سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أن وجود "القاعدة" في ايران ليس لمصلحة طهران وأبدى قلقاً على لبنان من ميل إسرائيل إلى المغامرة . خرازي ل"الحياة": الحوار مع الأميركيين توقف لعدم جديتهم
قال وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي في مقابلة أجرتها معه "الحياة" على هامش الندوة عن "طرق المخدرات" في باريس، إن الحوار الإيراني - الأميركي توقف لأن الولاياتالمتحدة لا تفي بوعودها. وانتقد بشدة منظمة "القاعدة" وقال إن ليس هناك أي وحدة فكر بينها وبين إيران التي أوقفت عدداً كبيراً من أعضائها الذين دخلوا في شكل غير شرعي إلى الأراضي الايرانية. واعتبر أن وجود هذا التنظيم في إيران ضد مصلحتها. وأشار إلى تعاون إيراني - سعودي مستمر لملاحقة عناصر القاعدة، مؤكداً أن إيران لن تسمح باستخدام أراضيها في عمليات سيئة النية. وعبر خرازي عن استعداد بلاده لمساعدة الشعب العراقي على إنشاء حكومة ديموقراطية وشعبية. ووصف "حزب الله" بأنه حركة مسؤولة، وقال إن إيران تعمل على التهدئة في لبنان لأنها قلقة من ميل إسرائيل إلى المغامرة. وتمنى خرازي بقاء العراق في منظمة "أوبك"، مشيراً إلى أن لدى الولاياتالمتحدة رؤية مختلفة بهذا الشأن. واعتبر أن السعر الجيد للنفط يتراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وفي ما يأتي نص الحديث: تتهم الولاياتالمتحدةإيران حالياً، بإيواء عناصر من "القاعدة" على أراضيها، ومنهم تحديداً منفذو تفجيرات الرياض، فما هو موقف إيران من هذه التهمة وكيف ترون العلاقات الإيرانية - السعودية بعد الذي حدث في الرياض؟ - موقفنا من "القاعدة" أوضح ما يكون وهو شفاف كلياً. فقبل 11 أيلول سبتمبر كنا في صراع مع "القاعدة" التي لا يمكن أن تكون هناك وحدة فكر بيننا وبينها. وحتى الآن، اعتقلنا مئات من أعضاء المنظمة الذين كانوا دخلوا إلى إيران بطريقة غير شرعية، عبر الحدود المشتركة مع أفغانستان وباكستان، وطردناهم إلى الدول التي أتوا منها أو الدول التي ينتمون إليها ومن بينها السعودية. ولن نسمح أبداً بأن تكون أراضينا قاعدة لنياتهم السيئة، ونعتبر أن وجودهم في إيران ضد مصالحنا الوطنية. وبالنسبة الى السعودية لدينا تعاون معها في هذا المجال وهو مستمر، وكل الاتهامات الأميركية في هذا المجال لا أساس لها من الصحة. الأميركيون غير جديين هل كان ذلك موضوع لقائكم الثنائي مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أول من أمس، على هامش الندوة عن "طرق المخدرات"؟ وهل من وساطة يجريها بينكم وبين الولاياتالمتحدة على هذا الصعيد؟ - جاك سترو لم ينقل إلينا أي رسالة من الجانب الأميركي، فلدينا علاقات جيدة مع بريطانيا وحوارنا مستمر معها في مختلف المجالات، ومنها العراق ومكافحة الإرهاب ومجمل المسائل المتعلقة بالأزمات الإقليمية. بدأتم حواراً مع الولاياتالمتحدة، فأين أصبح هذا الحوار؟ - إنه متوقف في الوقت الراهن ولا نرى ضرورة للعودة إليه. لماذا توقف؟ - لأن الأميركيين لا يحترمون التزاماتهم ووعودهم أبداً، ولأننا لاحظنا أنهم غير جديين في تعهداتهم ووعودهم. والحوار والمفاوضات لا يمكن أن يكونا مجديين إلا عندما تنفذ الوعود. ما هي الوعود التي أعطوها لكم ولم يلتزموا بها؟ - لقد دخلنا معهم في حوار صادق من أجل إنشاء حكومة عراقية تحظى بشعبية، لكنهم غيرو رأيهم باستمرار، وهم يغيرون أيضاً ممثليهم في العراق. "حزب الله" وإسرائيل خلال زيارته الأخيرة للبنان، وجه الرئيس محمد خاتمي رسالة تهدئة لأصدقائه على الأرض، مفادها أنه ينبغي عدم إعطاء إسرائيل ذريعة للقيام بعمليات في لبنان، فهل هذه رسالة ل"حزب الله" أيضاً؟ - لدى الجميع قلق من ميل إسرائيل إلى المغامرة. والمشكلة أن في امكانها في أي وقت أن تشن عملية خطرة. وفي مثل هذا الوضع على الجميع أن يعتمد مواقف مسؤولة. ولكن في مواجهة الاحتلال وانتهاك الأراضي، لا يمكن لأحد أن يبقى على الحياد. هل خرجتم بانطباع أن أصدقاءكم في لبنان ومن بينهم "حزب الله" مدركون لضرورة التهدئة هذه؟ - إنهم أشخاص يعملون في شكل مسؤول وبعقلانية كبرى، وكل الشعب اللبناني يحترمهم، إضافة إلى كل شعوب المنطقة. فهم يمثلون قوة حقيقية تتصدى للمغامرات الاسرائيلية، وهم قوة ردع تجنب لبنان والمنطقة ضربات إسرائيل. إيران وشيعة العراق هل ترى دوراً معيناً لإيران مع شيعة العراق؟ - لدينا علاقات جيدة مع الشعب العراقي علماً أن نظام الرئيس المخلوع صدام حسين اعتمد سياسات أدت إلى الحرب التي كان الشعبان الإيرانيوالعراقي ضحية لها. وإيران مستعدة للعب دور لمساعدة العراقيين على إنشاء نظام ديموقراطي من أجل الاستقرار والسلام في المنطقة. ونحن نعتبر أن ليس من شأن أحد أن يتدخل في شؤون العراق الداخلية، وينبغي أن يتخذ العراقيون قراراتهم بأنفسهم وبإشراف الأممالمتحدة. "أوبك" وأسعار النفط هل تعتقد أن العراق سيخرج من منظمة "أوبك" مثلما توقع المسؤول النفطي الأميركي فيليب كارلو، وهل ترى ضرورة لخفض إنتاج "أوبك" الآن؟ - نأمل في أن يبقى العراق في "أوبك" ولكن لسوء الحظ فإن الولاياتالمتحدة التي تتدخل بشؤون العراق لديها رؤية مختلفة، علماً أن على الشعب العراقي أن يتخذ مثل هذا القرار. وبالنسبة إلى أسعار النفط، فينبغي أن تبقى معتدلة لتضمن مصالح المستهلكين والمنتجين وأن تتراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل، وقرار "أوبك"، هو إبقاء الأسعار ضمن هذا الهامش. هل تؤيدون الموقف السوري الممتنع عن التصويت في مجلس الأمن على القرار بشأن رفع العقوبات عن العراق؟ وهل موقفكم من "خريطة الطريق" مماثل لموقف سورية؟ - لم أطلع على الأسباب التي دعت سورية للامتناع عن التصويت. لكن علاقاتنا بسورية ممتازة، ومن حقها أن تشدد على استعادة الجولان. أما بالنسبة إلى "خريطة الطريق"، فالموقف السوري منها واضح، والمشكلة الفعلية على هذا الصعيد هي إسرائيل التي طالما هي موجودة فإنها تعترض على كل شيء.