تلقت القنصلية الأميركية العامة في مدينة جدة السعودية تحذيرات من احتمال تعرض مجمعات سكنية فيها لعمليات ارهابية. وأكدت الخارجية الأميركية والناطق باسم القنصلية تلقي هذه التحذيرات، وذلك بعد أيام من هجمات انتحارية في مجمعات سكنية في الرياض أدت الى مقتل 34 شخصاً راجع ص 2 و3 و4. وأكد الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام ان "كل من وراء هذه الحوادث سيلقى الجزاء الرادع"، فيما أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي روبرت مولر ان الفريق الذي يضم نحو 60 شخصاً والذي وصل الى الرياض أول من أمس مهمته مساعدة السلطات السعودية وليس تولي التحقيق في تفجيرات الرياض. وذكر مولر في مؤتمر صحافي، حضره وزير العدل الأميركي جون آشكروفت، ان فريقاً آخر ينتقل الى العاصمة السعودية لتدعيم عمل الفريق الأول. وعلم ان عناصر من الفريق الأميركي قامت أمس بزيارة مواقع التفجيرات الثلاثة في مجمع "الحمراء" السكني ومجمع شركة "فينيل" ومجمع "الجداول". ورافق المحققين الاميركيين مسؤولون وخبراء أمن سعوديون عاينوا معاً أماكن الانفجارات، لكن من دون أن يوجهوا أي اسئلة لسكان هذه المجمعات. وواصلت السلطات السعودية تعزيز اجراءاتها الأمنية حول المراكز التجارية الكبرى والمجمعات السكنية وحملات التفتيش تحسباً لوقوع هجمات جديدة بعد تحذيرات تبادلتها أجهزة أمنية دولية وبعد التحذيرات التي اعلنتها الولاياتالمتحدة الاميركية والتي توقعت في آخر تحذير لرعاياها في السعودية استهداف مجمع "الحمراء" السكني الذي يقطنه أميركيون في مدينة جدة. وأشارت مصادر مطلعة الى أن السلطات الأمنية السعودية حققت تقدماً في تحقيقاتها الرامية للوصول الى منفذي الهجمات الأخيرة وتفكيك الشبكة التي تقف خلفهم. وفي واشنطن عقد السيد عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، مؤتمراً صحافياً، قال فيه ان بلاده والولاياتالمتحدة في "زورق واحد" في مكافحة الارهاب، عارضاً الخطوات التي اتخذتها السعودية على الصعيدين الأمني والمالي لملاحقة عناصر "القاعدة". وقال ان المجموعة التي نفذت هجمات الرياض هي نفسها على ما يبدو التي فرت قبل أيام عندما اكتشف مخزن السلاح الذي تملكه في العاصمة السعودية. وقال ان المجموعة التي تتألف من 19 شخصاً كانت مرتبطة ب"القاعدة" وان جثث تسعة من المهاجمين في الرياض هي لأعضاء في مجموعة ال19، مما يعني ان "القاعدة" هي وراء الهجمات على مراكز اقامة الأجانب في العاصمة. وأكد: "كنا في حال تأهب منذ أكثر من ستة أسابيع، بعدما سمعنا كلاماً عن التحضير لهجمات في السعودية. الحكومة الأميركية سمعت أيضاً كلاماً مماثلاً ومفاده ان الأميركيين سيستهدفون في السعودية. وتبين ان السعوديين والاميركيين كانوا مستهدفين بهذه الهجمات في الرياض". وقال ان السعودية عززت بعد توافر المعلومات عن التحضيرات لهجوم في داخلها اجراءات أمنها على الحدود وحولت قوات أمنية الى مجال مكافحة الارهاب وأقامت حواجز أمنية وعززت تعاونها مع حكومات اجنبية. وأضاف ان السعوديين استجابوا لاقتراحات السفير الأميركي وعززوا اجراءات الأمن في مجمع "الجداول" في الرياض والذي استهدف بالهجمات الاثنين. وأضاف ان الاجراءات الأمنية الجديدة ربما ساهمت في احباط الهجوم على المجمع كون المهاجمين فجروا السيارة المفخخة خارجه.