تشهد فنادق دبي ومطارها منذ مطلع السنة إقبالاً لم تعرفه حتى إبان الطفرة الاقتصادية التي سبقت الأزمة المالية العالمية، جراء تدفق السياح إليها، في ضوء الاضطرابات السياسية التي تجتاح عدداً من الدول العربية، التي تُعتبر وجهات سياحية مفضلة للعرب والأجانب على حد سواء. وأكد وكلاء سفر وعاملون في فنادق الإمارة ل «الحياة»، أن الحجوزات بلغت 100 في المئة، خصوصاً من قبل السياح الخليجيين والأوروبيين، ما رفع أسعار التذاكر والفنادق، التي عانت خلال السنتين الماضيتين جراء تداعيات الأزمة المالية العالمية. وعلى رغم أن معظم من تحدثت إليهم «الحياة» لا يحبون أن يصفوا حال دبي بأنها تعكس المثل القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد»، على اعتبار أن مصر وتونس ولبنان دول شقيقة، غير أن رئيس «مجموعة العابدي للسفر» سعيد العابدي، أشار إلى أن دبي تستفيد عادة من التوترات الاقتصادية والسياسية التي تحصل في دول المنطقة أو خارجها، لأن «الإمارات عموماً تتمتع بانفتاح اقتصادي واجتماعي ما لا يتوافر في دول الخليج الأخرى، إضافة إلى سهولة الدخول إليها، وامتلاكها بنية تحتية سياحية من الطراز الأول، وفنادق فخمة ومراكز تسوق ومنتجعات». ولا ينكر مسؤولون في الإمارة، أنها استفادت اقتصادياً خلال حربي الخليج الأولى والثانية، وهجمات 11 أيلول (سبتمبر) في الولاياتالمتحدة، باستقطابها عدداً كبيراً من الشركات الإقليمية والعالمية الهاربة من التوترات في بلادها الأم. ويتذكر العاملون في قطاع السياحة والسفر، بأن دبي استفادت أيضاً، من انتشار مرض «سارس» في آسيا ومرض «جنون البقر» في الغرب، إذ استقطبت سياحاً كثيرين ممن غيروا وجهتهم بعيداً من المناطق المنكوبة. أسعار تذاكر السفر وقدرت مصادر القطاع، أن أسعار تذاكر السفر المتجهة إلى دبي وفنادقها، ارتفعت بصورة كبيرة، متجاوزة حاجز 150 في المئة عن الأسعار التي كانت قبل بدء الأحداث في كل من مصر وتونس ولبنان. وقدر المدير العام ل «شركة بلحصا للسفريات والشحن» ناروس سركيس، معدل الزيادة في حركة السفر منذ مطلع السنة، بأكثر من 25 في المئة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، متوقعاً أن ترتفع أكثر من 40 في المئة خلال الأيام المقبلة. ولاحظ الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي» غيث الغيث، أن زيادة حركة السياحة والسفر «اكبر مما هو معتاد»، خصوصاً أن التوترات السياسية التي تشهدها بعض دول المنطقة، وسوء الأحوال الجوية في أوروبا، تزامنت مع عطلة نصف السنة الدراسية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى مهرجان دبي للتسوق، الذي يستقطب عادة السياح من كل أنحاء العالم. وأوضح أن الطلب على دبي لم يقتصر فقط على السياح العرب والأوروبيين، وإنما شمل تدفقاً للسياح الصينيين، جراء تزامن مهرجان التسوق مع انتعاش حركة المعارض. وأكد عاملون في قطاع الطيران، أن الارتفاع أو الانخفاض في أسعار التذاكر يعتمد في الأساس على نفاد المقاعد في الطائرة، بالإضافة إلى توقيت شراء التذاكر، ومستوى الطلب، مشيرين إلى أن معظم حجوزات الفنادق والطيران المتجه إلى كل من مصر ولبنان شهدت إلغاءات جماعية، بسبب الأزمات السياسية في هذه الدول، بينما شهدت الحجوزات إلى دبي إقبالاً كبيراً. وفي ما يتعلق بالطيران الاقتصادي، أكد الغيث أن شركات الطيران الاقتصادي، تعتمد في أسعارها على توقيت الحجز، فسعر التذكرة الأولى على الرحلة يختلف عن سعر الأخيرة.