قرأت باهتمام ما قاله الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" الدكتور رمضان عبدالله شلّح، في اطار سلسلة "يتذكر" التي تمكن قراء "الحياة" من الإطلاع على تفاصيل المحطات، وأدوار الشخصيات المعنية بها. وعلى رغم تقديري لما جاء في هذا الحوار، واحترامي لرأي شلّح، فإنني أرجو ان يتسع صدركم للملاحظات الآتية التي أسوقها في صورة اسئلة: - ان تقديرنا لتضحيات منفذي العمليات الاستشهادية يجب ألا يلغي حقنا في طرح السؤال: هل كان الاستمرار في هذا النوع من العمليات ضرورياً بعد حوادث 11 ايلول سبتمبر، خصوصاً بعدما اتضح ان استمرارها يمكن ان يلصق بمنفذيها تهمة الإرهاب؟ - ألا يعتقد الدكتور شلّح ان المنظمات الفلسطينية كانت مطالبة، غداة هجمات نيويورك وواشنطن، بأن تتخذ قراراً بإعادة الانتفاضة الى طابعها الجماهيري، واقتصار شقها العسكري على الضفة الغربية وغزة؟ - ألا يرى الدكتور شلّح ان السفاح شارون صعّد عمليات الاغتيال لاستدراج المقاومة الى تنفيذ مزيد من العمليات الاستشهادية، لدفع الإدارة الأميركية والغرب الى إدراج "الجهاد" و"حماس" على لائحة الإرهاب؟ ولماذا لم تتنبه الحركتان لخطة شارون هذه؟ أستغرب ان يتجاهل شلّح ان العمليات الاستشهادية مكّنت شارون من تدمير السلطة الفلسطينية، وهي وإن اختلفنا معها، تبقى الهيئة الفلسطينية الوحيدة التي تمتلك شرعية عربية ودولية في تحركها من اجل ضمان وصول الفلسطينيين الى حقوقهم. - ألا يرى الدكتور شلّح ان استهداف المدنيين، داخل "الخط الأخضر"، دفع الرأي العام الإسرائيلي الى مزيد من التشدد؟ هذا من دون ان نذكّر الأمين العام ل"الجهاد الإسلامي" بدوره، قبل أعوام، في اسقاط شمعون بيريز وهو ما جعل السلطة الإسرائيلية في قبضة الصقور. - ان "الحضور الإقليمي" واضح في برنامج "الجهاد"، ألا يخشى شلّح ورفاقه ان يدفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً لمشروع الحرب الطويلة المفتوحة التي لا تأخذ في الاعتبار موازين القوى الدولية والإقليمية؟ - يقول الأمين العام ل"الجهاد" ان ياسر عرفات فقد رمزيته حين وقّع اتفاق اوسلو، فهل ينسى ان ياسر عرفات نفسه كان وراء إطلاق الرصاصات الأولى ل"فتح" وكان الرجل الذي قاد معركة ابقاء القضية حية؟ اكرر شكري ل"الحياة" وأسجل عتبي على الصحافي غسان شربل ذلك ان سلسلة "يتذكر" تجاهلت حتى الآن اسماء فلسطينية تملك الكثير من الأسرار وإن لم تكن في الموقع القيادي الأول. مخيم عين الحلوة في صيدا لبنان - نايف ابو الهيجا