أكد قادة الاحزاب السودانية المعارضة الثلاثة الكبيرة جون قرنق والصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني، عقب لقاء عقدوه في القاهرة أمس، أن "السلام العادل والدائم والديموقراطية الحقيقية لا يمكن أن تتحققا إلا في ظل إجماع وطني بين كل القوى السياسية وبين أبناء شعبنا". وتعهد الثلاثة بدعم مفاوضات السلام بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة قرنق، ودعوا الى وحدة البلاد على أسس جديدة، معتبرين أن "الحل السلمي فرصة تاريخية لشعبنا للحفاظ على وحدته عبر اسس جديدة كما جاء في بروتوكول مشاكوس" الذي وقعته الخرطوم وقرنق. وركزوا على أن "الاتفاق على قومية العاصمة التي تساوي بين كل الاديان والمعتقدات ضرورة لازمة للحفاظ على وحدة بلادنا على اسس جديدة". واعتبروا ان الاتفاق الموقع بين قرنق والخرطوم "تضمن كثيراً من العناصر التي بإمكانها فتح فرص بناء الاجماع الوطني والتحول الديموقراطي، اذا احسن التعامل معها". وطالبوا بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة، والمشاركة في مستويات الحكم كافة. ودعوا الى انتخابات عامة تحت رقابة دولية، و"تحويل دولة الحزب الواحد الى دولة الوطن، ومشاركة كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في صوغ دستور الفترة الانتقالية". وفي الخرطوم علق الرئيس عمر البشير على لقاء قادة المعارضة الثلاثة، معتبراً أن عودة المعارضين "باتت وشيكة"، وحض حزب المؤتمر الوطني الحاكم على "الاستعداد لمنازلة القوى السياسية" في الانتخابات العامة. وقال إن اجتماع قرنق والمهدي والميرغني في القاهرة "إشارة إلى دخولهم المنافسة السياسية". وقال البشير إن "السلام المتوقع على رغم ما فيه من خيرات، سيحمل معه مخاطر عدة، مما يجعل الجهاد فيه أخطر من جهاد البندقية". ووصف المرحلة المقبلة بأنها "ستكون الأهم والأخطر في تاريخ البلاد". ويعتزم قرنق الانتقال الى واشنطن للقاء مسؤولين اميركيين، للبحث في مستقبل مفاوضات السلام مع الحكومة التي اختتمت جولتها الاخيرة، قبل ايام، في كينيا من دون احراز تقدم.