حذرت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية ميلاني زيبيرر امس من مخاطر انتشار وباء الكوليرا وامراض التنفس في العراق حيث "تعج المستشفيات بالكامل" بالمرضى. وقالت زيبيرر في حديث لقناة التلفزيون الفرنسية الخاصة "ال سي آي": "نلاحظ ان هناك خطراً كبيراً في انتشار الاوبئة لأن السكان لا يحصلون على الحد الادنى من الطعام ومياه الشرب النظيفة ومن الممكن جداً انتشار وباء الكوليرا". واوضحت ان "مستشفيات بغداد ممتلئة بالكامل، وتعاني نقصاً في الادوية والمعدات الطبية واذا ازداد الوضع سوءاً، فإنه يتوجب علينا مواجهة أزمة انسانية". واضافت زيبيرر: "طلبنا فتح جسر انساني من اجل ايصال المساعدات للسكان المتضررين". وكانت وكالات اغاثة تابعة للأمم المتحدة حذرت في وقت سابق من أزمة صحية تواجه سكان بغداد البالغ عددهم خمسة ملايين، إذ اكتظت المستشفيات بالقتلى والجرحى ودمرت البنية الاساسية. وتوقع الناطق باسم منظمة الصحة العالمية فضيل الشايب "تدهوراً شديداً في الحال الصحية في الايام المقبلة نتيجة القصف اليومي الذي يؤدي الى تدمير البنية التحتية وارتفاع حاد في اعداد الضحايا المدنيين". وفي وقت سابق قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ومقرها جنيف، ان مستشفيات بغداد تصارع من أجل مواجهة طوفان المصابين الذي ادى الى استنزاف مواردها. وقال مسؤول منظمة الصحة العالمية ان الفريق الطبي العامل في مستشفيات بغداد الكبرى "يعمل فوق طاقته" وان الحصول على الرعاية الطبية والدواء "اصبح اكثر صعوبة لأنه لا يمكن تعويض المخزون الحالي". واضاف الشايب ان هناك تقارير عن نقص ادوية مثل المسكنات والمضادات الحيوية وادوية التخدير والانسولين والمستلزمات الجراحية. واتصلت منظمة الصحة التابعة للامم المتحدة بعشرة متاجر دواء كبرى في عمان لشراء 54 نوعاً من الادوية والمستلزمات الطبية المطلوبة بشدة لإرسالها الى بغداد في اسرع وقت ممكن. ولاحظ جيم تولوتش منسق منظمة الصحة العالمية في الكويت ان "الاعداد الدقيقة للمصابين لا تهم. فتلك الارقام مهما كانت هي لأطفال أصيبوا بحروق من الدرجة الثالثة وأطفال بُترت اطرافهم ولن يمشوا مرة اخرى أبداً ونساء حوامل اجهضن". واضاف "على اطراف هذه الحرب الحد من سقوط الضحايا المدنيين". وقال الناطق باسم مكتب منسق الشؤون الانسانية للعراق في الاممالمتحدة ديفيد فيمهورست ان "الدمار الذي لحق بالبنية الاساسية يعرقل اكثر جهود الاغاثة داخل المدينة وحولها"، مشيراً الى تدمير جسر يؤدي الى جنوببغداد جعل طرق الخروج البديلة جنوبالمدينة غير آمنة. وقالت الناطقة باسم صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف فيفينا بلمونتي ان الصندوق قلق بشكل خاص من تأثير الحرب على الاطفال الذين يشكلون نصف سكان العاصمة تقريباً. واضافت: "علينا ان نتأكد من ان بغداد لم تتحول الى بصرة اخرى". وقالت بلمونتي ان "يونيسيف" أعرب عن قلقه من تقارير عن استخدام القنابل العنقودية في مناطق كثيفة السكان. وأكملت: "ان استخدام هذه الاسلحة اللعينة والطائشة حصد ارواح اطفال عراقيين ولا بد من وقف استخدامها". في غضون ذلك، أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي عبدالرحمن السويلم ل"الحياة"، استعداد الفرق الطبية لتقديم المساعدة إلى الشعب العراقي، خصوصاً في ظل تدهور الأوضاع الصحية هناك، وسقوط آلاف الجرحى والقتلى المدنيين والأطفال. وقال السويلم: "لا نزال ننتظر موافقة الأممالمتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب العراقي بعد التأكد من سلامة الطرق والمعابر إلى داخل العراق".