تنظم دبي مطلع الشهر المقبل اغلى معرض يقام في الشرق الأوسط هو "معرض الشرق الأوسط الرابع للمجوهرات" التي تقدر قيمة معروضاته بنحو بليوني درهم 700 مليون دولار، ينتظر ان تشارك فيه 200 شركة دولية لعرض أجمل المجوهرات واغلاها سعراً في اسواق الامارة التي باتت الآن أكبر موزع منفرد للذهب في العالم. وتأمل دبي التي باتت تعرف باسم "مدينة الذهب"، بأن تواصل صدارتها في هذا المجال وان تتحول من مركز دولي لتوزيع الذهب الى مركز دولي للمجوهرات، مستهدفة اسواق الخليج ذات القدرات الشرائية العالية وأسواق آسيا ذات الكثافة السكانية الكبيرة. وقال السيد وحيد عطالله المدير العام لمركز دبي التجاري العالمي الذي ينظم المعرض "ان جهود المركز في الاستمرار بتنظيم المعرض سنوياً تتوافق مع جهود دبي في المنافسة على المستوى الدولي للحفاظ على موقعها الجديد كأكبر مركز لتوزيع السبائك الذهبية في العالم متقدمة على مدن عريقة في هذه التجارة مثل هونغ كونغ وسغافورة". وأضاف: "ان ادارة المركز التجاري رأت قبل أربعة اعوام ضرورة ايجاد معرض متخصص بالمجوهرات يتواكب مع نمو هذه التجارة في الامارة لتقديم ما هو جديد من موديلات الذهب والالماس وعرضها في المنطقة من خلال دبي التي تملك اكبر سوق في مكان واحد للذهب في العالم تتواجد فيها مئات المتاجر تعرض مختلف تصاميم المصوغات الذهبية الدولية والاقليمية". وأشار الى ان الامارات بشكل عام، ودبي خصوصاً تعد من اكبر مراكز استيراد الذهب والمجهورات واعادة تصديرها الى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط واسيا. وبلغ حجم واردات دبي من سبائك الذهب عام 1997 نحو 660 طناً استخدم قسم كبير منها في صياغة الحلي محلياً وأعيد تصدير جزء كبير منها الى دول الخليج العربي والشرق الأوسط وآسيا. وقالت مديرة معرض دبي الدولي الرابع للمجوهرات جاكي ريد ان الدورة الجديدة للمعرض ستختلف عن الدورات الثلاث السابقة اذ ابدى عشرات من أشهر الاسماء في عالم المجوهرات رغبة قوية للتواجد في المعرض مما يتيح للتجار والجمهور فرصة فريدة للاطلاع على تصاميم رائعة نادراً ما تعرض خارج أرقى المتاجر في اوروبا واسيا الى جانب 25 بيت مجوهرات من دولة الامارات العربية المتحدة وعدد كبير من بيوت المجوهرات السعودية. ويحظى معرض دبي الدولي الثالث للمجوهرات بدعم بعض المؤسسات والهيئات الدولية المتخصصة مثل "المجلس الاعلى للالماس" في "انتويرب" بلجيكا و"مجلس الذهب العالمي" من خلال مكتبه الاقليمي في دبي، و"مجلس صادرات الذهب والاحجار الكريمة" في الهند، و"مجلس الذهب الاندونيسي" و"آتحاد مصنعي المجوهرات في هونغ كونغ". وتشمل معروضات "دبي للمجوهرات" مجموعات ثمينة من الالماس والذهب والفضة والكهرمان واللؤلؤ والاحجار الكريمة وشبه الكريمة، الى جانب تشكيلة متنوعة من الساعات اليدوية وساعات الحائط والهدايا القيمة، والطرق المختلفة لعرض المجوهرات وتغليفها. ويضم المعرض عدداً من الادوات والآلات المستخدمة في صناعة المجوهرات، اضافة الى مجموعة من التحف الفضية. ويتوقع ان يستقطب المعرض عدداً كبيراً من تجار الجملة والتجزئة والموزعين في دولة الامارات والسعودية ودول الخليج، الى زوار من انحاء منطقة الشرق الاوسط كافة. وحققت واردات دبي رقماً قياسياً جديداً العام الماضي وتجاوزت سنغافورة واصبحت تحتل المكانة الأولى كأكبر موزع دولي للذهب وثالث مركز تداول بعد زوريخ ولندن بعد التطورات التي طرأت على السوق الهندية التي تعتبر وجهة صادرات دبي الذهبية. وتعود اسباب نمو تجارة الذهب في دبي الى السمعة التاريخية لدبي كمدينة التجار منذ القديم والخبرة الطويلة والعلاقات القوية بين تجار الذهب في الامارة ونظرائهم في الاسواق الخارجية التي تستورد الذهب وتصدره وهو ما دعم مكانة دبي ومصداقيتها كمركز دولي لتجارة الذهب بالاضافة الى الموقع الاستراتيجي بالقرب من الدول الاعلى استهلاكاً للذهب وهي الهند والسعودية ودول الشرق الأقصى. ومن أسباب نمو تجارة الذهب في دبي ايضاً تأثير الحرية الاقتصادية وسياسة السوق المفتوحة والتسهيلات المحلية المتاحة للتجارة الداخلية والخارجية التي تتمثل بشبكة المواصلات المتكاملة ونظام الاتصالات المتقدم وخدمات الشحن والمناولة والاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يعتبر من بين اهم المتطلبات الاساسية لتجارة الذهب اضافة الى ارتفاع مستوى الدخل الفردي في الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي وسياسة حكومة دبي في ترويج السياحة والتركيز الواضح على سياحة التسوق والخدمات والتسهيلات المصرفية التي تقدمها المصارف. وتعمل دبي على اتجاه جديد في هذه التجارة اذ تأمل ان تتحول في وقت قريب الى مركز اقليمي لتجارة الالماس ويرى المراقبون ان لدى دبي من الامكانات ما يؤهلها لتصبح المركز الأول للماس في الشرق الأوسط كما هي الآن بالنسبة لتجارة الذهب والمجوهرات وذلك في ضوء سياسة الاقتصاد الحر التي تنتهجها حكومة الامارات والنمو الاقتصادي في المنطقة. ومن المقرر ان ينظم المجلس الأعلى للالماس في بلجيكا مؤتمراً يتناول تجارة الماس البلجيكية لابراز الاهمية المتنامية لهذا المعدن النفيس كأداة استثمارية وادخارية من الدرجة الرفيعة، والتعرف على آليات صناعة الماس وتطورها دولياً واقليمياً والتعريف بالتجربة الواسعة التي اكتسبتها بلجيكا في التقنيات الحديثة المستخدمة في معالجة الماس ومواعين تسويقه وطرق الكشف عن النوعية والقوانين والتشريعات المنظمة لصناعة الماس وتجاربه. 4 بلايين دولار سنوياً وتظهر دراسة للامم المتحدة ان نسبة 87 في المئة من السكان البالغين في الخليج تشتري الذهب. وقدرت حجم سوق المنطقة من المعدن الثمين بأكثر من أربعة بلايين دولار سنوياً وحجم استهلاكها بنحو 380 طناً مشيرة الى ان انفاق الفرد الخليجي الواحد على مصوغاته الذهبية فقط يصل الى 1700 دولار سنوياً وهو الاعلى في العالم. ويقدر متوسط ثمن القطعة الذهبية الواحدة التي يتم شراءها بنحو 268 دولاراً. ويشتري الخليجيون خمس قطع ذهبية للفرد الواحد سنوياً ويفضلون عيارات الذهب الاعلى التي تراوح بين 21 و24 قيراطاً. وأشارت الدراسة الى ان السوق الخليجية نمت بسرعة واصبحت ثاني أكبر سوق دولية بعد اسواق الهند. وتحولت دول المنطقة التي باتت تملك صناعات مهمة الى توريد المشغولات الذهبية والاحجار الكريمة الى العالم بعدما كانت قبل اعوام من كبار المشترين منها. ويبلغ عدد متاجر الذهب في الخليج نحو خمسة آلاف منشأة وعدد شركات الجملة 100 شركة وهي أكبر شبكات البيع في العالم. وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي لمنطقتي الشرق الأوسط والهند رولف شنيبلي "ان امارة دبي استوردت العام الماضي 660 طناً من السبائك الذهبية في مقابل 350 طناً في العام الاسبق". مشيراً الى ان دبي استفادت من زيادة الطلب في الهند والدول المجاورة، وتمكنت العام الماضي من تعزيز موقعها كمركز اساسي لاعادة التصدير الى اسواق جديدة مثل ايران ومصر. ويحظى الذهب الخالص بسيطرة شبه تامة على اسواق الشرق الأوسط والهند، خصوصاً المجوهرات الذهبية الخالصة، وفي الاسواق الاخرى كان ثلث المشغولات الذهبية مطعماً بأحجار اما كريمة أو شبه كريمة. وأشار تجار ذهب في دبي ل "الحياة" الى ان الارتفاع المستمر في اسواق الذهب التقليدية في دول المنطقة مثل الهند وباكستان ساهم في زيادة الطلب على اسواق دبي الامر الذي عزز دور الامارة كمستورد رئيسي للذهب في المنطقة على رغم الغاء عدد كبير من القيود في دول المنطقة التي حدت سابقاً من استيراد الذهب خصوصاً في الهند.