يقوم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بزيارة خاطفة اليوم إلى الإمارات، تلبية لدعوة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسيبحث الرئيسان في العلاقات الثنائية والتطورات في فلسطين والعراق. وتوقعت مصادر يمنية مطلعة أن يكون في استقبال علي صالح في مطار أبو ظبي معظم السياحين اليمنيين الذين يعيشون بضيافة الشيخ زايد في دولة الإمارات منذ انتهاء الحرب الانفصالية صيف عام 1994، وشملهم قرار بالعفو العام صدر ابان تلك الحرب ولم يعودوا إلى اليمن، بالإضافة إلى عناصر سياسية وعسكرية اشتراكية ضمن قائمة ال16 المحكوم عليهم قضائياً والذين اعلن الرئيس صالح عشية العيد ال13 للوحدة، يوم الخميس الماضي، عفواً شاملاً من الأحكام ضدهم، ودعاهم للعودة إلى الوطن والمشاركة في بنائه. وأشارت المصادر إلى احتمال أن يلتقي علي صالح، إن توفر له الوقت، مع عدد من الشخصيات التي شملها قرار العفو، بمن فيهم عناصر ضمن "قائمة ال16". وسيتيح هذا اللقاء ان يتحدث علي صالح إليهم عن حيثيات قراره الأخير وحرصه على طي ملفات الماضي وتوحيد الجبهة الداخلية لليمن وتأكيد مبدأ التسامح. وفي أبو ظبي أكد قادة وسياسيون يمنيون عن استعدادهم للقاء الرئيس اليمني خلال زيارته للامارات اليوم. واعتبروا أن مثل هذا اللقاء "طبيعي وضروري" وأن الحديث عن تحققه "مفتوح" على كل الموضوعات التي تهم اليمن. وقالت مصادر صنعاء أن الرئيس اليمني يقدر للشيخ زايد مواقفه تجاه اليمن ورعايته للنازحين منذ العام 1994، وهي ما جعل الرئيس صالح يستجيب لوساطة الرئيس الاماراتي لجهة عودة النازحين واصدار قرار العفو العام الشامل عنهم، وقد توّجت بعودة السيد سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاس السابق إلى صنعاء من أبوظبي برفقة الرئيس صالح التي كان يزورها في 14 كانون الثاني يناير الماضي. ولم تستبعد المصادر احتمال أن يعود هذه المرة ايضاً عدد من النازحين برفقة الرئيس صالح. ويعيش في الإمارات نحو 60 من أبرز القيادات العسكرية في الحزب الاشتراكي اليمني، بالإضافة إلى عشرات الشخصيات السياسية وعوائلهم وفي مقدمهم الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النواب السابق، والدكتور عبدالعزيز الدالي وزير الخارجية السابق، وهيثم قاسم طاهر وزير الدفاع السابق، وأنيس حسن يحيى رئيس الكتلة البرلمانية للاشتراكي سابقاً، ومحمد سعيد عبدالله محسن وزير الاسكان السابق، ومحمد هيثم نائب رئيس الأركان وقاسم عبدالرب وآخرين. وأكد أنيس حسن يحيى ل"الحياة" في ابو ظبي انه سيلتقي مع الرئيس صالح اذا وجهت الدعوة اليه لمثل هذا اللقاء، وقال: "طبعاً سألتقي مع السيد الرئيس ولا أرى من حيث المبدأ وجوباً للقطيعة في العمل السياسي". وزاد يحيى: ان وضعي ضمن مجموعة ال16 كان يسبب لي في الماضي حرجاً في العلاقة مع الرئيس علي عبدالله صالح أو أي مسؤول يمني آخر. أما الآن وقد صدر قرار العفو فإن كل شيء قد تغير". وأكد يحيى أن اللقاء مع الرئيس اليمني "أمر طبيعي وضروري" وقال "انني أؤمن إيماناً عميقاً بأهمية تفعيل الحوار بين أطراف العمل السياسي اليمني من أجل بناء اليمن الحديث. ونحن جميعاً متوجهون نحو ترميم البيت اليمني على قاعدة الثقة المتبادلة". وبدوره أكد ياسين نعمان استعداده للقاء الرئيس اليمني. وقال: "بالتأكيد" سألتقي معه وألبي الدعوة لعقد اللقاء إذا طلب ذلك، ولكن حتى الآن مساء أمس لم يُطلب عقد مثل هذا اللقاء". وكشف نعمان انه سبق ان التقى مع الرئيس صالح عندما زار الامارات عام 1996، وان الحديث تناول آنذاك ضرورة وقف المحاكمات في اليمن الى جانب مسائل. وأكد نعمان انه مع تغير الظروف الآن خصوصاً بعد قرار العفو "سنتكلم عن المستقبل، والحديث سيكون خصوصاً على كل شيء يهم اليمن".