رجحت أوساط سياسية وحزبية يمنية عودة قياديين من الحزب الاشتراكي، غادروا اليمن خلال حرب 1994، بينهم مسؤولون وردت اسماؤهم في "قائمة ال16"، وعناصر عسكرية، عدا علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس وصالح عبيد أحمد. وكان الرئيس علي عبدالله صالح أبدى تجاوباً مع وساطة رئيس دولة الامارات العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أثار معه هذه القضية خلال لقائهما في أبوظبي أوائل الشهر الماضي. فضلاً عن ان لدى علي صالح نفسه رغبة في اعادة ترتيب الأوضاع الداخلية وخلق أجواء جديدة من التعايش السياسي. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الشيخ زايد أقنع علي صالح بالتعامل بمرونة مع القياديين الاشتراكيين، خصوصاً المقيمين في الامارات، بالسماح بعودة "جميع" الذين ينطبق عليهم قرار العفو العام الذي أعلنه خلال الحرب. وأشارت المصادر نفسها الى ان عودة سالم صالح محمد، عضو مجلس الرئاسة السابق الى عدن في طائرة الرئيس من أبوظبي، كانت احدى ثمار الوساطة، مؤكدة ان السلطات بدأت تهيئ الأجواء لعودة معظم القياديين بعدما وعد علي صالح بإعادة حقوقهم الوظيفية وممتلكاتهم الخاصة اليهم، وفقاً للقوانين النافذة "كمواطنين صالحين يحترمون الدستور والقانون ويتمتعون بالحقوق والواجبات كافة". وأضافت ان سالم صالح محمد تدخل لدى الرئيس اليمني وسأله السماح لحوالى 20 شخصاً، معظمهم من القوات المسلحة بالعودة، وتوقعت ان يتم ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة. وأعلنت مصادر أخرى احتمال عودة وزير الدفاع السابق العميد الركن هيثم قاسم طاهر المحكوم عليه بالاعدام، وكان قائداً للقوات الانفصالية في حرب 1994 بإمرة علي سالم البيض الذي أعلن دولة في عدن لم يعترف بها أحد. وقالت هذه المصادر ان الشيخ زايد طلب من علي صالح معالجة وضع المحكومين الذين وردت اسماؤهم في قائمة ال16 وفي مقدمهم البيض الموجود حالياً في سلطنة عمان. ولفتت الى ان علي صالح لا يزال يبدي تحفظاته لعودة هؤلاء على رغم انه لم يصادق على الاحكام التي صدرت بحقهم قبل 4 سنوات باعتباره رئيساً لمجلس القضاء الأعلى. غير ان المصادر نفسها لم تستبعد عودة هيثم طاهر، وأنيس حسن يحي رئيس برلمان الدولة الانفصالية المحكوم عليه بالسجن عشر سنين مع التنفيذ، وقاسم عبدالرب صالح عفيف، رئيس لجنة الرقابة في الحزب الاشتراكي سابقاً والمحكوم عليه بالسجن عشر سنين ايضاً مع وقف التنفيذ. ولا تبدي الحكومة اليمنية أي رغبة في الحديث عن احتمال عودة البيض وحيدر العطاس وصالح عبيد أحمد المحكوم عليهم بالاعدام. وأشارت المصادر الى ان عودة الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس البرلمان السابق باتت قريبة، بالإضافة الى محمد سعيد عبدالله وزير الاسكان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات في جنوب اليمن قبل الوحدة، وعبدالعزيز الدالي وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية وجميعهم خارج قائمة ال16. ولم توجه اليهم أي تهمة، واكد علي صالح في غير مناسبة ان من حقهم العودة الى وطنهم في أي وقت والاستفادة من قرار العفو العام. من جهة اخرى أ ف ب، اعلن مصدر حكومي يمني في صنعاء ان محققين يمنيين توجهوا أول من امس الى الولاياتالمتحدة لينتقلوا لاحقاً الى قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا كي يستجوبوا أسرى يمنيين. واضاف ان المحققين سيطلعون على شروط اعتقال الأسرى اليمنيين في غوانتانامو.