تماسكت أسعار النفط أمس، بفعل قوة الطلب وضعف الدولار واستمرار خفض الإمدادات بقيادة «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) وروسيا، لكن محللين يؤكدون أن ارتفاع إنتاج أميركا الشمالية سيؤثر سلباً في آفاق السوق في وقت لاحق من السنة. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 66.29 دولار للبرميل بارتفاع 0.2 في المئة عن سعر التسوية السابقة. وتماسكت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» فوق 70 دولاراً للبرميل، إذ انخفضت إلى 70.44 دولار للبرميل. وفي السياق، قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي إن بلده سيلتزم باتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج، على رغم نية العراق زيادة الطاقة التصديرية للنفط من الشمال والجنوب. وفي معرض رده على سؤال عن احتمال ارتفاع الأسعار، اعتبر اللعيبي أن السعر معقول حتى الآن، وأن سوق الخام تشهد استقراراً جيداً. وأبلغ اللعيبي مؤتمراً في لندن، أن إجمالي الطاقة الإنتاجية للعراق بلغ خمسة ملايين برميل يومياً، منها 4.6 مليون برميل يومياً من الجنوب، مضيفاً أن العراق يأمل في زيادة الإنتاج من حقول نفط كركوك في شمال البلاد إلى 750 ألف برميل يومياً، بمساعدة «بي بي»، مضيفاً: «نهدف للوصول باحتياطات النفط إلى 175 بليون برميل في السنوات المقبلة». وفي سياق متصل، قال المدير العام بالوكالة ل «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) علاء الياسري، إن صادرات الشركة من الخام بلغت في المتوسط 3.5 مليون برميل يومياً في كانون الثاني، لافتاً إلى أن «مع تبقي يومين على نهاية كانون الثاني، قد يتجاوز متوسط صادرات الشهر المستوى القياسي البالغ 3.535 مليون برميل يومياً المسجل في كانون الأول (ديسمبر)». وقد يزيد إجمالي صادرات البلد على ذلك، لأن «سومو» لا تسيطر على مبيعات النفط من إقليم كردستان العراق شبه المستقل في شمال البلد، والتي تقدر بأكثر من 200 ألف برميل يومياً. وذكر الياسري أن زيادة معدل صادرات «سومو» في الآونة الأخيرة لا يرجع إلى ارتفاع الإنتاج بل إلى انخفاض الاستهلاك المحلي. ولم يتضح بعد سبب انخفاض الاستهلاك. وأضاف أن الصادرات قد تزيد أكثر. وأظهر برنامج تحميل اطلعت عليه وكالة «رويترز»، أن «سومو» تخطط لتصدير 2.9 مليون برميل يومياً من خام البصرة الخفيف من جنوب البلد في شباط (فبراير). ومن المقرر أن تصدّر أيضاً مليون برميل يومياً من خام البصرة الثقيل. إلى ذلك، نشرت وزارة النفط العراقية على موقعها الإلكتروني، أن العراق يعتزم بناء مصفاة نفط في ميناء «الفاو» على الخليج مع شركتين صينيتين، وينوي دعوة الشركات الاستثمارية قريباً لبناء ثلاث مصاف أخرى. وأضافت الوزارة أن الطاقة الإنتاجية للمصفاة التي ستُبنى في «الفاو» ستبلغ 300 ألف برميل يومياً وستضم وحدة للبتروكيماويات. وتخطط الوزارة لبناء مصفاتين أخريين، بطاقة إنتاجية تبلغ 150 ألف برميل يومياً لكل منهما، كما تسعى إلى بناء مصفاة ثالثة بطاقة 100 ألف برميل يومياً بالقرب من مدينة الموصل في شمال العراق. يذكر أن العراق هو ثاني أكبر منتج للنفط في «أوبك» بعد السعودية. وتقلصت طاقته التكريرية حين اجتاح تنظيم «الدولة الإسلامية» أكبر مصفاة للنفط في بيجي شمال بغداد في 2014. وقال وزير النفط جبار اللعيبي إن العمل بدأ في تأهيل مصفاة بيجي، مضيفاً: «سيعاد تشغيل وحدة تبلغ طاقتها التكريرية 70 ألف برميل يومياً خلال فترة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر»، لافتاً إلى أن «وحدة ثانية تبلغ قدرتها 70 ألف برميل يومياً ستُشغل بعد ذلك». وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع أن شركة «سومو» باعت مليوني برميل من خام البصرة الخفيف تحميل آذار (مارس) في «بورصة دبي للطاقة»، بعلاوة مرتفعة بلغت 42 سنتاً فوق سعر البيع الرسمي للخام. إلى ذلك، قال رئيس شركة «إيني» الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، إن «مشاريع الغاز في دول شرق البحر المتوسط مثل مصر وقبرص وإسرائيل، ستكون مهمة لمساعدة أوروبا في تنويع وارداتها من الغاز»، في وقت ينخفض الإنتاج في بحر الشمال وترتفع فيه الإمدادات الروسية. وأضاف أن «مصر قد تلعب الدور الأكثر أهمية في صادرات الغاز بفضل البنية التحتية القائمة، وإنها قد تصبح مركزاً لشحن ما يصل إلى 20 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً خلال سنوات قليلة». وأشار إلى أن «الشركة تريد التوسع في الجزائر بما في ذلك الحقول البحرية»، مشدداً على ضرورة «تحسين شروط تطوير الحقول في إيران كي تجذب الشركة للعودة مجدداً إلى البلد». وأضاف أن «الشركة تأمل بحفر أول بئر في لبنان في 2019». في سياق منفصل، أشارت مصادر تجارية إلى أن «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) أبلغت الزبائن في آسيا أنها ستخفض إمدادات «خام مربان» 25 في المئة في آذار، ارتفاعاً من خفض نسبته 20 في المئة في الشهر السابق. ولفتت المصادر إلى أن الشركة ستورد مخصصات خامي «داس» و «زاكوم العلوي» لشهر آذار بالكامل في شحنات الشهر، مقارنة بخفوضات في الشهر السابق.