فيما تستعد العائلات داخل السعودية لحزم حقائب السفر استعداداً لقضاء الإجازة الصيفية، تتسارع الأحداث الدولية والعربية وتتلاحق لتلاحق العرب أينما كانوا. فبعد أحداث 11 أيلول سبتمبر التي عصفت بالعلاقات العربية والأميركية والأوروبية توجهت الأنظار صوب دول شرق آسيا ليجدوها موبوءة بالمرض القاتل "سارز". وبذلك تكون حركة السياحة والطيران في أسوأ مواسمها على الإطلاق بحسب ما أعلنته شركات السياحة والطيران العربية والدولية، التي عمدت الى إلغاء الكثير من الحجوزات الى تلك الدول. إلغاء الحجز قهراً اضطر الكثير من العائلات السعودية أو المقيمة الى إلغاء حجوزاتها الى دول شرق آسيا وبخاصة تلك التي تفاقم فيها الوباء. وهذا ما أكدته مريم الخطيب التي اعتادت قضاء العطلة الصيفية في ماليزيا قائلة: "تسارعت الأحداث في الفترة الأخيرة بخاصة بعد أحداث 11 أيلول، فها نحن من حرب أفغانستان الى العراق، وأخيراً طوقنا "سارز" المنتشر في دول آسيوية، ما اضطرني الى إلغاء الحجز لهذا العام والنظر الى بعض الدول العربية التي اعتدنا على ارتيادها في فترات سابقة، كمصر ولبنان. سياحة عربية في هذا السياق أوضحت إيناس العلي سياحياً أهمية التردد على الدول العربية والخليجية التي أصبحت تنافس الدول الأوروبية: "تعودنا على السفر الى الخارج ربما لتدني درجات الحرارة عما هي في البلاد العربية". ولكن بالنظر الى ما أصبحت عليه السياحة العربية أخيراً نجد أن هناك الكثير من الدول العربية مثل لبنان ومصر والأردن تشهد حركة سياحية عليا لما فيها من أماكن أثرية ومتاحف. حتى دول الخليج أصبحت لها أولوية بسبب المهرجانات والنشاطات على مدار السنة. وفضّل الكثير من العائلات السعودية الانطلاق في رحلة داخلية تشمل الكثير من المناطق ذات المناخ المخفوض الحرارة، وتأتي الطائف وأبها وعسير والمدينةالمنورة على رأس قائمة المدن التي يحرص السعوديون على ارتيادها خلال الإجازة النهائية للعام الدراسي. وعن هذا تحدثت خلود الغامدي قائلة: "أنا أم أحرص على مسألة الترفيه العائلي بعد انتهاء عام من الجد والدرس المتواصل، أجد أن السفر لا بد منه، ولكن مع الأحداث الدولية المتعاقبة التي توافينا بها الأخبار والقنوات الفضائية يوماً بعد يوم أجد أن السياحة الداخلية لهذا العام هي الأنسب، فالحمد لله لم تسجل السعودية أي حال مرضية انتقلت لها من وباء "سارز" الآخذ في الانتشار. ولا توجد مشكلات أو حروب نخشى منها، إضافة الى أن الصيف يشهد الكثير من المهرجانات التسويقية بخاصة في مدينتي جدة، والمدينةالمنورة غرب السعودية". شركات السياحة والطيران وعن حركة السياحة والطيران وما تعرضت له هذا العام جراء المستجدات على الساحة الدولية أوضح سمير عبدالله قمصاني المدير العام لشركة "بلاتينوم للخدمات المتميزة" قائلاً: "تواجه دول شرق آسيا خفضاً كبيراً في حركة السياحة والطيران لهذه السنة وذلك لانتشار وباء سارز، في حين أن هناك توقعات كانت مؤكدة بأن تكون ماليزيا احدى أهم الدول المرشحة للسياحة العربية والتي تدنت معدلاتها بنسبة كبيرة تصل الى 90 في المئة، أما عن البرامج السياحية والطيران الى دول أوروبا فأتوقع أن تشهد ارتفاعاً ملحوظاً عن سابقاتها من الأعوام الماضية، فيما تقف مشكلة التأشيرات التي تصل مواعيد حصولها لكل من أوروبا، أميركا، المكسيك، أو استراليا ما يقارب 3 الى 4 أسابيع عائقاً للراغبين في السفر الى تلك الدول حيث أن معظمهم يتخذ قرارات السفر في آخر لحظة ما يعقد الأمور والترتيبات. أما عن أهم الدول التي لها نصيب الأسد لهذا العام من حركة السفريات العربية فيوضح قمصاني: "يشهد كل من مصر ولبنان وسورية انتعاشاً كبيراً ولها نصيب الأسد من دون منازع. وتحتل كل من دبي والمغرب، وبعض الدول الغربية مثل بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا وإسبانيا حركة طيران لا بأس بها بالمقارنة مع غيرها من الدول المجاورة، وتعتبر تونس من الدول التي تأخذ وضعية قوية في الفترة المقبلة في قائمة المدن السياحية بخاصة في السوق السعودية". أما عن حركة السياحة الداخلية فيقول: "تخطو السياحة الداخلية في السعودية خطوات واثقة وقوية بفضل اهتمام المسؤولين والقائمين عليها. ومن المتوقع أن تشهد كل من الطائف وأبها ارتفاعاً كبيراً في عدد سياح الداخل ويساهم في ذلك مهرجان المدينةالمنورة التي عادة ما تكتظ في هذه الفترة بزائري المسجد النبوي الشريف. أما مهرجان جدة فهناك استعدادات وترتيبات كبيرة جداً لفاعلياته التي لو تم تنفيذها في الشكل المخطط له فستشهد محافظة جدة صيفاً متميزاً جداً، وحركة سياحية كبيرة.