قال مصدر رسمي في الرباط، ان السلطات المغربية على اتصال مستمر بالسلطات السعودية لإبلاغها اي معلومات محتملة عما تردد عن تورط مغاربة في أعمال ارهابية، مؤكداً أهمية النفي الذي أصدره وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأوضح السيد ياسين المنصوري مدير الشؤون العامة في وزارة الداخلية المغربية، بعد ظهر امس، ان مواطنين مغاربة مدوا السلطات بمعلومات عن تسعة متهمين مطلوبين في حادث التفجيرات الارهابية في الدار البيضاء ما زالوا فارين، نافياً اعتقال أي شخص اجنبي في التحقيقات الجارية. وبعدما كرر ان لدى المغرب "معلومات عن ارتباط المهاجمين بشبكات الارهاب الدولي" اكد ان تعاوناً قائماً بين المغرب وشركائه من الدول الاجنبية في هذا المجال، لكنه نفى "تورط أي شبكات في بلجيكا والسويد بالهجمات الارهابية في الدار البيضاء" كما نفى ان تكون أي مواقع أخرى في المغرب استهدفت غير تلك المعروفة، في اشارة الى ما تردد عن استهداف مدن اخرى مثل مراكشوفاس والصويرة. وقال ان السلطات تواصل التحقيقات في القضية على مستويات عدة. في موازاة ذلك، استمرت الاعتقالات على نطاق واسع لنشطاء في تنظيمات متطرفة. ففي مدينة فاس اعلن اعتقال شخصين متهمين بخطف محامية وطلب فدية مالية لإطلاقها، خصوصاً ان شكوكاً حامت حول انتسابها لجماعات متطرفة. وفي الدار البيضاء داهمت الشرطة محلاً تجارياً يبيع مواد التجميل على خلفية احتمال اخفاء متفجرات فيه، كما اعتقلت اربعة أشخاص في اطار عمليات البحث عن متفجرات، الا ان المصالح المعنية اكدت ابطال مفعول زجاجات حارقة ومواد متفجرة كان عثر عليها في مصنع في الدار البيضاء. وتردد ان المعلومات التي أدت الى هذه القضية اعترف بها المتهم الرابع عشر ضمن الخلايا الخمس التي ضربت فندق "فرح" ومطعم "دار اسبانيا" والقنصلية البلجيكية ونادياً ومقبرة يهوديين الجمعة الماضية. وكشفت التحقيقات ان التدريب على المتفجرات كان يتم في ضواحي الدار البيضاء، عند شلالات "بين المحمدية والدار البيضاء"، وعند وادي المالح في المنطقة ذاتها. وقد يكون أفراد الخلية استغلوا وجود أعمال للبناء وتفجير الصخور للحؤول دون كشف خططهم. ونفت المصادر الرسمية ضلوع مهندس في صنع المتفجرات، مشيرة الى انها من صنع محلي تقليدي، خصوصاً ان مسامير ادخلت في صنع القنابل ما زالت عالقة في مواقع التفجيرات، ولم يتسن حتى الآن كشف تورط جهات خارجية، على رغم ان بيانات رسمية اكدت ان الانتحاريين قضوا فترات في بلدان اجنبية. وتحدث بعض الصحافة الاسبانية عن لجوء اثنين على الأقل من الانتحاريين الى افغانستان والشيشان، مروراً بإسبانيا حيث كانا يعملان في قطف العنب. وكشفت تحريات ان الانتحاريين كانوا يترددون على مصنع في منطقة "التشارك" في الدار البيضاء وكانوا يخفون فيه المتفجرات، وعثر رجال الشرطة في بيوت الانتحاريين على أشرطة ووثائق، بينها تسجيلات لزعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن. إلا ان وزير الإعلام نبيل بن عبدالله نفى تورط أي بلد أجنبي في الهجمات الارهابية، لكنه أقر بإمكان تلقي الانتحاريين المغاربة تدريبات في الخارج. وكان لافتاً انه تحدث عن عدم ربط أي تنظيم بتلك الهجمات، على عكس تصريحات سابقة اكدت ارتباط المهاجمين بتنظيم "الصراط المستقيم". ومن المقرر ان تنظم فعاليات سياسية واخرى من المجتمع المدني مسيرة شعبية مناهضة للارهاب في الدار البيضاء، فيما توقفت الدراسة امس في مدارس عدة، وقف خلالها الطلاب مرددين شعارات تندد بالارهاب واستخدام العنف.