أطلقت إسرائيل أخيراً قناة تلفزيونية تبث برامج تتناول تاريخ الدولة العبرية، ولم تبلغ من العمر ستة عقود من الزمان. واستطاعت القناة أن تنشئ مركزاً لمعلومات محوسب يحوي 8000 فيلم تاريخي جُمعت من إسرائيل ومن أنحاء العالم، وامتلكت أرشيفاً مصوّراً لحوادث هذه الأفلام. والأمة العربية والإسلامية بلغت بحضارتها وتاريخها أكثر من أربعة عشر قرناً، ومع هذا لم تستطع - بهيئاتها ومؤسساتها، وما أكثرها وأعرقها وأقدرها - أن تقوم بأعباء قناة عربية إسلامية عالمية معتبرة تقدم الإسلام بتعاليمه الإنسانية، وتبين العروبة بصورتها العريقة، في زمن أصبح المسلمون مجرمين، لتقدم دينها كما ينبغي، وتبرز حضارتها التي أسعدت العالم كله قروناً طويلة. فمتى يفطن القائمون على الإعلام في العالم العربي والإسلامي الى خطورة ما يحاك ضد العرب والمسلمين من مؤسسات ضخمة تستخدم الإعلام بمهارة وفاعلية لتأجيج روح العداء والخصومة بين المسلمين والغرب لمصلحة الكيان الصهيوني؟ ومتى يملكون زمام المبادرة والمبادأة، ويتركون التبعية والتقليد الأعمى؟ القاهرة - وصفي عاشور أبو زيد