يجري الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني المعارض، علي صالح عباد مقبل حوارات في لندن مع قيادات اشتراكية تقيم خارج اليمن، ورموز ضمن قائمة ال16، في طليعتها علي سالم البيض الأمين العام السابق للحزب وحيدر أبو بكر العطاس وهيثم قاسم، بالإضافة الى عبدالرحمن الجفري وسالم صالح محمد ومحمد سعيد عبدالله محسن. وأكد مصدر رفيع المستوى في الحزب ل"الحياة" امس ان هذه الحوارات تأتي بناء على توصيات اللجنة المركزية للاشتراكي، وان الرئيس علي عبدالله صالح على علم بها، وهي ستكرس للبحث في الانتخابات الرئاسية، وعودة العناصر الاشتراكية الموجودة في الخارج الى اليمن. قال مصدر رفيع المستوى في الحزب الاشتراكي ان الحوارات ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها مقبل القادة السابقين للحزب في الخارج، وكان التقى البيض وغيره أكثر من مرة في صورة غير معلنة، لكن الاجتماعات هذه المرة تأخذ طابعاً حزبياً في ضوء قرار اللجنة المركزية للاشتراكي تكليف المكتب السياسي بدء حوار مع المنقطعين و"المجمدين" وقادة الحزب الآخرين الموجودين في الخارج، لدرس القضايا المرتبطة بتوجهات الحزب التي خرج بها مؤتمره العام الرابع أواخر العام الماضي، والانتخابات الرئاسية المقررة أواخر ايلول سبتمبر المقبل وعودة القادة من غير الذين شملتهم قائمة ال16 وبحث مستقبل الشخصيات الواردة في القائمة والتي صدرت بحقها احكام بالاعدام والسجن قبل نحو سنة. وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه ان مقبل سيلتقي في القاهرة في طريقه الى لندن، اليوم أو غداً، الدكتور ياسين سعيد نعمان عضو المكتب السياسي السابق، ويجتمع في لندن مع علي سالم البيض والعطاس والجفري وسالم وصالح محمد، لمعرفة آرائهم في مسألتي العودة والانتخابات الرئاسية ومشاركة الاشتراكي فيها. وذكر ان الأمين العام للحزب التقى أخيراً الرئيس علي صالح وابلغه نيته لقاء قادة وعناصر معارضة في الاشتراكي في الخارج بمن فيها الواردة اسماؤهم في قائمة ال16 بناء على تكليف اللجنة المركزية لحزبه. ولم يكشف المصدر موقف الرئيس اليمني من هذه المستجدات، لكنه قال ان مقبل أوضح للرئيس انه سيبذل جهداً لإقناع قادة الاشتراكي الذين لم تشملهم قائمة ال16 بالعودة في ضوء دعوة الرئيس في هذا الصدد، وفي مقدمهم الدكتور ياسين نعمان وسالم صالح محمد ومحمد سعيد عبدالله محسن وآخرون التقاهم علي صالح أو تواصل معهم هاتفياً اثناء زيارته الأخيرة أبو ظبي. وأشار المصدر الى ان مقبل سيستطلع آراء القادة السابقين المدرجة اسماؤهم في قائمة ال16، في شأن التفاعل مع قضيتهم و"ان تسوى سياسياً من خلال الحوار مع الرئيس والحكومة والحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام". ويتزامن ذلك مع التحضير للانتخابات الرئاسية في اليمن، وهي الأولى منذ الوحدة منتصف عام 1990. ويرى مراقبون ان الاشتراكي بصدد الإفادة من الانتخابات لحصد مزيد من المكاسب السياسية والحزبية، علماً ان الرئيس اليمني يحرص على نجاح الانتخابات بمشاركة كل القوى السياسية، وفي طليعتها جبهة المعارضة التي يتزعمها الحزب الاشتراكي. وكان السيد جار الله عمر، عضو المكتب السياسي للاشتراكي أعلن في حوار نشرته امس صحيفة "الأيام" المستقلة ان اللجنة المركزية للحزب انتقدت في دورتها الأخيرة اعلانه والأمين العام المشاركة في تلك الانتخابات من دون الرجوع الىها، وان اللجنة خوّلت الى المكتب السياسي بت هذه المسألة. وكشف اتصالات بقادة الاشتراكي في الخارج، بمن فيهم "قائمة ال16" واعتبرهم اعضاء في الحزب يعيشون في الخارج، مؤكداً ان للاشتراكي مسؤولية تجاه عودتهم.