عشية اقفال باب الترشح الى الانتخابات التشريعية الأردنية التي ستجرى في 17 الشهر المقبل، سجل أمس 650 مرشحاً أنفسهم في السجلات الرسمية، بينهم 42 امرأة. ورفضت لجنة الانتخابات ترشيح عضو مجلس النواب السابقة توجان فيصل ورئيس "اللجنة الشعبية لمناصرة العراق" صالح الفايز، فيما اعلنت 3 تكتلات حزبية قوائمها، واكتسحت اللافتات والشعارات الشوارع والميادين العامة في عمان والمدن الأردنية قبل الموعد القانوني للدعاية الانتخابية الذي يبدأ مع نهاية فترة الترشيح اليوم. وفي التفاصيل، قررت لجنة الانتخابات المركزية التابعة لوزارة الداخلية "رفض طلب المرشحة عن المقعد الشركسي في الدائرة الخامسة في عمان توجان فيصل، لأن ترشيحها يخالف قانون الانتخاب الموقت الذي يشترط على من يتقدم بطلب الترشيح لعضوية مجلس النواب ألا يكون محكوماً بالسجن مدة تزيد عن سنة واحدة، بجريمة غير سياسية، ولم يشمله عفو عام". وكانت محكمة أمن الدولة الأردنية قضت في أيار مايو العام الماضي بسجن توجان سنة ونصف السنة، بعدما دانتها بتهمة "نشر معلومات كاذبة من شأنها الاساءة للدولة والنيل من كرامة أفرادها" على خلفية اتهامات وجهتها ب"الفساد واستغلال المنصب العام" لرئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب، قبل أن يصدر الملك عبدالله الثاني في حزيران يونيو من السنة نفسها عفواً خاصاً عنها. وأعلنت توجان ل"الحياة" انها "ستستمر في ترشيح نفسها، وستطعن في قرار لجنة الانتخابات" الذي وصفته بأنه "كيدي وغير قانوني ويهدف الى اقصائها من دون وجه حق عن التصدي للفساد والفاسدين تحت قبة البرلمان". وأوضحت ان "الحكم الذي صدر ضدها كان بناء على قضية سياسية، وشمله عفو ملكي"، مشيرة الى أن المادة 75 من الدستور الأردني تنص على انه "لا يكون عضواً في مجلس النواب من كان محكوماً عليه بالسجن مدة تزيد على سنة واحدة بجريمة غير سياسية، ولم يعف عنه" أي أن "الدستور ترك العفو على اطلاقه ولم يحدد إذا كان عاماً أو خاصاً". كما رفضت لجنة الانتخابات أيضاً طلب ترشيح رئيس "اللجنة الشعبية لمناصرة العراق" حاكم الفايز، في الدائرة السادسة في عمان، لأنه "ينتمي الى قبيلة بني صخر من عشائر بدو الوسط التي حدد لها القانون 3 مقاعد خاصة بها، وتالياً لا يجوز لأي من أفرادها ترشيح نفسه في دائرة أخرى". الى ذلك، أعلن التيار "الوطني الديموقراطي" الذي يضم 8 من أحزاب المعارضة قائمة من 14 مرشحاً لخوض الانتخابات، بينهم القيادي البارز في حزب البعث العربي الاشتراكي الموالي للعراق خليل حدادين الذي كان نائباً عن المقعد المسيحي في الدائرة الثالثة في عمان. كما أعلن تحالف "المستقلين الديموقراطيين" الذي يقوده حزب "الشعب الديموقراطي" اليساري قائمة من 15 مرشحاً، فيما ذكر تجمع "الاصلاح الديموقراطي" الذي يضم 4 أحزاب وسطية انه "رشح عدداً من أعضائه، وأخفى اسماء آخرين الى حين ظهور نتائج الانتخابات". أما "جبهة العمل الاسلامي" المظلة السياسية لجماعة "الاخوان المسلمين" فقد رفعت عدد مرشحيها من 29 الى 31، بعدما قررت أمس ترشيح عضوها البارز نضال العبادي في الدائرة السادسة في عمان، ورئيس لجنة "مقاومة التطبيع" في نقابة المهندسين الأردنيين بادي الرفايعة في دائرة الشوبك التابعة لمدينة معان في جنوب المملكة. وفي هذا الاطار، بدأ المرشحون بالاعلان عن برامجهم وبياناتهم الانتخابية في الصحف اليومية، ورفعوا لافتات في الشوارع العامة، طغى فيها الشعار السياسي على الخدمي، وحضرت فيها "فلسطينوالعراق: قضية واحدة وعدو واحد" و"نعم لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني" و"نعم للنقابات ودورها السياسي والوطني". ومن المقرر أن يعلن الاسلاميون اليوم برنامجهم الانتخابي، وأفادت مصادرهم أنهم سيرفعون شعارهم القديم: "الاسلام هو الحل" في الدعاية لجميع مرشحيهم.