سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإدارة المدنية الأميركية تنظم اجتماعاً اليوم للمعارضة السابقة وغارنر يسعى إلى "تشغيل" وزارة الخارجية حزب "الدعوة" يرفض المشاركة مع أحزاب "خاضعة للأجنبي"
تلتقي فصائل المعارضة العراقية السابقة الخمس اليوم مع المسؤولين في الإدارة الأميركية في العراق. وأعلن حزب "الدعوة"، الذي لم يشارك في اللقاءات السابقة، استعداده للمشاركة في الحكومة الانتقالية التي ستناقشها المعارضة مع الأميركيين "شرط أن نكون أسياد قرارنا ونرفض مشاركة أحزاب خاضعة تماماً لقوات أجنبية". وبحث رئيس الإدارة المدنية الجنرال جاي غارنر أمس مع موظفي وزارة الخارجية احتمالات عودة الوزارة إلى نشاطها السابق فهي على حد تعبيره "تمثل سيادة الوطن". وأعلن رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني في ختام اجتماع لممثلي الفصائل الخمسة مساء الثلثاء ان اللقاء مع المسؤولين الاميركيين سيعقد اليوم. والفصائل الخمسة هي "الحزب الديموقراطي الكردستاني" برئاسة مسعود بارزاني و"الاتحاد الوطني الكردستاني" برئاسة طالباني و"المؤتمر الوطني العراقي" برئاسة أحمد الجلبي و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" برئاسة محمد باقر حكيم و"حركة الوفاق الوطني" برئاسة اياد علاوي. وكان مؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في صلاح الدين في كردستان في شباط فبراير الماضي، أعلن انشاء هيئة قيادية من زعماء هذه الفصائل الخمسة، إضافة الى وزير الخارجية العراقي السابق عدنان الباجه جي. واعتبر رئيس الإدارة المدنية الاميركية في العراق الجنرال جاي غارنر الاثنين ان هذه الفصائل يمكن ان تشكل "نواة" حكومة انتقالية تمهد الطريق لاجراء انتخابات ديموقراطية. ويجري الاعداد لعقد مؤتمر وطني موسع أواخر الشهر الجاري، يشارك فيه ممثلون عن عشرات التنظيمات والقوى العراقية الأخرى. في البصرة، أعلن مسؤول في حزب "الدعوة" الاسلامي أمس أن الحزب، الذي تعرض لتنكيل شديد خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يريد المشاركة في الحكومة الانتقالية التي من المقرر أن ترى النور قريباً في العراق. وقال سيد أبو عقيل، مسؤول الحزب في منطقة البصرة: "نريد المشاركة في حكومة انتقالية، ولكن ليس بأي شرط"، مضيفاً: "علينا أن نناقش الأمر مع مجموعات المعارضة الاخرى". ويعارض الحزب أي وجود مدني أو عسكري أجنبي في العراق، ويدعو إلى مغادرة القوات الاميركية والبريطانية "فور تشكيل الحكومة الانتقالية". ولم يشارك الحزب في اجتماعي المعارضة اللذين عقدا في الناصرية وفي بغداد بعد سقوط النظام البعثي. وقال عقيل: "إن اجتماعات من هذا النوع لا تعطي نتيجة. نحن مستعدون للمشاركة، ولكن شرط ان نكون أسياد قرارنا، ولا مجال لمشاركة أحزاب خاضعة تماماً لقوات أجنبية" في هذه الاجتماعات. وتأسس هذا الحزب في أواخر الخمسينات وتأثر كثيراً بالشيخ محمد باقر الصدر الذي قتله النظام العراقي عام 1980. وفي هذا السياق، التقى وفد من الحزب برئاسة ابراهيم الجعفري علاوي الذي كان التقى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى. وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي جاسم الحلفي إن اللقاء تناول "ايجاد الحلول السريعة والمناسبة لإتفاق وطني عراقي يضمن اجماعاً على تشكيل الحكومة الموقتة في أسرع وقت". والتقى غارنر أمس عدداً من الموظفين في وزارة الخارجية وبحث معهم في احتمالات إعادة تشغيل الوزارة. وقال غارنر، الذي كان في صحبة ديفيد دانفورد مستشار الجنرال البريطاني تيم كروس والمستشار الاميركي لشؤون وزارة الخارجية: "تباحثنا في إعادة تشغيل هذه الوزارة وهي تمثل سيادة الأمة". ومثله، مثل بقية المؤسسات الحكومية، تعرض مبنى وزارة الخارجية للسلب والنهب وكانت الأوراق الممزقة تغطي الرصيف المقابل للمبنى. وقال تيم كروس: "نريد قبل كل شيء المساعدة في إعادة حال المبنى الى ما كانت عليه"، مضيفاً ان 1100 شخص يعملون في الخارجية، وان كبار الموظفين فيها باشروا اتصالاتهم مع السفارات في الخارج. وقال محمد أمين أحمد، المدير العام السابق للشؤون الادارية في الوزارة: "أعتقد أن جميع موظفي الوزارة جاهزون لاستئناف العمل وكما نعلم جميعاً فإن النظام السابق لم يعد موجوداً". وتابع غارنر: "كما في كل الأنظمة التوتاليتارية، فإن غالبية الاشخاص الذين كانوا يديرون البلاد كانوا أعضاء في حزب البعث". وزاد: "بعضهم كان جيداً وبعضهم الآخر كان سيئاً. عليكم ان تسمحوا للجميع بالعودة وبعدها تتم عملية الانتقاء بين الجيد والسيئ. والأمر يحتاج الى وقت". كما أعلن تيم كروس انه "طلب من عدد من كبار الموظفين في وزارة التخطيط البقاء في منازلهم وأخذ اجازة طويلة. وطلبنا من بعضهم في وزارة الداخلية عدم العودة الى مكاتبهم". إلى ذلك، أعلنت السفارة البريطانية أمس ان لندن عينت سفيرها في القاهرة "ممثلاً خاصاً" في العراق، حيث سيساعد الولاياتالمتحدة في إقامة إدارة عراقية موقتة. وقال الناطق باسم السفارة عرفان صديق إن جون سويرز موجود حالياً في لندن "للإعداد لتوجهه إلى بغداد". وقال في بيان نشرته السفارة في القاهرة إن "من المهم بعد إطاحة صدام حسين ان تقام سلطة عراقية في أقرب وقت ممكن". وأطيح النظام العراقي في 9 نيسان ابريل الماضي عندما سيطرت القوات الأميركية على بغداد بعد ثلاثة اسابيع على بدئها غزو العراق انطلاقاً من الكويت. وقال سويرز: "آمل، بوصفي الممثل الخاص للحكومة البريطانية، ان أتمكن من لعب دور في تحقيق ذلك". وجاء بيان السفارة ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أعلن تعيين سويرز في لندن الثلثاء. وأوضح أنه "سيمضي في دوره الجديد جزءاً كبيراً من وقته في العراق في المساعدة في عملية إقامة إدارة موقتة". وسيستمر سويرز في الشهرين المقبلين في شغل منصب السفير البريطاني لدى مصر، التي سيعود اليها "عندما يصبح ذلك ممكناً". وسيتولى في تموز يوليو منصبه الجديد المدير السياسي في مكتب الخارجية والكومنولث. وقال غارنر: "سنرى ما إذا كنا نستطيع تشكيل نواة قيادة مع حلول حزيران يونيو".