ذكر تقرير شارك في إعداده عضو في مجلس ادارة البنك المركزي الاسترالي، أمس الثلثاء، ان مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد "سارز" سيدفع هونغ كونغ الى الركود السنة الجارية، وانه اذا استمر قد يدفع الصين أيضاً الى دخول فترة ركود اقتصادي. قال الاقتصاديان الاستراليان وورويك ماكيبن واندرو ستويكل، في تقرير نشر أمس، انه حتى اذا تمت السيطرة على مرض "سارز" العام الجاري، فان ذلك سيخفض إجمالي الناتج المحلي لهونغ كونغ بنسبة 5.5 في المئة في 2003. وأوضح التقرير انه من المحتمل ان ينخفض الناتج المحلي في الصين بنسبة 2.4 في المئة أيضاً. يشار الى ان ماكيبن هو عضو مجلس البنك المركزي الاسترالي. اما ستويكل فهو المدير التنفيذي ل"مركز الاقتصاد الدولي" في استراليا. وأضاف التقرير ان "الأثر هو أكبر على هونغ كونغ، بسبب كبر حجم قطاعات السياحة والسفر ومبيعات التجزئة فيها". وأوضح الاقتصاديان ان الثمن المرتفع الذي قد يدفعه الإقليم الصيني لانتشار مرض "سارز"، يعود الى تغير سلوك الناس وارتفاع تكاليف مباشرة الأعمال وزيادة درجة المخاطر نتيجة الغموض الذي يكتنف انتشار المرض. وحذرا من انه اذا تفشى المرض من جديد، فان إجمالي الناتج المحلي في هونغ كونغوالصين قد ينخفض بنسبة سبعة في المئة وستة في المئة على التوالي في 2003. في كانبيرا، أظهرت احصاءات رسمية، أمس، ان عدد السياح القادمين الى استراليا سجّل في نيسان أبريل 2003 أكبر انخفاض مذ بدأت السجلات قبل 33 عاماً، ليصل الى أدنى مستوى له منذ خمسة أعوام، بسبب مرض "سارز" وحرب العراق. وأثارت هذه الاحصاءات مخاوف جديدة في قطاع السياحة الذي توالت عليه الكوارث والأزمات منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون ان السياحة تعتبر رابع أكبر مصدر للنقد الأجنبي في استراليا، وان الانخفاض الذي شهدته البلاد السنة الجارية أدى الى ضياع 171 مليون دولار أميركي على البلاد. وذكر مكتب الاحصاء الاسترالي ان عدد السياح انخفض بنسبة 11 في المئة في نيسان الماضي الى 327 الف سائح، ليسجل أدنى مستوى له منذ خمسة أعوام. وانخفض عدد السياح من الخارج بنسبة 21 في المئة منذ مطلع السنة. وقال الاقتصادي لدى "يو بي اس واربورغ"، سكوت هاسليم، ان انخفاض عدد السياح بنسبة 20 في المئة قد يؤدي الى تراجع معدل نمو إجمالي الناتج المحلي ربع نقطة مئوية. ومن المتوقع ان ينمو الناتج المحلي بنسبة ثلاثة في المئة في السنة المالية التي تنتهي في آخر حزيران يونيو. وشهد عدد السياح من آسيا، الذي كان مرض "سارز" أكثر انتشاراً فيها، انخفاضاً شديداً الشهر الماضي. وأعلنت شركة "كانتاس" الاسترالية للطيران أخيراً خفض الرحلات من آسيا والاستغناء عن ألف من موظفيها بسبب الانعكاسات السلبية لتفشي "سارز".