حذر ضابط عراقي رفيع المستوى من النتائج السلبية المتوقعة على القوات الاميركية والبريطانية في العراق من جراء قرار واشنطن الجمعة الماضي حل الجيش العراقي. وكان ضباط وجنود عراقيون في مدينة البصرةجنوب البلاد، اعترضوا على القرار الاميركي وهددوا بحمل السلاح ضد جيوش الاحتلال الاميركية والبريطانية إلا في حال حصولهم على رواتبهم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان 50 جندياً نظموا مسيرة الى احد قصور الرئيس العراقي السابق صدام حسين في البصرة للاعراب عن رفضهم حل قواتهم ووقف رواتبهم. وانتهت المسيرة من دون تسجيل اعمال عنف، وذلك بعدما امرتهم القوات البريطانية التي تحتل القصر بالتفرق والابتعاد عن بوابة القصر. وسُجلت اعتراضات مماثلة من جنود في بغداد ومدن عراقية اخرى. ويقول العقيد احمد محمد 41 سنة الذي يخدم في البحرية العراقية منذ 25 سنة ومقره في البصرة: "إذا جعلوا اطفالنا يعانون بسبب عدم صرفهم رواتبنا، فسنبدأ بإثارة المشاكل... لدينا اسلحة في منازلنا". وأشار الى ان هذه التهديدات ستترجم فعلياً. وصدرت تهديدات مماثلة من عسكريين آخرين قالوا انهم نفذوا التعليمات التي وردت في منشورات اسقطتها الطائرات الاميركية قبل الحرب وشجعتهم على عدم القتال. ويقول قائد دبابة عراقية في البصرة: "الطائرات الاميركية اسقطت اوراقاً تطلب منا البقاء في منازلنا، مشيرة الى ان عائلاتنا ستكون في آمان وفي حال جيدة". وفي الفلوجة، يقف العقيد نجيب خليفة مفتخراً الى جوار صدام حسين في صورة التقطت قبل ايام من الحرب... وهو الان يلقي باللوم على الرئيس العراقي السابق في الحرب التي جعلت العراق مدمراً ومحتلاً. لكنه وجه تحذيراً قويا للادارة الاميركية من طرد الضباط والجنود وجعلهم بلا وظيفة لانهم قد يصبحون كابوساً لهذه الادارة. وكان خليفة 40 عاما، وهو أب لستة أبناء، عضوا في الحرس الجمهوري الذي كان متمتعا بمزايا هائلة لمدة 19 عاما قبل نقله الى الجيش النظامي. أما اليوم فقد انضم الى جيش العاطلين الذي يتزايد يوميا. وقال خليفة في منزله في الفلوجة: "لم نتلق رواتبنا منذ آذار مارس. الكثير منا يعتمد على رواتبه في إعالة أسرنا واذا ما توقف المصدر المالي فإن بعض الجنود سيضطر الى النهب والقتل للبقاء في حين ان اخرين سينظمون صفوفهم لمحاربة الاميركيين". وحلت الولاياتالمتحدة الجمعة وزارة الدفاع والاعلام وكل القوات المسلحة التي كان يتألف غالبيتها من السنة وعزلت اكثر من 400 الف من مناصبهم. ولجأ الكثير من الجنود العاطلين الذين لم يكونوا من بين الفئات التي تلقت مزايا مالية كبيرة من صدام الى بيع اسلحته الآلية بل باع بعضهم اسلحة ثقيلة في سوق سوداء لكسب قوت يومهم. وذكر خليفة ان الكثير من سكان الفلوجة ليسوا من الموالين لصدام بالمعنى المفهوم ولكنهم كانوا أفضل حالا في ظل النظام القديم. وأضاف: "كانت لدينا وظائف وكان هناك أمن. على الاقل لم نكن محتلين في ظل حكمه... الكثير منا نحن العسكريين كان في الجيش طول حياته ولا يمكننا العمل في اي مكان اخر. سيكون لبطالة الجنود رد فعل عكسي على القوات الاميركية... الجنود مزودون بما يكفي من الأسلحة ومدربون جيدا جدا وهم على معرفة بتضاريس البلاد... لذا فسينظمون جماعات مقاومة لمحاربة الاميركيين... بدأوا بالفعل تنظيم صفوفهم. ما زالت المكامن التي نراها الان عشوائية ولكنها ستصبح قريباً هجمات منظمة. يتعين على الولاياتالمتحدة ان تجد حلاً للجنود العراقيين". وأكد انه لن يشارك في مثل هذه الهجمات. وقتلت القوات الاميركية اثنين من العراقيين في الفلوجة بعدما هاجم مسلحون حاملة الجند المدرعة التي كانوا يستقلونها الاربعاء الماضي. وقال الكابتن ادوين ويركهايزر ان الفلوجة مصدر "للتوترات" بالنسبة اليهم منذ غزو العراق. وأضاف، اما انهم "قطاع طرق من الاشرار الذين يعتقدون بأنهم سيلاقون استحسانا اذا حاربوا الاميركيين، او هم مما تبقى من النظام القديم الذين حرموا من حقوقهم أو انهم منتمون الى النظام القديم".