دعا الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله الرئيس الإيراني محمد خاتمي في دمشق، العالم الإسلامي إلى "اليقظة لا سيما في الظرف الحالي والتعامل باقتدار وحكمة مع مختلف الأمور والاعتماد على لغة الحوار والحلول السياسية من أجل الحفاظ على مصالح الدول الإسلامية". فيما رأى خاتمي أن تبادل الرأي والتعاون بين سورية وإيران هو "صمام الأمان من أجل الحفاظ على مصالح البلدين وباقي بلدان المنطقة لا سيما في المرحلة الحالية الحرجة". جاء ذلك خلال جولة المحادثات التي عقدها الأسد مع الرئيس خاتمي الذي غادر سورية متوجهاً إلى صنعاء بعد زيارة استمرت يومين. ونقلت مصادر الوفد الإيراني عن خاتمي قوله خلال اللقاء "ان تبادل الرأي والتعاون بين سورية وإيران هو صمام الأمان من أجل الحفاظ على مصالح البلدين وباقي بلدان المنطقة لا سيما في المرحلة الحالية الحرجة"، مؤكداً "ضرورة التعاون من أجل تعزيز العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي". وأكد أن العلاقات "المتميزة بين سورية وطهران في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد ستستمر في عهد الرئيس بشار الأسد". وتطرق خاتمي إلى القضية العراقية، مؤكداً "أن مصلحة الشعب العراقي تكمن في أن يبني مستقبل بلاده وحكومته بنفسه من دون أي تدخل خارجي وفي خروج القوات الغازية من هذا البلد". وشدد خاتمي خلال جولة المحادثات على "أهمية التشاور والتنسيق بين البلدين وضرورته اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن إيران وسورية معنيتان بتطورات الأحداث في المنطقة والوضع في العراق"، وحيا "مواقف سورية المتمسكة بالثوابت والمنفتحة على تطورات الوضع في المنطقة وأمنها واستقرارها". ووصف الأسد الأجواء الحالية التي يمر بها النظام الدولي بأنها "بالغة الدقة والتعقيد". ونقلت مصادر رسمية عن الأسد اشادته ب"العلاقات الثنائية بين سورية وإيران وبالتعاون الذي سبق احتلال العراق"، مشدداً على "أهمية التعاون من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها ومن أجل تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي - الإسرائيلي واحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط". وأكدت المصادر أن الرئيسين اتفقا "على أن السلام الوحيد الذي يمكن أن يستمر هو السلام القائم على العدل والذي يضمن للشعوب حقوقها وحريتها وكرامتها"، وأكدا "ضرورة اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كسبيل وحيد لإقرار السلام في المنطقة"، وشدد على "أهمية الوحدة والتآخي بين كل التيارات السياسية والطوائف في لبنان من أجل الحفاظ على وحدة هذا البلد". وكان خاتمي وصل إلى صنعاء صباح أمس في زيارة رسمية لليمن هي الأولى لرئيس إيراني. ووصف العلاقة بين البلدين بأنها "عريقة". وقال في تصريحات صحافية بعد وصوله إن "هذه المرحلة الجديدة في العلاقات تنطوي على مصالح مشتركة تعززها وتؤكدها"، وأضاف ان البلدين "يعملان لتحقيق السلام وتعزيزه في المنطقة والبحث عن حلول ومعالجات ناجعة وحقيقية للمشاكل التي تواجهها"، وزاد ان "زيارتنا هذه لليمن العزيز هي فرصة ملائمة للقاء الرئيس علي عبدالله صالح لتبادل وجهات النظر والآراء في ما يدور حالياً في المنطقة". واعتبر علي صالح زيارة خاتمي "ترجمة لتطور العلاقات وعراقتها بين البلدين"، مؤكداً "أننا سنبحث مع الرئيس خاتمي الهم المشترك في المنطقة في ظل الحال غير الطبيعية التي تمر بها، خصوصاً بعد العدوان الأميركي على العراق ووجوده في المنطقة"، مشيراً إلى وجود "تطابق كبير" في وجهات النظر بين الجانبين تجاه القضايا الاقليمية والدولية وحرصهما المشترك على أمن المنطقة والعالم واستقرارهما. من جهة اخرى وقّعت ايران واليمن اتفاقاً امنياً خلال زيارة الرئيس محمد خاتمي لليمن، حيث التقى الرئيس علي عبدالله صالح. واوضحت مصادر ايرانية ويمنية ل"الحياة" ان الاتفاق يشمل التعاون الامني في وجوه عدة، منها التعاون في مكافحة الارهاب والمخدرات. واضافت المصادر اليمنية "ان الاتفاق شبيه بمثيلاته من الاتفاقات الامنية التي وقعتها ايران مع عدد من دول المنطقة". وسيرعى خاتمي توقيع اتفاق آخر بين ايران والبحرين خلال زيارته لها اعتباراً من اليوم الجمعة.