اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس عن رغبته في تأمين وظيفة لكل امريكي. كاشفا عن خطة لانعاش الاقتصاد الأمريكي تمتد على عشر سنوات وبقيمة اجمالية قدرها 674 مليار دولار ومحورها اجراء خفض ضريبي ضخم جدا يبلغ النصف. وقال أمام رجال الأعمال في النادي الاقتصادي في شيكاغو بولاية ايلينوي لن نشعر بالارتياح الا عندما يصبح كل قطاع من قطاعاتنا الاقتصادية سليما وقويا. وعندما تتمكن كل شركة من النمو. وعندما يتمكن كل طالبي الوظائف من ايجاد عمل . وما زال يتعين التصويت على هذه المقترحات في الكونغرس حتى تدخل حيز التنفيذ ودعا بوش الكونغرس بالحاح الى التحرك سريعا للتصويت على هذا القانون . واضاف بوش لدى عرض تفاصيل خطته ان الكثير من الأمريكيين تراودهم اليوم تساؤلات حول اقتصادنا . واضاف في اشارة الى هجوم 11 سبتمبر 2001 التي ادت الى سقوط حوالي 3000 قتيل انه بالرغم من الصدمات الفظيعة التي اصابت اقتصادنا. فهو لا يزال يسجل نموا. وذكر ان تباطؤ النشاط الاقتصادي الذي ولد انكماشا خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2001. بدأ في صيف العام 2000. عند نهاية ولاية الرئيس السابق الديموقراطي بيل كلينتون. وبذلك يحاول الرئيس الأمريكي الدفاع عن خطته التي وجه اليها الديموقراطيون انتقادات شديدة لانها تصب في رأيهم في مصلحة الاثرياء على حساب الطبقتين المتوسطة والفقيرة. وتدعو خطة بوش التي سيخصص نصفها لالغاء الضرائب على عائدات الاسهم. الى تسريع الاقتطاعات الضريبية التي وافق عليها البرلمانيون في 2001. وقد اضاف اليها بوش في وقت متأخر من مساء الاثنين. بنودا تهدف الى تخفيف الاعباء عن العاطلين عن العمل. وهاجم الديموقراطيون فيما يمكن ان يشكل نموذجا مصغرا لما ستكون عليه المنافسة على رئاسة البيت الابيض في 2004. خطة بوش التي تسربت بعض خيوطها الى وسائل الاعلام. باعتبارها تصب في مصلحة الاغنياء. ويؤكد الديموقراطيون في المقابل. ان خطتهم التي تتضمن ثماني نقاط. تهدف الى انعاش الاستهلاك وانها اذا ما نفذت على عشر سنوات فان كلفتها لن تتعدى مائة مليار دولار. واكدت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوزي خلال مؤتمر صحافي ان هذه الخطة تقوم على تقديم المساعدة الى 800 الف من العاطلين عن العمل الذين ما عادوا قادرين على تلقي مساعدات مالية من الحكومة. وقالت بيلوزي ان البطالة مستشرية في عهد بوش . مؤكدة ان نحو مليوني شخص فقدوا وظائفهم منذ ان تولى بوش السلطة قبل عامين. واكد بوش ان الخطة تنص على اقتطاعات ضريبية لمصلحة العاملين. انها خطة تقوم على الاقرار بان من يملك مزيدا من المال يتجه نحو انفاقه. مما يعني ايجاد مزيد من الوظائف . ورد بوش الاتهامات التي تقول ان الغاء الضرائب على عائدات الاسهم ستملأ جيوب الاغنياء مؤكدا ان اكثر من نصف دافعي الضرائب المسنين يتلقون عائدات على الاسهم وان مثل هذه الخطوة ستزيد فرص النمو. وقال نريد ان نشجع الاستثمار. الاستثمار يعني ايجاد وظائف . وقد شكل اعتماد خطة للاقتطاع الضريبي من 35.1 الف مليار دولار على عشر سنوات اكبر نجاح حققه بوش منذ 2001. وكشف البيت الابيض في وقت متأخر من الاثنين الماضي عن اقتراح بمنح الولاياتالأمريكية مبلغ 6.3 مليار دولار لتقديم اعتمادات يصل كل منها الى ثلاثة آلاف دولار الى العاملين العاطلين عن العمل لتغطية تكاليف اعادة تأهيلهم وتدريبهم او تغطية نفقات اخرى تساعدهم على الحصول على عمل. وابدى المستثمرون ترحيبا بالنبأ حيث ارتفعت مؤشرات البورصة الثلاثة بمعدلات تتراوح بين 2 و47.2 %. واعلن البيت الابيض ان النهوض الاقتصادي سيشكل اولوية للعام 2003 بعد ان بات يخشى من ان يلقي التعثر الاقتصادي بثقله على فرص اعادة انتخاب بوش رغم شعبيته الكبيرة حاليا. وكان الانكماش قد افشل جهود والده جورج بوش في تمديد ولايته الرئاسية في بداية الستعينات. وقال اري فلايشر المتحدث باسم بوش. ان الخطة تتضمن الى جانب الغاء الضرائب على عائدات الاسهم. تخفيضا في الضرائب التي تدفعها العائلات والشركات الاستثمارية. واوضح فلايشر ان الخطة تنص على ان يتلقى 92 مليون امريكي من دافعي الضرائب اقتطاعات ضريبية من 1083 دولارا في المتوسط في 2003. في حين سيحصل 46 من الازواج على حسومات تبلغ وسطيا 1716 دولارا وسيعاد الى 34 مليون عائلة مع اطفال 1473 دولارا في المتوسط. وسيحصل 13 مليونا من دافعي الضرائب المسنين الذين يلعبون دورا كبيرا في تقرير نتيجة الانتخابات الرئاسية. على 1384 دولارا في المتوسط. واوضح فلايشر ان اسرة من اربعة اشخاص. يبلغ متوسط دخل معيليها 39 الف دولار سنويا. ستحصل على تخفيض ضريبي من 1100 دولار. وهو مبلغ كبير بالنسبة لمعظم الأمريكيين . في رأيه. وقال ان الخطة ستساعد الأمريكيين ذوي الدخل المتوسط وستساعد في دفع النمو الاقتصادي. وتؤكد الحكومة انه بالامكان تجاوز العجز في الميزانية الذي بلغ 158 مليار دولار في عام 2002. اذا ما تم تحقيق زيادة في النمو الاقتصادي في عام 2003. وقد هبط النمو الاقتصادي الى حوالي 1% خلال الربع الاخير من 2002 مقابل 4% في الصيف. الا ان بعض رجال الاعمال يؤكدون ان المخاوف من شن حرب امريكية تعرقل النمو الاقتصادي. وقال رون سبيلمان. المدير التنفيذي لشركة ريبابليك وندوز اند دورز انكوربورشين. مشيرا الى قرار بوش بشأن العراق انه اما ان يمضي في خطته او يتراجع عنها. وقال ان فرص انتعاش الاقتصاد تتقلص بقدر ما يستمر الوضع على ما هو عليه. واضاف ايا تكن الاقتطاعات الضريبية التي يمكن ان يقترحها (بوش) فانها لن تكون اكثر من نقطة في بحر بالمقارنة مع ما اذا كنا سنذهب الى الحرب ام لا.