تواصل السلطات المغربية التحقيق في التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء الجمعة الماضي، خصوصاً في صفوف التنظيمات الاسلامية المتطرفة. وفي هذا الاطار، احبطت قوات الأمن خطة لنقل مواد متفجرة من سيد مومن، أحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء الى منطقة اخرى. وأفيد انها قبضت على ثلاثة اشخاص أول من أمس على متن سيارة كانت تقل المتفجرات، وهي عبارة عن سوائل حارقة. وتردد ان شاباً يبلغ 16 عاماً من العمر اعتقل للاشتباه في ارتباطه بالمهاجمين. وداهمت قوات الأمن مواقع مهجورة في ضواحي الدار البيضاء، يعتقد بأنها كانت تؤوي الانتحاريين الذين تدربوا فيها، وهي عبارة عن شلالات على بعد حوالى 10 كلم شمال الدار البيضاء تحيط بها الهضاب والغابات والوديان. كما قامت قوات الأمن بتمشيط مساحات واسعة في محيط الأحياء الشعبية للاشتباه في إمكان اختفاء المطلوبين فيها. وأفادت أوساط أمنية أن اعتقالات طاولت اعضاء في تنظيمات متطرفة في ضوء إفادات حصلت عليها. وقال شهود في حي شعبي انهم شاهدوا الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات في الدار البيضاء يلعبون كرة القدم في ملعب صغير. كما أفاد أفراد من عائلات الانتحاريين انهم لم يلمسوا أي أمر مريب في سلوكهم عدا الطابع الانعزالي الذي كان يخيم على حياتهم منذ استقطابهم الى تنظيمات دينية. وقال رفاق الانتحاري خالد بن موسى، أصغر الانتحاريين سناً، انه لم يكن يرغب في الدراسة، ونقل عن والدته السيدة صفية انها كانت تخشى عليه من الضياع، وحاولت مرات عدة ايجاد العمل له، لكنه تحول منذ شهور الى شخص آخر، في اشارة الى ميوله المتطرفة، وان كان لم يطلب من شقيقتيه ارتداء الحجاب. وقال أفراد من أسرة الانتحاري يوسف الكوثري انه كان يواظب على الصلاة وسبق لشقيقه الأكبر ان قتل في شجار بين ابناء الحي. ولا يخفي سكان الأحياء الشعبية حيث عاش الانتحاريون تذمرهم مما لحق بهم من سمعة سيئة. وقام وفد عنهم بزيارة محافظ المدينة للتعبير عن ادانتهم الهجمات الارهابية. وقالت مصادر رسمية ان أي مشتبه يثبت براءته يطلق سراحه. وقد اجرت السلطات تحقيقات واسعة مع أفراد من ذوي المهاجمين، لكنها أفرجت عنهم، وتعتقد بأن المشتبه بهم التسعة الذين وزعت صورهم واسماؤهم على كل المراكز الأمنية ينتمون جميعاً الى تنظيمات متطرفة. وشملت التحريات مناطق اخرى خارج الدار البيضاء للاشتباه في امكان تعرضها لاعتداءات مماثلة، وقلل مصدر أمني من شأن الانباء التي ترددت عن تلك الهجمات المحتملة، مؤكداً ان المواقع التي هوجمت وحدها التي تأكد الى الآن انها كانت مستهدفة. ونفت المصادر الرسمية الأنباء التي ترددت عن التحقيق مع مسؤولين في الدار البيضاء بدعوى "التقصير في العمل". وقالت ان تلك الانباء غير صحيحة. الى ذلك، زادت حدة الاتهامات بين مسؤولين في حزب "العدالة والتنمية" الاسلامي وبعض الصحافة. ودعا الحزب مناصريه الى المشاركة في تظاهرة حاشدة في الدار البيضاء الأحد المقبل للتنديد بالارهاب. ورأى قياديون في الحزب ان ليس في مصلحة الديموقراطية المغربية حدوث شرخ في المجتمع.