خسر صدام حسين السلطة. وخسرت العائلة قدرتها على العيش في ظل عنوان علني ومعروف. توارى "الرئيس" وتبددت العائلة باحثة عن ملجأ وحماية. لم يكن الوصول الى أحد أفراد "الحلقة الضيقة" سهلاً. فهؤلاء يشعرون بخوف مضاعف. الأول من "قوات التحالف" التي تبحث عن المطلوبين والخيوط. والثاني من غضب العراقيين أنفسهم. تعرف السيدة إلهام خيرالله طلفاح ما كان يدور في الحلقة الضيقة. فهي شقيقة ساجدة زوجة الرئيس المخلوع وابنة خال صدام حسين وزوجة أخيه غير الشقيق وطبان وزير الداخلية السابق. لم يكن اقناعها بالتحدث سهلاً. هناك ضغط التقاليد العشائرية وواجب الوفاء والتكتم على رغم الخلافات والانشقاقات. راجع ص 9 تحدثت إلهام طلفاح الى "الحياة" عن عائلة الرئيس. روت كيف نجح حسين كامل في انتزاع إعجاب ساجدة كاشفة ان الرجل الذي سحر "السيدة الأولى" كان يؤمن بالسحرة ويستقدمهم. بعدها فاز حسين كامل بثقة صدام الذي لم يمانع في زواجه من ابنته. وبدأ الوافد رحلة صعود سريعة. تحول من عسكري عادي يفتقد الى الخلفية التعليمية والثقافية الى عسكري برتبة فريق أول ركن واسندت اليه حقيبة التصنيع العسكري الفائقة الأهمية وحقيبة الدفاع أيضاً. وأوضحت طلفاح ان حسين كامل حاول زرع الشقاق بين صدام وشقيقها عدنان وزير الدفاع الذي كان يحظى برصيد واسع داخل المؤسسة العسكرية وانه حقق نجاحاً في هذا المجال. وتحدثت عن مقتل عدنان في تحطم المروحية التي كانت تقله مشيرة الى أن سلوك عدي، نجل الرئيس، حيال عائلته بعد الحادث طرح تساؤلات عما إذا كان عدنان قضى في حادث مدبر. وقالت ان حسين كامل لم يكتف بالسيطرة على عقل ساجدة وقلبها بل حاول أيضاً استمالة نجليها عدي وقصي وراح يحرضهما ضد سائر الأقارب خصوصاً من يشغل منهم مواقع في السلطة. وكشفت ان ساجدة لم تكن على علم بزواج صدام من سميرة الشاهبندر على رغم شيوع الخبر في بغداد أولاً ثم العراق بأكمله. وروت كيف بادرت الى ابلاغ ساجدة بالأمر وطالبتها بأن يعلن صدام زواجه الثاني.