تسعى دبي، التي تعتبر مدينة الذهب، الى زيادة حجم تجارة الماس في الامارة الذي يراوح حسب تقديرات خبراء السوق حالياً بين 1.85 بليون درهم و2.5 بليون 500 الى 917 مليون دولار اميركي. وتتباين آراء المتعاملين بتجارة الماس والمحللين في شأن إمكان تحقيق هذا الهدف حيث يرى البعض "ان السوق مشبعة ولا تستطيع استيعاب المزيد" بينما يرى البعض الآخر "ان الامارة يمكن ان تستفيد من تجارة اعادة التصدير" التي تبرع فيها الامارة ويقدر حجمها حالياً بنحو بليون درهم 272 مليون دولار. ويقول محللون "ان دبي يجب ان تُعطي المتعاملين حوافز تمكنهم من تحقيق وضع منافس في السوق من حيث الكلفة حتى يتمكنوا من الوقوف امام كبريات شركات الماس في العالم". وبالاضافة الى حملات الترويج التي تقوم بها شركات المجوهرات لتعزيز حجم السوق المحلية اسست الحكومة مختبراً خاصا للرقابة على الاحجار الكريمة في دبي، يقوم الى جانب فحص وتحليل الماس بتوعية المستهلك بخصائصه وكيفية تمييزه عن الاحجار المشابهة مثل الزيركون والمازونايت وغيرها حيث يمكن ان يصل فرق السعر الى اكثر من ستة آلاف ضعف. ويقول محمد بدري رئيس قسم المواد الاستهلاكية في مختبر دبي المركزي، الذي يشرف على مختبر الاحجار الكريمة الذي اسس في حزيران يونيو الماضي، ان المختبر يستخدم اجهزة خاصة للتحقق من نوعية الاحجار الكريمة وكشف عيوب الاحجار مثل الكسر أو المعالجة. وفي حديث الى "رويترز" داخل المختبر الذي يغطيه الزجاج المقاوم للرصاص والمحاط باجهزة الانذار شديدة الحساسية الذي يتم الاحتفاظ بداخلة بعينات من المجوهرات، شرح انه "اذا كانت قيمة حجر زيركون مثلا خمسة دراهم فان قيمة حجم الحجر نفسه من الماس يمكن ان تصل الى نحو 25 الف درهم 6811 دولاراً أميركياً. وقال: "نحن نقوم بتغليف حجر الماس بغلاف بلاستيكي خاص لا يمكن العبث به وتُوضع عليه مواصفات الحجر الكاملة التي ترشد الشاري لأن الالماس لا يمكن دمغه مثلما يتم مع الذهب والفضة والبلاتين. وتعطى شهادة خاصة للاحجار المصنعة ضمن المشغولات المختلفة". واضاف: "ان لدينا مفتشين يذهبون الى السوق للتحري عن البضائع او ان يأتي التاجر الينا ليفحص بضاعته كما نستقبل الجمهور ايضاً ونعطي شهادة بنتائج الفحص والاختبار". وأبدى معاذ بركات مدير المكتب الاقليمي لمجلس الذهب العالمي في الشرق الاوسط تحفظاً عن التوسع في تجارة الماس وقال: "من الافضل التركيز على الذهب وهو مجال برعت فيه دبي وحققت مركزاً عالمياً متقدماً حيث وصل حجم استيراد الذهب العام الماضي الى نحو 185 طناً". لا سوق عربياً للماس وفي حديث ل"رويترز" عكس حرص المنظمة التي يمثلها على تنشيط التداول بالذهب من دون غيره رأى بركات انه "لا توجد سوق حقيقة للالماس في العالم العربي وان الذهب يبقى المعدن الثمين الذي يفضله المستهلك على المستوى الشعبي في المنطقة العربية". وأوضح بركات ان اكثر من 50 في المئة من سوق الماس التي يبلغ حجمها نحو 57 بليون دولار سنوياً تتركز في الولاياتالمتحدة الاميركية لأن خاتم الخطبة او الزواج هناك غالباً ما يكون من الماس. وقال ان انتاج الماس العالمي البالغ نحو 118 مليون قيراط سنوياً تتصدره استراليا التي تنتج 27 مليون قيراط تليها بوتسوانا بنحو 25 مليوناً ثم الكونغو بنحو 22 مليوناً وروسيا بنحو 21 مليون قيراط. وقال مدير مختبر دبي ان الماس وهو اكثر الاحجار الكريمة شيوعاً واغلاها ثمناً يتميز بأنه أقسى الاحجار الكريمة على الاطلاق ويعتبر النموذج الفريد للاحجار الكريمة عديمة اللون من حيث تألقه الساطع وتأججه. ويعود تاريخ الماس الى عام 800 قبل الميلاد تقريباً حيث تم اكتشافه للمرة الاولى في الهند التي اصبحت ولاكثر من 25 قرناً المصدر الوحيد له. وفي عام 1725 تم اكتشاف الماس في البرازيل التي أصبحت في ما بعد المنتج الرئيسي له في العالم. وقال بدري: "ان اهم ميزات الماس انه الحجر الوحيد الذي يتكون في الحالة العنصرية وليس على هيئة مركب وتبلغ قساوته 10 على مقياس موهس للصلادة". واوضح ان قيمة الماس تحدد بأربعة عوامل رئيسية هي القيراط وهو مقياس وزن الماس ويساوي 0.2 غرام. وتكون الماسة نادرة وغالية كلما كبر حجمها لذلك فإن سعر الماسة الكبيرة اغلى من مجموعة ماسات صغيرة من الوزن نفسه. وأوضح ان الوان الماس الطبيعية تتدرج من عديم اللون الابيض الى اللون الاصفر. ويأتي ايضا بالوان نادرة مميزة مثل الازرق والزهري والاخضر والاصفر والبني. وقال بدري: "ان اكثر أنواع قطع الماس شيوعاً هي القطع المستديرة المعروفة بريليانت وتكون مقطعة بزوايا مختلفة لكل وجه فيها تعطي اقصى حد لانعكاس الضوء لتصبح الماسة اكثر تألقاً وبريقاً، وان النقاء هو مقياس لصفاء الماس ويعرف النقاء على انه خلو الحجر من الشوائب الداخلية والسطحية عند فحصه بعدسة تصل قوة تكبيرها الى عشرة اضعاف". واختتم بدري حديثه بحض المتعاملين على ضرورة الحصول على شهادة خاصة معتمدة من قبل الجهات الرسمية عند شراء الالماس توضح نوعية الماس وخواصه حتى لا يتعرضوا للغش.