صوتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أمس بغالبية 33 صوتاً في مقابل صوتين لإقرار مشروع "قانون محاسبة سورية واستعادة السيادة للبنان"، بعدما حصل المشروع على ضوء أخضر من البيت الأبيض بعد أشهر من التدخل لتأجيل التصويت عليه، فيما كثّفت الأممالمتحدة تحرّكها لاحتواء التوتر في المنطقة وعلى الجبهة اللبنانية - الاسرائىلية. وزار الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن بيروتودمشق أمس. ودعا لارسن من العاصمة اللبنانية، اسرائيل الى "الامتناع عن استعمال القوة من جانب واحد ونقل شكواها الى مجلس الأمن ووقف اعتداءها على المجال الجوي اللبناني". وطالب لبنان بمنع كل الهجمات عبر الخط الأزرق بأي وسيلة. وكانت الخروق الاسرائىلية للأجواء اللبنانية استمرّت أمس أيضاً ووصلت الطائرات الحربية الاسرائىلية الى المناطق الشمالية من لبنان. وقال لارسن ان الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري اللذين التقاهما "سيبذلان ما في وسعهما للحؤول دون حصول مزيد من التصعيد". وقبل ان ينتقل الى دمشق مساء، التقى لارسن السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل. وقالت مصادر دولية رداً على سؤال ل"الحياة" ما اذا نقل لارسن تحذيراً للجانب اللبناني ان ممثل الأمين العام "يرفض نقل تحذيرات لكن التحليلات والمناقشات التي تبادلها مع المسؤولين كافية للوصول الى خلاصة بأن الوضع خطير ومن هنا دعوته للتهدئة وضبط النفس". وذكرت ان الجانب اللبناني أكد رغبته في التهدئة وذكّر باستمرار الخروق الاسرائىلية. وقالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان تحرّك لارسن يعكس تخوّف الأممالمتحدة من الاتجاه الاسرائىلي التصعيدي والذي لا يمكن التنبؤ بأهدافه. وفي واشنطن، من المقرر أن يطرح مشروع القانون الذي وافقت عليه لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب للتصويت في الكونغرس في غضون اسبوعين، علماً أن المشروع، الذي يدعو الى فرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية على سورية، يحظى بتأييد غالبية أعضاء مجلسي النواب والشيوخ. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان البيت الأبيض قرر "رفع الحصانة الموقتة" عن سورية الاسبوع الماضي بسبب تجاهل دمشق دعوات متكررة لوقف دعمها تنظيمات ارهابية والانسحاب من لبنان ووقف تطوير أسلحة دمار شامل. وأشار المسؤول الذي تحدث الى "الحياة" ان احباط مشروع "خريطة الطريق" لتسوية فلسطينية اسرائيلية أزال أحد الأسباب المهمة التي كانت تدفع البيت الأبيض للتدخل في السابق بهدف منع إقرار مشروع القانون. وأوضح ان واشنطن "كانت تأمل بأن تساهم سورية في عملية صنع السلام في الشرق الأوسط بدلاً من دعمها المنظمات التي تعمل على تقويض السلام".