كانت قوات صلاح الدين هناك. التقيتهم وتفقدت القوات ورأيت الجنود اليهود مربوطين بالسلاسل. وعرفوني على جندي عراقي استمر في الرمي على طائرة حتى بعدما أصابت الدشمة التي يجلس خلفها. هنأته وأعطيته مئة دينار وشهر اجازة.
وداع... وكمين
أنت اخترت الذهاب إلى الأردن؟
- نعم. اعطوني طائرة رئيس الجمهورية وكان أعضاء مجلس قيادة الثورة في وداعي. في الأردن التقيت الملك حسين وولي العهد الأمير حسن. فوجئت أن بهجت التلهوني فتح باباً وإذ بي أمام حشد من الصحافيين. سألني أحد الصحافيين عن الوضع العربي وعجز الجيوش العربية، فأجبت: "كل ما جرى في الحروب الماضية بسبب أن الحكام العرب هم الذين يحمون إسرائيل، وكلها مسألة خيانة. أنا اضمن اننا إذا أعددنا جيداًا نستطيع الانتصار على إسرائيل خلال ستة أشهر". أنا اعتقد بأن هذا التصريح كان وراء اطاحتي.
في اليوم التالي صدر بيان اعفائي وتآمروا على عبدالرزاق النايف.
قالوا لك ان هناك طائرة تنتظرك؟
- لا. ارسل الملك حسين لي شخصين وسألاني عن قراري، فقلت: "لولا خوفي من أن يقول الناس اننا نقاتل من أجل المناصب لتوجهت إلى بغداد على رأس قوات صلاح الدين وأتحرك ليلاً لاتجنب هجمات الطائرات". وقلت اريد طائرة للعودة إلى بغداد، فأعطوني طائرة صغيرة استقليتها مع هيئة الأركان وعدد من كبار الضباط الذين كانوا معي. عندما وصلت الطائرة فوق بغداد تسلمت من الطيار ورقة فيها ان طياري طائرتين حربيتين يهددان بقصف الطائرة إذا لم أرجع إلى قاعدة H3 بين العراق والأردن. جاءتني النكتة فسألت الضباط ماذا تريدون أن تضحك نساؤكم اليوم أم تبكي؟. قالوا: "افعل ما تشاء". عدنا إلى قاعدة H3. وجدت نحو مئتين من ميليشيا البعث. سألت الطيار ما هي التعليمات المعطاة لك، فأجاب: "ان انقلك من هنا إلى روما". ناديت المرافق الملازم أول حسين وقلت له: هذا المسدس للحكومة سلمهم اياه، وصعدت إلى الطائرة. ورافقني عدد من العناصر الموالية للحكومة على الطائرة.
في مطار روما استقبلني السفير العراقي وأبلغني انهم حجزوا لي في فندق "ليوناردو دافنشي". لم يكن لدي لا باسبورت ولا مال ولا بيجاما. وكانت التعليمات من بغداد: لا تعطوه جوازاً إلا إذا وافق على العمل سفيراً.
كم مكثت في الفندق؟
- أمضيت 11 شهراً بلا جواز وتحملت السفارة نفقات الإقامة. بعد فترة جاءت زوجتي من بغداد ومعها ابن شقيقها محروس توفيق. ألحت علي العائلة أن أقبل منصب سفير لأن الوضع لا يمكن أن يدوم إلى الأبد. حين أبلغت السفير بموافقتي على أن أكون سفيراً في مدريد وسفيراً غير مقيم لدى الفاتيكان، ارسل برقية إلى بغداد وتسلمت الجواز في اليوم التالي.
وإلى متى استمرت مرحلة العمل في السفارة؟
- إلى ما بعد إعدام أخي، فبعثت ببرقية تقول: "انني ارفض أن أكون سفيراً لحكومة خائنة عميلة يقودها اليهودي اليوناني ميشال عفلق".
لماذا قتل اخوك عبدالوهاب؟
- كان أخي ضابطاً وعمل معاوناً للملحق العسكري في باكستان. تألم أخي من قصتي ومن غدر البكر والظلم الذي لحق بي. اقيمت حفلة تخرج في كلية الأركان وكان أخي حاضراً. شهر أخي مسدسه محاولاً اغتيال البكر فنام عليه المرافقون. اعتقلوه وعذبوه وقتلوه. ارسلت برقيات إلى فرانكو والبابا وسفارات كثيرة أخرى وأعلنت رفضي أن أكون سفيراً لحكومة من هذا النوع. كان ذلك في 1971.
طلبت اللجوء السياسي في المغرب، لكن الملك الحسن الثاني اعتذر، قائلاً إنه لا يريد إثارة مشاكل مع الحكومة العراقية. علماً أنني صاحب فضل عليه. ذات يوم تلقيت كتاباً سرياً من السلطة في بغداد تطلب تسليم معارضين مغاربة مبلغاً كبيراً من المال وكميات من الأسلحة لاغتيال العاهل المغربي بقذيفة بازوكا. كان عبداللطيف الفيلالي سفيراً للمغرب في مدريد. التقيته وكشفت له المسألة. وقلت له: "أفعل هذا من أجل الشعب المغربي لا من أجل الملك، فأنا لا أريد رؤية المغرب يعيش في ظل البعث أو ما يشبهه". فهمت باتصالاتي ان المعارضة كانت تخطط لإرسال فريق لاغتيال الحسن الثاني.
طلبت من الرئيس الحبيب بورقيبة منحي اللجوء في تونس فاعتذر لتفادي المشاكل مع السلطة في بغداد.
ذات يوم التفت الى الأعلى وقلت: "يا ربي تعرف أنني كنت مخلصاً في كل ما فعلته وكنت أكافح الخيانة والنفاق والجريمة. يا ربي الى أين أذهب؟ عائلتي في عنقي". صدقني بعد ساعات وفي ساعة متأخرة من الليل اتصل بي السفير السعودي يوسف الفوزان وقال: "ان الأميرين فهد وسلمان سيصلان اليوم فلماذا لا تذهب الى الاستقبال؟". قلت انني مستقيل، لكنه ألح. ذهبت ووقفت جانباً فأنا مستقيل. أصر السفراء على ان أقف أولهم لأنني كنت عميد السلك العربي. الدنيا لا تغلق أبوابها أمام المؤمن والمخلص. رن الهاتف وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أبلغني ان الأمير فهد بن عبدالعزيز آنذاك يرغب في رؤيتي. توجهت الى الفندق. جلست مع الأمير سلمان ثم التقينا الأمير فهد الذي اسميه الرجل الشهم. تحدثنا في موضوع العراق، فقلت ان مشكلتي انني لم أعمل يوماً لتسندني سفارات ودول اجنبية. بعد الحديث وقف الأمير فهد وقال: "لو بقي رغيف خبز واحد عند آل سعود نقتسمه معك".
جئت الى السعودية وأقمت. نِعْم الناس. حفظوا بلدهم وطوروه. انهم ملوك وامراء بحق. شعبهم ينعم اليوم بثمار الاستقرار.
في اليوم الذي أبعدت فيه من الأردن أرغم صديقك رئيس الوزراء عبدالرزاق النايف على المغادرة الى المنفى، ماذا روى لك؟
- جاء الى السعودية لتأدية العمرة وحكى لي ما حدث. قال انهم تناولوا الغداء في القصر ثم توجه الى مكتب البكر لشرب الشاي. وخلال وجوده هناك دخل عليه صدام حسين وصلاح عمر العلي بالسلاح وأنذراه أن لا يتحرك وإلا قتلاه. أخذ النايف بطائرة الى المغرب وعين سفيراً في المانيا، لكنه لم يلتحق.
بعد فترة توجه الى لندن. حاولوا اغتياله فأصيبت زوجته. وفي المرة الثانية استدرجه أناس يعرفهم في لندن فوقع في الفخ وقتلوه. للأسف لو كنت موجوداً في بغداد لما تجرؤوا على الايقاع بالنايف. وللأسف لم يعرف ان هؤلاء لا يؤمن جانبهم. البكر وصدام أرسلا إليّ شفيق الدراجي الذي كان سفيراً في السعودية وهو صديق قديم كنت عينته مديراً للاستخبارات وسكرتيراً لمجلس قيادة الثورة. قالا له بلّغ ابراهيم انه أخونا وهو رجل شهم ونحن على استعداد لتلبية طلباته، وهو موضع ترحيب إذا أراد العودة. قلت له شرطي الأول ان يعترفوا بأنهم اخطأوا بحقنا وانني قائد ثورة 17 تموز، وهم غدروا بي وقتلوا أخي.
كرسي الرئاسة
تقول انك قدت الثورة، صلاح عمر العلي يقول ان أحمد حسن البكر فاوض عبدالرحمن عارف على الاستسلام من مقر كتيبة الدبابات التابعة للحرس الجمهوري؟
- هذه ادعاءات وأنا أتحداه.
من أقنع عبدالرحمن عارف بمغادرة القصر؟
- عبدالرزاق النايف وكان معه أنور الحديثي. في النهار سألني البكر مرات: "يا وليدي متى ندخل القصر؟". أي مكاتب الرئيس. اخذته الى مكتب عبدالرحمن عارف فحاول ان يجلس على كرسيه فأمسكته ثم أجلسته عليه أنا بنفسي وقلت له: كي تتذكر. فقال: الكرسي كبير. فناديت جندياً أحضر له واحداً أصغر منه. وعلمت انه بعد إبعادي عاد الى استخدام الأول.
عودة الى البدايات
كيف كانت الاجواء قبل ثورة 14 تموز يوليو 1958؟
- في الحديث عن الخمسينات لا بد من الالتفاتة الى ما كان يجري في المنطقة، أي الى أحداث تركت بصماتها على الوضع العراقي واضيفت الى المناخات الداخلية. هناك أولاً ثورة 23 يوليو تموز 1952 وظهور جمال عبدالناصر. حفنة من الضباط الأحرار اتخذت قرار التغيير في دولة عربية مهمة هي مصر. وهذا يعني ان الجيش المصري لعب دوراً انقاذياً. خاطب عبدالناصر مواطنيه وخاطب العرب ايضاً وكان لكلامه صدى في العواصم القريبة والبعيدة. وهناك العدوان الثلاثي على مصر في 1956 وما أثاره لدى المواطنين العرب، ولا يمكن عزل هذين الحدثين عن القضية التي تعني كثيراً لكل عراقي ولكل عربي وهي القضية الفلسطينية. كان الشارع يغلي بالدعوات الى التغيير. احزاب وحركات قومية ويسارية وشيوعية تدعو الى الوحدة والتغيير، وفي المقابل تنتهج أنظمة كثيرة سياسات مناقضة لمشاعر الناس. اضف الى ذلك المتاعب الاقتصادية وفساد السياسيين وعوامل اخرى. في تلك المرحلة كان العراق جزءاً من ما عرف بحلف بغداد والذي ضم ايضاً تركيا وايران وباكستان. كان لهذا الحلف مقر تحت الأرض في معسكر التاجي في بغداد. وكان المقر مزوداً بشبكة اتصالات مباشرة مع الدول الاخرى المنضوية في الحلف بدعم اميركي وأوروبي.
لم يكن غريباً في هذه المناخات ان يشهد الجيش العراقي ولادة مجموعات تسأل عن أحوال الوطن في الحاضر وأحواله مستقبلاً اذا استمرت الأمور على ما هي عليه. ولا أبالغ ان قلت ان بين الضباط والعسكريين من تعامل مع اذاعة "صوت العرب" وكأنها خبز يومي. اغتصاب فلسطين وعجز الأنظمة والجيوش والتوق الى الوحدة ومعها العوامل الداخلية وفّرت مناخات ملائمة للتغيير.
كيف بدأت عملية 14 تموز 1958؟
- كنت اصلاً في كتيبة المدفعية التي تقوم بمهمة اسناد اللواء ال19 الذي كان يتولاه عبدالكريم قاسم. بعد 1956 تم تشكيل اللواء العشرين وألحقت كتيبتنا به. في تلك الفترة كان لبنان يشهد اضطرابات اتخذت شكل ثورة في وجه الرئيس كميل شمعون. وبدت الأحداث في لبنان بمثابة تعبير عن المواجهة الدائرة في المنطقة. وفي هذا السياق كلّفت حكومة العراق وبناء على رغبة نوري السعيد جحفل اللواء ال20 بالتحرك الى لبنان لتعزيز موقف شمعون.
قبل التحرك تلقيت برقية ترشحني للذهاب الى اميركا. وقالوا ان طائرتين ستأتيان من جنوب شرقي آسيا وستحطان في الظهران في السعودية ومنها الى جزيرة بيرمودا وبعدها الولايات المتحدة. وكان على الراغبين الاختيار بين موعدين للطائرتين الأول في 14 تموز والثاني في 18 منه. سألت عبدالسلام عارف رأيه مشيراً الى ان كثيرين اختاروا الموعد الأول فنصحني بالثاني. وقال إذا بارك الله وكان 14 تموز كما نرغب لا داعي للمغادرة وإذا لم يكن كما نريد تذهب في 18 تموز.
هكذا تحرك اللواء ال20 في 13 تموز من جلولاء وكانت التعليمات انه سيتجه الى لبنان.
ما حدث تحديداً؟
- توجه اللواء ال20 الى مشارف بغداد وتوقف في منطقة كور الطابوق. توقف عبدالسلام عارف وبدأ باستدعاء الضباط الذين نظّموا سراً في وقت سابق. نصح من يخاف بالعودة الى أهله وعندما أبدى الضباط استعداداً للمشاركة في اطاحة النظام، كنت بين الضباط الذين اختاروا المشاركة. هاجم عبدالسلام الحكم الفاسد وقال ان الجيش يتحمل مسؤولية تحرير البلد وان قرار التغيير قد اتخذ. بعدها وزع المهام.
ماذا طلب منك؟
- طلب من كتيبة المدفعية ان تسيطر على قصر الرحاب الذي تقيم فيه العائلة المالكة. وتبلغنا ان سريتين من الفوج الثاني ستشاركان في هذه المهمة في حين يتولى آخرون احتلال الاذاعة والسيّار والبريد وقصر نوري السعيد والمراكز الحكومية. كان عبدالسلام آمر الفوج الثالث في اللواء، وكان عبداللطيف الدراجي آمر الفوج الأول مؤيداً للتغيير. آمر الفوج الثالث العقيد ياسين رؤوف كان موالياً للعائلة المالكة، حين تأخر تحرك اللواء ركب رؤوف سيارته وذهب للسؤال فرآه عبدالسلام وبادره قائلاً: "من يحب الانضمام الينا فأهلاً به ومن لا يرغب يستطيع الذهاب الى منزله". سأله رؤوف ان كانوا اخذوا في الاعتبار موقف الانكليز والحكومة. غضب عارف وضربه بعصا كان يحملها وقال له أنت خائن. وأمر بسجنه في غرفة اللاسلكي وهي غرفة صغيرة. الفوج الثالث برئاسة عبدالسلام أخذ على عاتقه احتلال الاذاعة وهذا ما حدث.
السيطرة لا القتل
هل طلب منك قتل الملك والوصي والعائلة؟
- لا، كلّفت السيطرة على القصر وهذا التكليف قد يعني اعتقالهم، لكنه لا يعني قتلهم إلا في حال حصول مقاومة ومواجهة مسلحة. طبعاً كانت السيطرة على القصر مهمة لإنهاء شرعية النظام السابق وتأكيد الشرعية الثورية لعملية التغيير.
بدأنا عملية التنفيذ وتقدمت كتيبة المدفعية وفق ما هو مرسوم لكن السريتين ضاعتا بين الاشجار في المنطقة المؤدية الى القصر، وبدأ اطلاق النار. وقفت قبالة القصر وكان الرصاص يئز. في البداية لم يقدر من بداخله حجم ما يجري. وشاهدت الوصي عبدالاله يخرج الى الشرفة ويحدّق بالمنظار الى ما يجري. ثم رأيت الملك فيصل الثاني يخرج. وهنا بدأ الناس يطالبون بخروج العائلة. على مقربة منا كانت توجد مدرسة الاسلحة حيث يتابع الضباط دورات على الاسلحة. سمع هؤلاء بيان الثورة الذي اذاعه عبدالسلام عارف وسمعوا دوي الرصاص حول قصر الرحاب. حضر ما بين 12 و14 من هؤلاء وهم رفاق وزملاء عانقوني واعربوا عن تأييدهم. لم تكن مشاركتهم مقررة لكن الحماسة دفعتهم الى الانخراط في العملية. اكتشفوا ان لا اسلحة لديهم فقصدوا المدرسة وكسروا مخزن السلاح وعاد كل منهم برشاش اميركي من طراز "ستيرلنغ" احدهم، يدعى عبدالستار سبع، وهو صديق لي احضر مدفعاً غير مرتد ضد الدبابات ينقل على سيارة جيب. جاء ووقف قبالة القصر وأطلق قذيفة. توغلت الطلقة في القصر وأصابت سرداباً يبدو ان العائلة كانت وضعت فيه اسلحة للصيد وذخائر ومشروبات روحية. دوى الانفجار واعقبه حريق فاندفعت العائلة المالكة الى الخارج وباتت على مسافة 30 متراً مني. ناديتهم ان يتقدموا نحوي واعداً ان لا نؤذيهم لكنهم لم يفعلوا. ربما اعتقدوا انني كنت استدرجهم. ثم ان المناخ كان بالنسبة إليهم مناخ خوف وهلع اذ ان صوت الرصاص كان مستمراً وكل شيء ينذر بالأسوأ. هنا وقعت حادثة كانت السبب في مقتل العائلة. كان بين الضباط الذين حضروا من مدرسة الأسلحة ضابط شاب كردي اسمه عبدالله، وكان يقف في الصف المواجه للعائلة. فجأة تلقى هذا الضابط رصاصة طائشة في بطنه فسقط أرضاً وبادر الى فتح نيران رشاشه في اتجاه العائلة أي الملك والوصي والزوجات… وتبعه الضباط الآخرون وانهمر الرصاص. قتلوا جميعاً باستثناء زوجة الوصي التي اعتُقد ايضاً انها قتلت وتبين لاحقاً في المستشفى انها لا تزال حيّة. اذكر المشهد كأنه امامي الآن. وأذكر ان النقيب ثابت كان مرافقاً لعبدالاله وهو ضابط مؤدب ناديته وناشدته ان يقترب قبل ،طلاق النار لكنه ظل وفياً للرجل الذي كُلّف بحراسته وقتل معه.
ماذا فعلت؟
- اتصلت بعبدالسلام عارف وقلت له ان حادثاً وقع وأدى الى مقتل الاسرة الحاكمة. لم يفرح ولم يغضب. طلب ان نلفّ الجثث ونرسلها الى عبداللطيف الدراجي آمر اللواء ال20. نفّذنا ما طلبه وارسلت الجثث الى المستشفى وبعضها الى المدافن. وخلال عملية النقل هجم المواطنون وانتزعوا جثة عبدالاله عنوة من السيارة واخذوها الى جانب الكرخ وعلّقوها هناك وقصّبوها.
كيف؟
- قسموها واخذوا منها قطعاً تعبيراً عن كراهيتهم له. وقعت حادثة قصر الرحاب بين الخامسة والنصف والسادسة والربع صباحاً. بعدها دخلت غرفة الملك فوجدت الصور منثورة على الارض، وملابس نسائية. تمركزت كتيبتنا امام القصر.
كتب الكثير عن قصة قصر الرحاب. وكانت في تلك الكتابات اخطاء كثيرة. وثمة من تحدث عن قرار سابق بإعدام العائلة. الامانة تفرض عليّ ان أروي ما شاهدته. لو كان هناك قرار بقتل العائلة لأبلغني عبدالسلام عارف بذلك لحظة تكليفي السيطرة على القصر. ولأنني عشت احداثاً كثيرة خالطها العنف وسط التهاب المشاعر اقول ان التحكّم بالاحداث ليس مضموناً وان مفاجآت يمكن ان تحصل في هذا النوع من المواقف. رابطنا امام القصر واذ بإمرأة متشحة بالسواد تصل مع ابنتها. ولفتني ان السيدة تحمل سلّة من الطماطم وضعتها وبادرتنا بالسؤال ان كنا نعرف سبب اندلاع الثورة. ومن باب المجاملة قلنا اننا لا نعرف. قالت: "هذه الثورة وقعت لتعزّيني انا، ألبس اللون الاسود حداداً على زوجي الذي مات قهراً. انتزع عبدالاله هذه الارض التي تقفون عليها من زوجي ورفض دفع اي تعويضات. عرفت بما حدث ولا املك ما اجلبه لكم غير هذه السلّة فجئت بها".
وماذا بعد ذلك؟
- بعد يومين تلقيت برقية من قيادة الثورة تكلفني تولي امن الاعظمية والكاظمية وتشكيل قوة مهمتها اعتقال رجالات العهد البائد. نفّذت الاوامر واعتقلتهم واحداً بعد الآخر. اذكر ان رشدي الجلبي، شقيق احمد الجلبي، كان وزيراً في حكومة نوري السعيد. جاءتني معلومات انه يقيم في قرية الابراهيمية التي اشتراها وهي تقع على بعد 30 كيلومتراً على طريق سامراء. اخبرت رئيس الاركان ان الجلبي مسلّح وانني سأتوجه لاعتقاله فطلب مني الانتظار حتى الفجر. ذهبت فوجدت بيتاً يشبه القلعة وأطعمة كثيرة على الطاولة. طلبت من الموجودين في البيت الا يأكلوا واعتبرت ان الطعام من حق الجنود الذين لم يأكلوا منذ ثلاثة ايام. أبلغت الرجل قرار اعتقال فطلب مني عدم اهانته. طمأنته بعدما أصعدته الى المدرّعة وعدت به الى بغداد.
اتخذت مقري في مبنى القائمقامية في الكاظمية. حرصت في تلك الفترة على بناء علاقات مع الناس اذ ان كسبهم الى جانب الثورة مهم. وكان عليّ الا اقع في خطأ تصديق اي معلومات تصل الينا تفادياً لتوظيفنا في تصفية الحسابات بين الجماعات المتناحرة . على سبيل المثال تلقينا معلومات من الشيوعيين ان الشيخ الخالصي هو جاسوس اميركي ومزود اسلحة اميركية، فجأة ارسل الشيخ احد رجاله معرباً عن رغبته في زيارتي. جاء ورحّبت به. قال انه جاء ليبارك بالثورة ثم طلب مني السماح لابناء المنطقة بإقامة مراسم العزاء لمناسبة عاشوراء. ابلغته ان الامر ليس بيدي بل بيد قيادة الثورة. كنت احاول اقامة علاقة مع الناس. هناك منع للتجول والقوى الامنية تعتقل من ينتهكه ويرجع متأخراً الى منزله. كنت اخرج واطلب الافراج عن هؤلاء وأدعوهم في الوقت نفسه الى التزام التعليمات. فرح الناس بأسلوبي في التعامل معهم.
جثة نوري السعيد
وماذا عن نوري السعيد؟
حكيت لك عن العلاقة بالناس لاصل الى هذه النقطة. تعاون الناس مهم جداً. كنت جالساً في مكتبي حين دخل أحد الجنود وقال ان طالباً يصر على رؤيتك. دخل الطالب وقال لي انه رأى نوري السعيد الذي تبحث عنه الثورة. سألته أين؟ فأجاب في الكاظمية. وقال ان نوري السعيد كان يختبئ في مكان في الكاظمية وخرج بملابس نسائية لكن النقاب ابتعد قليلاً عن وجهه وظهر شارباه. الواقع ان نوري السعيد ربطته علاقة بزوجة شخص من عائلة الاسترابادي وهي خارقة الجمال واسمها بيبية.
وعندما حصلت الثورة فر نوري السعيد من منزله واختبأ في بيت الاسترابادي مع خادمتين ايرانيتين. وفي اليوم التالي أذيع أن نوري السعيد كان يختبئ في الباب الشرقي وأن مواطنين أمسكوا به وقتلوه. عندما اذيع البيان كان صباح نجل نوري السعيد والمدير العام للسكة الحديد مختبئاً لدى عائلة من موظفي السكك. ويبدو أنه أفرط في الشراب ولدى سماعه البيان المتعلق بوالده انفعل وخرج الى الشارع صائحاً ومعترضاً. اتصل مواطنون بالاذاعة فارسلت قوة وقتله أحد الضباط. ارسلت جثة نوري السعيد وابنه وزوجة الاسترابادي والخادمتين الى وزارة الدفاع.
اتصل الدراجي وطلب مني تسلمها وارسالها الى الطب العدلي كي تشرّح بهدف التعرف الى هويات أصحابها. نفذت التعليمات وارسلت الجثث الى المستشفى الرئيسي في بغداد وجرى تشريحها وكنت هناك. تم استدعاء آل الاسترابادي للتعرف على جثة المرأة والخادمتين. كما تم التعرف الى جثتي نوري السعيد ونجله. بعدها أخذت الجثث وطلبت من الجنود دفنها فحفروا لها قبوراً في باب المعظم.
كانت كراهية الشعب لنوري السعيد فظيعة. كنت في المكتب حين علمت ان مواطنين نبشوا جثة نوري ونجله وجروهما، في قيظ تموز حيث تصل الحرارة الى 50 درجة، الى الأعظمية. سحلوا جثة نوري السعيد من باب المعظم الى الأعظمية والكاظمية وحصلت تظاهرات. ارسلت ضباطاً لاستعادة الجثتين لكن الناس رفضوا. هنا قررت الذهاب بنفسي والافادة من العلاقة الجيدة التي تربطني بالمواطنين في الكاظم.
ذهبت وكانت الجموع ثائرة فخاطبتهم باللغة التي يجب استخدامها. قلت لهم ان الاسلام لا يقر هذا الذي يجري فالحكم الأخير على المخطئ يصدره الله، ولا يجوز ان نتنكر لانسنايتنا وتعاليم ديننا بغض النظر عن اخطاء الرجل المعني. في النهاية تسلمت الجثتين وطلبت من ضابط من الموصل هو خضر كداوي ان يتولى دفنهما. وبسبب الرائحة الكريهة المنبعثة اجتهد خضر واحضر نفطاً وأحرق الجثتين ودفنهما في بستان تابع للقائمقامية.
الحقيقة ان نوري السعيد كان في قصره على ضفاف دجلة حين اندلعت الثورة. كان يعرف انه مستهدف لذا حاول الفرار. جاء صيادون بمركب للصيد ونقلوه الى بيت الاسترابادي في الكاظمية. حين أبلغني الطالب بوجوده هناك داهمت بيت الاسترابادي لكنني لم أعثر على أحد اذ ان نوري السعيد ومن معه استفادوا من وجود فتحة في السطح للفرار من المكان.
غداً حلقة ثالثة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.