نقلت شبكة "سي أن أن" التلفزيونية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون امس، قولهم إن المعلومات الاستخباراتية التي ادت الى رفع درجة التأهب في البلاد الى اللون البرتقالي اشارة الى خطر مرتفع، اتت من خلال رصد بعض الاتصالات الهاتفية لمشتبه بهم. ووصف مسؤول رفيع المستوى في الوزارة المعلومات ب"المخيفة". وفي غضون ذلك، نقلت "سي أن أن" عن رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس ريتشارد شيلبي قوله إن "هناك مؤشرات جدية الى ان ارهابيين يسعون الى ضرب اهداف سهلة مثل مراكز التبضع وتجمعات بشرية صغيرة في الولاياتالمتحدة". وفي الوقت نفسه نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول اميركي رفيع المستوى تحذيره من ان "هناك مؤشرات عدة الى وقوع هجمات ارهابية في الولاياتالمتحدة". وحذر وزير الامن الداخلي الاميركي توم ريدج من عمليات ارهابية جديدة يشنها تنظيم "القاعدة". وقال: "إن الاستخبارات الاميركية تعتقد بأن تنظيم القاعدة دخل في مرحلة عملانية في انحاء العالم وخصوصاً في الولاياتالمتحدة". وجاء تصريح ريدج بعد تقرير استخباراتي افاد ان عمليات الرياض والدار البيضاء مقدمة لعمليات اخرى داخل الولاياتالمتحدة. وطلب ريدج من الاميركيين مساء اول من امس، الحذر اثناء وجودهم في الأماكن العامة في مواجهة الخطر الجديد. وقال: "تابعوا حياتكم الطبيعية، ولكن عليكم التيقظ اثناء وجودكم في الأماكن العامة وفي حال ملاحظة اي تهديد ارهابي اتصلوا بمكتب أف بي آي المحلي". ويذكر ان هذه هي المرة الثالثة في الاشهر الثلاثة الماضية التي ترفع فيها السلطات درجة التأهب في البلاد بناء على معلومات استخباراتية. اذ سبق ان رفع ريدج خلال الحرب على العراق درجة التأهب في الولاياتالمتحدة الى اللون البرتقالي ما يعني انذاراً اقل درجة من حال التأهب القصوى. وفي انحاء البلاد، قامت السلطات الامنية بتعزيز اجراءاتها داخل المدن الاميركية تحسباً لأي عمل ارهابي. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مفوض شرطة نيويورك راي كيللي قوله إن الشرطة تسيّر دوريات لعناصرها بالزي المدني في الاماكن العامة المكتظة بالمواطنين مثل مترو المدينة. وقال كيللي إن الدوريات المدنية للشرطة شملت مناطق حساسة اخرى كالجسور. وأشار حاكم الولاية جورج باتاكي الى ان المواطنين سيلاحظون وجوداً مكثفاً للقوى الامنية في محطات الطاقة والقطارات. حواجز "طيّارة" وقالت "سي أن أن" إن شرطة سان فرانسيسكو، قررت مضاعفة دورياتها في الاماكن المكتظة وتعزيز المراقبة الامنية في حال وجود مناسبة عامة. وأشارت الى اقامة حواجز "طيّارة" على الطرقات لتفتيش السيارات والحافلات. وأضافت ان خفر السواحل الاميركي سيضاعف دورياته على الشواطئ لمنع تسلل ارهابيين. وفي لوس انجليس، قال الناطق باسم شرطة المدينة هورايس فرانك إن "المواطنين لن يلاحظوا اي تغيير في اجراءاتنا الامنية، ولكننا سنعزز مراقبتنا للمناطق الحساسة". وعلى رغم هذه الاجراءات الامنية الجديدة، لم تستجب مدن عدة الى رفع درجة التأهب في البلاد من بينها مدينتا هيوستن وديترويت اللتان اعلنتا ان المواطنين اعتادوا على التهديدات الارهابية وهم في حذر دائم. وفي غضون ذلك، اصدرت وزارة العدل الاميركية تقريراً يذكر بالتفصيل استخذام السلطات الفيديرالية للصلاحيات الواسعة التي منحها اياها الكونغرس الاميركي في اعقاب هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. وقال التقرير إن السلطات الفيديرالية اجرت المئات من عمليات التنصت من دون مراجعة القضاء الاميركي.