يواجه حزب المستشار الالماني غيرهارد شرودر المقسوم حول كيفية تجنب الركود الاقتصادي خطر الهزيمة في انتخابات تجرى في مدينة بريمين غداً في أحدث اختبار للحزب بعدما مني بالهزيمة في معركتين انتخابيتين في وقت سابق من هذا العام. وتوضح استطلاعات الرأي رويترز تراجعاً في شعبية الحزب الديموقراطي الاشتراكي في معقله الشمالي الذي ظل يسيطر عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك ما زال مرجحاً أن يبقى الحزب في السلطة مع احتمال تعرضه لخسارة هينة لا لانهيار في شعبيته كما توقعت استطلاعات الرأي. وزعزعت الانتخابات الأخيرة في ولايتين أكبر بكثير هما ساكسونيا السفلى وهيسي في شباط فبراير الماضي دعائم الحكومة وألقيت باللائمة فيها على فشل الحزب في إنعاش الاقتصاد. وأعلن شرودر مشروع خفض مخصصات الرعاية الاجتماعية الذي ينقسم الحزب بشأنه الآن. لكن الوضع مختلف في بريمن، المدينة الولاية، فعلى رغم ارتفاع نسبة البطالة فيها إلى 12.4 في المئة وهو أعلى معدل في ألمانيا، يؤيد الناخبون رئيس البلدية هينينغ شيرف وهو من الحزب الديموقراطي الاشتراكي ويسمونه "رجل الشعب"، إذ يتجول في المدينة على قدميه ولا يستخدم سيارة فارهة. وتشير استطلاعات الرأي إلى هبوط تأييد الحزب الديموقراطي الاشتراكي بما يراوح بين أربع وست نقاط إلى 38 في المئة في بريمن. لكنه على أي حال أعلى من الاتحاد الديموقراطي المسيحي المنافس بقليل. وهو معدل يفوق الخيال بالنسبة إلى حزب هوت شعبيته إلى 27 في المئة في الاستطلاعات على مستوى البلاد أي أقل بعشرين نقطة من الاتحاد الديموقراطي المسيحي. وولاية بريمن هي الأصغر بين 16 ولاية اتحادية في ألمانيا ولا تملك سوى ثلاثة أصوات من بين 69 في البرلمان الألماني الذي يسيطر عليه المحافظون، لذا فإن نتيجة انتخابات يوم غد لن تؤثر في سلطة شرودر الذي يجد صعوبة بالفعل في تمرير التشريعات في البرلمان. إلا أنها ستكون مؤشراً على مزيد من الهبوط في تأييد الحزب الديموقراطي الاشتراكي. وهبطت نسبة تأييد شرودر إلى النصف منذ إعادة انتخابه في أيلول سبتمبر الماضي. وهو لا يحظى بشعبية كبيرة في بريمن. وهدد مراراً بالاستقالة ما لم يتوقف الجناح اليساري في حزبه عن معارضة مشروع خفض مخصصات الرعاية الاجتماعية والبطالة الرامي إلى إنعاش اقتصاد بات على شفا الركود. وفي المقابل هدد 12 من أعضاء حزب شرودر في البرلمان بالتصويت ضد تلك الإصلاحات. من جهة أخرى، حدد شرودر خمسة محاور اساسية لنهج حكومته على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في خطاب ألقاه امس في الاحتفال المركزي الذي اقيم في برلين لمناسبة الذكرى ال140 لتأسيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي امام اكثر من 30 رئيساً لحكومات وأحزاب اشتراكية ديموقراطية في اوروبا والعالم. ودعا امام 2000 مدعو وشخصية سياسية واجتماعية وثقافية من ألمانيا والخارج بينهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف "الى اجراء تغييرات جذرية في الدولة الاجتماعية بهدف الحفاظ على جوهرها الاجتماعي"، مشيراً الى ان حزبه وحده القادر على ذلك لأنه في النهاية هو حزب الشعب. ووجه نداء حاراً الى النقابات العمالية "لاعادة النظر في موقفها الرافض للاصلاحات المطروحة في "روزنامة 2010"، وللمشاركة في اعادة تصحيح انظمة التقديمات الاجتماعية في البلاد للسنوات ال140 المقبلة". وتحدث عن اخطار الليبيرالية الجديدة والشعبوية السياسية، قائلاً: "ان الاعداء ليسوا فقط الاعداء السياسيين، وانما ايضاً من يخاف التغيير او الراغب بالحلول السهلة". واعترف شرودر "بارتكاب اخطاء في مشاريع الاصلاحات" التي طرحتها حكومته، الا انه شدد على ان هذه الاخطاء "غالباً ما حدثت حين كنا مترددين". وأضاف: "اذا لم تعمل ألمانيا على عصرنة نفسها فستعصرن من الخارج من القوى غير المحدودة للسوق". وتحدث عن حزبه في المناسبة فقال انه "لا يمكن لأي حزب الاستمرار طويلاً وبنجاح ان لم يتمكن من تقديم اجوبة جديدة باستمرار على الاسئلة الجديدة التي تطرح عليه، واذا لم يتمكن الحزب من البقاء على القيم الثابتة نفسها التي تأسس عليها ومواصلة الاهداف التي طرحها نفسها".