أوفدت سورية امس وزير خارجيتها للمشاركة في اجتماع تحضره اسرائيل خارج نطاق الاممالمتحدة في خطوة هي الاولى من نوعها منذ ثلاثة اعوام، واعتبرها ديبلوماسيون اضافة جديدة ل"خريطة الطريق" لاحلال السلام في الشرق الاوسط. وسرت موجة من الاثارة في اروقة الاجتماع الاوروبي - المتوسطي في اليونان مع حضور فاروق الشرع وزير الخارجية السوري ونظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم. ويشارك في الاجتماع الذي يعقد في اليونان وزراء خارجية 15 دولة عضواً في الاتحاد الاوروبي وعشر دول تنضم للاتحاد العام المقبل وايضاً وزراء عشر دول عربية بالاضافة الى اسرائيل. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"رويترز": "وصل وزير الخارجية السوري الى هيراكليون وسيحضر اجتماع الاتحاد الاوروبي في نفس الوقت الذي يحضره الوزير الاسرائيلي في وقت لاحق من اليوم". ووصف هذه الخطوة بأنها "اضافة لخريطة الطريق". وبسبب الوجود الاسرائيلي كانت سورية ترسل وفوداً محدودة المستوى للمشاركة في اللقاءات الاوروبية - المتوسطية السابقة التي بدأت عام 1995 كمنتدى للحوار بين الاتحاد الاوروبي وجيرانه الواقعين جنوب البحر المتوسط. وقال المسؤولون الاوروبيون انها ستكون المرة الاولى التي تحضر فيها سورية اجتماعات اوروبية - متوسطية على مستوى وزراء الخارجية منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وتقول سورية انها تريد استئناف محادثات السلام مع اسرائيل لكنها اعربت عن تشككها في جدية سعي الحكومة الاسرائيلية للسلام. وتحاول دمشق في ما يبدو ترضية الغرب بعد ضغوط اميركية حادة في اعقاب الحرب ضد العراق لوقف مساندة الجماعات المناهضة لاسرائيل. وقال جورج باباندريو وزير الخارجية اليوناني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ان حضور الوزير السوري ربما كان ايضا بادرة تعكس استعداد دمشق لتصعيد مستوى علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي. وعلى رغم ان سورية عضو في المنتدى الاوروبي - المتوسطي فإنها لم توقع بعد اتفاقية ثنائية مع الاتحاد الاوروبي تفتح الطريق لمزيد من التمويل الاوروبي اذا ما استجابت لضمانات تتعلق بقضايا كالاصلاحات الاجتماعية والسياسية. وقال باباندريو للصحافيين: "اذا استطاعت سورية المضي قدماً في ما يتعلق بالاصلاحات الضرورية فانه يسعدنا رؤيتها تزيد من مستوى علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي". وأجرت سورية واسرائيل محادثات سلام متقطعة منذ عام 1991 كان آخرها اواخر عام 1999 واوائل عام 2000 حين اجتمع ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل في ذلك الوقت مع الشرع في الولاياتالمتحدة. ويكتسب الاجتماع الاوروبي - المتوسطي اهمية خاصة مع حضور وزير الخارجية لاسرائيلي شالوم والوزير الفلسطيني نبيل شعث بعد تصديق الحكومة الاسرائيلية رسمياً على "خريطة الطريق" لإحلال السلام.