الحوارات التي كان أجراها الزميل غسان شربل في "الحياة" مع شخصيات سياسيّة عدّة مثيراً من خلالها قضايا راهنة و"ساخنة" تصدر تباعاً، منفردة في كتيّبات. وبعد صدور حواره مع القائد الكردي مسعود البرزاني قبل أشهر، عمدت دار بيسان الى اصدار حواره مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبدالله شلّح. وشاءت الدار أن تجعل من الحوار وثيقة سياسية، فطلبت من الكاتبين محمد سليم العوا وجمال باروت كتابة مقدمتين، إضافة الى مقدمة غسان شربل. وحمل الكتيب عنوان: "في عين العاصفة" وهو في 112 صفحة من القطع الصغير. أما الحوار فيدور حول محاور عدّة: العمليات الاستشهادية، معنى الاستشهاد، الاستشهاديون، العلاقة بين "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، اللقاء الفلسطيني في القاهرة، بنية "الجهاد"، اغتيال فتحي الشقاقي، موقف القذافي، عملية 11 أيلول سبتمبر، أسامة بن لادن، "الجهاد" المصري وسواها... ويقدّم شربل الحوار واصفاً جوّ الزيارة: "أخذتني سيارة مسدلة الستائر من الفندق. لم أسأل السائق الشاب عن العنوان المقصود. إنها قوانين اللعبة يتعلمها الصحافي حين يستعذب لقاء المطلوبين. بعدها وجدت نفسي في شقة كان الجميع ضيوفاً على صاحبها الغائب. منتصف الليل. من عادة القادة الفلسطينيين أن يطيلوا السهر. وأحياناً يرغمون خصومهم على السهر خوفاً مما تحمله للنهارات المقتربة تلك الإشارات الغامضة التي تسلك طرقاً متعرجة قبل أن يفيق العالم على دوي قاتل. فتح الرجل ديوان "أعراس" للشاعر محمود درويش وراح يقرأ. ذهب الرجل بعيداً في القراءة. لدرويش موقع استثنائي في قلبه. يعتبره "أهم شاعر عربي بعد المتنبي". كان ما قرأه جميلاً وآسراً. فدرويش إرهابي بامتياز يتسلل الى القاموس ويتفجر به موقظاً الينابيع وغاسلاً الكلمات مشوشاً علاقاتها والمعاني، عائداً بحطامها والشظايا صوراً ورموزاً في أعراس غير مسبوقة. خفت أن تطيح جاذبية الشعر هدف اللقاء، فمازحت المتحدث مستفزاً: "من أين الرقة يا دكتور وأنت ترسل عشرات الاستشهاديين". قاطعني موضحاً وانطلق الحوار وتعددت الجلسات". وورد في مقدمة العوا: "العيش في "ظل وردة" هو آخر ما سجله هذا الحوار مع رمضان شلح... إنني أدعو شبابنا وفتياتنا، وأدعو رجالنا ونساءنا الى قراءة هذا الحوار الممتع. ففيه تاريخ مهم، وفيه شجاعة بالغة، وفيه أدب جم، وفيه وفاء محبب، وفيه تقدير للآخرين موافقين كانوا أم مخالفين. وفيه صدق وصراحة يحتاج الى التحلي بها أو بمثلها كثير من زعمائنا وأولي الأمر فينا". أما جمال باروت فيقول: "يضيء رمضان في هذه الحوارية بعض أبرز الجوانب التكوينية والفكرية والسياسية لحركة "الجهاد"، ومن ينتسب الى هذه الحركة هو شهيد مسبقاً، ومشروع شهيد، لا يقلقه ذلك فتعالوا نقرأ حوارية رمضان الذي سيبقى دوماً كما كل مقاوم وطني أو إسلامي في "عين العاصفة".