ألقت حكومة هونج كونج باللائمة على تفشي فيروس سارس في الكساد الاقتصادي الثالث الذي يصيب البلاد خلال ست سنوات. فقد أظهرت الإحصاءات أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 3.7% في الفترة من أبريل إلى يونيو ، مقارنة بالشهور الثلاثة الأولى من هذا العام. وكان فيروس السارس الشبيه بالالتهاب الرئوي الحاد قد أثار تحذيرات عالمية واسعة من السفر إلى الإقليم مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد زوار البلاد، كما أدى إلى إفلاس الكثير من الشركات. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يعاود اقتصاد هونج كونج النمو مرة أخرى في النصف الثاني من هذا العام، وذلك بسبب عودة السياحة إلى معدلاتها بعد احتواء المرض. "ضربة قوية" قالت الحكومة إن تفشي سارس في هونج كونج في منتصف مارس قد وجه ضربة قوية للإقتصاد، وقالت إن السياحة والرحلات الجوية وصناعة الفندقة بالذات قد تلقت ضربة قوية جدا خلال شهري أبريل ومايو. وكان الاقتصاد الوطني قد انكمش بحوالي 0.3% خلال الشهور الثلاثة الأولى من السنة قبل أن يدخل الفيروس إلى أسوأ مراحله. كما انخفض إنفاق المستهلكين بنسبة 2.2% خلال الربع الثاني من العام، لكن تلك الفترة شهدت قفزة في الصادرات بلغت 14.3%. وتعد دورة الكساد الأخيرة التي تعرض لها اقتصاد هونج كونج الأولى من نوعها منذ أزمة جنوب شرق آسيا التي جرت بين عامي 1997 و1998، وهي الأزمة التي لم يتعاف اقتصاد هونج كونج من آثارها بشكل كامل بعد. وعلى الرغم من هذه الظروف يقول المحللون الماليون إن هناك مؤشرات على تحسن اقتصادي سريع. فقد رفعت المحاذير على السفر، تلك التي فرضت خلال تفشي عدوى سارس، كما حدثت زيادة في أعداد الزوار القادمين من الصين. إذ قام 1.3 مليون شخص بزيارة هونج كونج في يوليو بما يمثل ارتفاعا بلغت نسبته 78% مقارنة بالشهر الماضي. وتقول الحكومة الآن إن من المتوقع أن يحقق الاقتصاد معدل نمو يبلغ 2% عام 2003، بعد توقعات كانت تشير إلى ارتفاع قدره 1.5%. وقال الاقتصادي الحكومي تانج كونج يو: "إننا نشهد تحسنا في الوقت الحالي، ونسبة النمو أفضل كثيرا مما توقعنا، ونتوقع استمرار تحسن الأداء الاقتصادي خلال ما تبقى من العام".