قالت مصادر مأذونة في الرباط ان التحقيقات الأمنية والقضائية مع اكثر من 30 معتقلاً في اطار الهجمات الانتحارية على مراكز في مدينة الدار البيضاء أحرزت تقدماً. وكشف وزير العدل المغربي محمد بوزوبع انه تم التعرف على هوية ثمانية من الانتحاريين الذين شاركوا في الهجمات. موضحاً أنهم مغاربة لهم ارتباط مع تنظيمات متطرفة بعض اعضائها رهن الاعتقال بتهم تتعلق بأعمال العنف التي بتت فيها محكمة الاستئناف أخيراً في الدار البيضاء، ودانت مرتكبيها المنتسبين الى "السلفية الجهادية" و"الصراط المستقيم" و"التكفير والهجرة" بتهم قتل أبرياء مدنيين بدعوى "مخالفتهم الشريعة الاسلامية". وقال الوزير ان التحريات اظهرت ان بعض الانتحاريين عادوا حديثاً الى المغرب من بلدان اجنبية، من دون ان يكشف اسماء هذه البلدان. لكن تعرض القنصلية البلجيكية، بين أهداف اخرى، الى الهجوم يحمل على الاعتقاد بارتباط المنفذين بخلايا في بلجيكا داخل أوساط المهاجرين المتشبعين بأفكار متطرفة. واكد بوزوبع انتماء المتورطين الى تنظيم "الصراط المستقيم" الذي يعتبر، الى جانب "التكفير والهجرة" و"السلفية الجهادية" في مقدم التنظيمات المتطرفة التي شنت السلطات حرباً ضدها في الفترة الأخيرة. الى ذلك، اكدت المصادر ان التحقيقات شملت أحد الرعايا المصريين الذي كان يعمل إماماً في أحد المساجد. لكن لم يثبت أي علاقة له بهذه التنظيمات. ومن المقرر ان تعلن قريباً النتائج النهائية للتحقيقات. وقام العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد ظهر امس بزيارة ثلاثة مواقع تعرضت للهجمات الانتحارية، هي فندق "فرح" ومطعم "دار اسبانيا" و"النادي اليهودي"، لتفقد الأضرار التي لحقت بها. وذكرت مصادر رسمية انه اعطى أوامر لإجراء تحقيقات نزيهة وشفافة في الأحداث. وعزت المصادر تأخير الإعلان عن نتائج التحقيقات الى صعوبة التعرف على جثث الانتحاريين، وظروف صنع المتفجرات. وقدم الى المغرب لهذه الغاية خبراء اميركيون وفرنسيون واسبان. وفي عمان، اكد مسؤول أردني رفيع المستوى "مضاعفة التدابير الاحترازية لمواجهة اعتداءات ارهابية شبيهة بالتفجيرات الانتحارية التي شهدتها السعودية والمغرب". وقال ل"الحياة" ان "الساحة الأردنية مستهدفة تاريخياً من الجماعات الارهابية التي تحاول استغلال اجواء الانفتاح والديموقراطية في البلاد والنيل من استقرارها". وأوضح المسؤول ان السلطات "فرضت اجراءات أمنية مشددة على مقرات البعثات الديبلوماسية الاجنبية، خصوصاً الاميركية والبريطانية والاسرائيلية، ومنازل السفراء والمطاعم والفنادق السياحية". وأوصت الديبلوماسيين "توخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاطات غير عادية يلاحظونها حول منازلهم أو اثناء تحركاتهم". واشار الى ان "لدى الاجهزة الأمنية الأردنية خبرة طويلة في التعامل مع التنظيمات الارهابية، خصوصاً تلك التي نشأت في افغانستان، كما ان لديها قاعدة معلوماتية عريضة عن خلاياها النشطة والنائمة، ما مكنها من احباط الكثير من عملياتها في المملكة، ومساعدة دول اخرى في القبض على اعضائها وتفكيك قواعدها". ومن المقرر ان يمثل أمام محكمة أمن الدولة في عمان نهاية هذا الشهر أردنيان وليبي، اعترفوا بالانتماء الى تنظيم "القاعدة" وتنفيذ عملية اغتيال الديبلوماسي الاميركي لورنس فولي في عمان في تشرين الأول اكتوبر الماضي.