شكك معلقون اسرائيليون في الشؤون العسكرية في بعض تفاصيل الرواية العسكرية عن "سفينة الأسلحة" التي ضبطتها قبالة السواحل اللبنانية، واعتقال "خبير متفجرات" قالت انه ناشط في "حزب الله" حمل معه نماذج وارشادات من جهات عسكرية في "حزب الله" وايران. وتساءلت اذاعة الجيش الاسرائيلي أمس عن سبب عدم صدور بيان رسمي عن الحكومة الاسرائيلية وحصر الرواية في مسؤول عسكري فضل عدم الكشف عن اسمه. واتسم تعليق المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" أمير اورن ببعض الجرأة حين كتب ان ثمة ما يستدعي التوضيح في رواية المسؤول العسكري لتفادي المساس بصدقية الجيش الاسرائيلي، أكثر المؤسسات الاسرائيلية التي تحظى بثقة الاسرائيليين. وبينما تبنى المعلق حرفياً كل ما جاء في أقوال المسؤول عن "تورط حزب الله" في محاولة التهريب "ما سيعزز الضغوط الأميركية على ايران وسورية والقيادة الفلسطينية لتنأى بنفسها عن الحزب وحركتي حماس والجهاد الاسلامي بل وتحاربها"، رأى ان الربط بين المشرفين على محاولة تهريب الأسلحة والرئيس ياسر عرفات واهٍ للغاية وقد يضر بسمعة اسرائيل في الحلبة الدولية ويمس بصدقيتها. وتابع: "ثمة من يتوق في اسرائيل لتلك الأيام الكبيرة في قضية كارين ايه التي دفعت بالرئيس الأميركي الى الاستنتاج بأن عرفات لا يعرف القتل فقط انما الكذب أيضاً... لكن سفينة الصيد التي تحمل اسم أبو حسن ليست كارين ايه ولا حتى صورة مصغرة عنها ولا حتى سمكة صغيرة". وختم المعلق بمناشدة قادة الجيش انهاء التحقيق واعلان نتائجه على وجه السرعة. الى ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين تقديراتهم ان كبار المسؤولين في "حزب الله"، وفي مقدمهم أمينه العام حسن نصرالله و"رئيس جهاز العمليات الدولية فيه عماد مغنية" يقفان وراء ارسال السفينة وخبير المتفجرات، مضيفين ان "حزب الله" يبذل جهوداً لمنع اخماد جذوة الانتفاضة بهدف الابقاء على الضائقة التي تعيشها اسرائيل. تقرير اسرائيلي: المواجهة مع "حزب الله" أكيدة وفي سياق متصل، نشرت الصحيفة تقريراً موسعاً لمناسبة الذكرى الثالثة لانسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوبلبنان اعتمدت فيه على تقديرات الاستخبارات العسكرية بأن المواجهة بين اسرائيل و"حزب الله" تبدو أكيدة حيال ما تصفه بالتهديد الذي تشكله ترسانة الأسلحة والصواريخ والقذائف التي يملكها الحزب على أمن اسرائيل، وأن هذا التهديد قد يتحقق في حال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة. ويتابع التقرير ان اسرائيل قد تتعمد التسبب في حصول مثل هذه المواجهة لازالة هذا الخطر. ووفقاً للتقرير، فإن السنوات الثلاث الأخيرة اتسمت بمعركة خفية بين اسرائيل و"حزب الله" على بلورة "قواعد جديدة للعبة" على الحدود اللبنانية وانها سعت الى تقليص هامش المناورة للحزب كي لا توفر له أي ذريعة لينشط ضدها "هذا فضلاً عن قيام سورية، في حالات عدة بمنع الحزب من القيام بنشاط ضد اسرائيل" للحؤول دون تسخين الأوضاع، على رغم ان العام الأخير شهد تعزيز التعاون الاستخباراتي بين دمشق وطهران و"حزب الله" و"رؤية سورية في الحزب عقبة في طريق اسرائيل لمهاجمتها".