دان قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في أعقاب قمتهم التشاورية الخامسة أمس في الرياض الهجمات الارهابية في الرياضوالدار البيضاء، ووصفوها ب"الأعمال الاجرامية التي لا يقرها دين". وأكد وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز اعتقال اثنين مغاربة في جدة مساء الاثنين للاشتباه بعلاقتهما بتنظيم "القاعدة". وفيما أكد الرئيس جورج بوش ان بلاده "ستقاتل الارهابيين في أي زاوية مظلمة في الأرض"، أفادت أنباء صحافية ان واشنطن احتجت لدى طهران على "تحضير وتوجيه الاعتداءات في الرياض انطلاقاً من الأراضي الايرانية"، وطالبتها باتخاذ اجراءات ضد الارهابيين راجع ص 2. ونفى الأمير نايف في تصريح الى "الحياة" ان يكون المغربيان حاولا خطف طائرة ركاب مدنية متجهة الى الخرطوم بهدف تنفيذ عملية انتحارية ضد احدى المنشآت المهمة في السعودية. واشار الى ان المعتقلين المغربيين تحت التحقيق حالياً. وكان بعض وكالات الانباء نسب الى مصادر أمنية سعودية ومصادر ديبلوماسية ان قوات الامن السعودية اعتقلت ثلاثة مغاربة من "القاعدة" قبيل صعودهم الى طائرة سعودية في رحلة الى الخرطوم، وانهم خططوا لخطفها واستخدامها في هجوم انتحاري في السعودية. ونفى وزير الداخلية السعودي هذه المعلومات نفياً قاطعاً، وقال: "انه يجري التحقيق مع المعتقلين للتأكد من انتمائهما الى تنظيم القاعدة". كما نفى الاشاعات عن اكتشاف كمية من المتفجرات والاسلحة في المعهد الثانوي الصناعي في جدة. واكد ان السلطات السعودية "ستستخدم كل ما لديها من امكانات وجهود من اجل الحفاظ على أمن واستقرار المملكة ومواطنيها والمقيمين فيها" والذين دعاهم الى "التعاون لما فيه مصلحة الامن وعدم الاستهانة في الابلاغ عن اي معلومات يعرفونها تخدم جهود السلطات الامنية في ملاحقة الارهاب والارهابيين". وجدد اشادته بالتعاون "الجيد القائم بين السلطات الامنية السعودية وخبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي وخبراء الشرطة البريطانية" الموجودين في السعودية. وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت زار الرياض ليل اول من امس لساعات التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وعدداً من كبار المسؤولين. وتناولت محادثاته التعاون السعودي - الاميركي لملاحقة الارهاب في ضوء التفجيرات التي شهدتها الرياض الاسبوع الماضي. وعلمت "الحياة" ان المسؤول الامني الاميركي أعرب عن ارتياحه الى الاجراءات التي تتخذها السلطات السعودية لمواجهة الارهاب. وعبر الطرفان عن ارتياحهما الى مستوى التعاون الامني القائم بينهما. وعززت السلطات الأمنية السعودية أمس اجراءاتها الامنية الاحترازية، تحسباً لحدوث عمليات ارهابية جديدة في المملكة، خصوصاً في منطقة الحي الديبلوماسي الذي تقع فيه غالبية السفارات. ومنع العشرات من زوار هذا الحي من الدخول اليه في الوقت الذي اغلقت فيه سفارات الولاياتالمتحدةوبريطانيا والمانيا ابوابها. ومن المتوقع ان تعاود سفارتا بريطانيا والمانيا فتح ابوابهما لاستقبال الجمهور بعد غد السبت، في حين ذكر مصدر ديبلوماسي اميركي ان سفارته ستجري تقويماً للوضع الامني قبل تقرير موعد فتحها. وفي واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر ان "وجود عناصر القاعدة في ايران أمر يقلق. والمطلوب منها أن تتخذ اجراءات ضدهم ومنعهم من القيام بعمليات ارهابية". وكانت طهران نفت دائماً مثل هذه الاتهامات. وفيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين اميركيين ان واشنطن احتجت لدى طهران، عبر الأممالمتحدة في جنيفوبريطانيا، على تحضير وتوجيه الاعتداءات في الرياض انطلاقاً من الأراضي الايرانية، وقال الرئيس جورج بوش: "لن تتخاذل أميركا في الحرب على الارهاب العالمي. سنقاتل الارهابيين في أي زاوية مظلمة في الأرض، وحققنا حتى الآن تقدماً. قرابة نصف عناصر القاعدة البارزين اعتقل أو قتل. منعنا الارهابيين من مكان آمن وقواعد يحتاجون اليها للتخطيط لعمليات، مثلما فعلنا في معركة أفغانستان. لن نسمح لشبكات الارهاب والدول الارهابية بأن تهدد أو تبتز العالم بأسلحة الدمار الشامل، مثلما أظهرنا في معركة العراق". وجاء كلام بوش في الوقت الذي رفعت درجة التأهب في الولاياتالمتحدة الى الدرجة البرتقالية، واتخذت اجراءات أمنية مشددة، تحسباً لاحتمال وقوع عمل ارهابي في أراضيها. أما بالنسبة الى تفجيرات الدار البيضاء، فذكرت مصادر مطلعة ان التحقيقات شملت نحو مئة شخص، اطلق سراح بعضهم، وثبت ان ما لا يقل عن ثلاثين شخصاً لهم علاقة ما بتنظيم "الصراط المستقيم" وتنظيمات أخرى متطرفة يشتبه في تورطها في الهجمات ما زالوا رهن التحقيقات. وأفادت تحريات ان حوالى أربعين قارورة عثر عليها محشوة بمواد قابلة للتفجير في مصنع في الدار البيضاء يتم البحث في ظروف صنعها واخفائها. وقالت ان شاباً عمره 16 سنة أرشد السلطات الى المكان.