سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استقبال رسمي وشعبي حاشد للرئىس الإيراني في بيروت وتوقيع سلسلة اتفاقات اقتصادية ومالية واجتماعية . خاتمي يساند لبنان في سعيه الى تحرير بقية أراضيه المحتلة ولحود يدعو الى إزالة أسلحة الدمار الشامل الاسرائىلية
أكد الرئيس الايراني السيد محمد خاتمي من بيروت وقوف بلاده الى جانب لبنان في سعيه الى إحقاق حقوقه المشروعة في تحرير بقية اراضيه المحتلة في الجنوب، مشدداً على اهمية الحفاظ على أمن لبنان ووحدته وسلامة اراضيه وتآلف ابناء شعبه من مختلف الطوائف والمذاهب والشرائح الاجتماعية. وأعلن خاتمي بعد محادثات اجراها مع نظيره اللبناني اميل لحود، ثنائية ثم موسعة، وبعد توقيع ستة اتفاقات اقتصادية ومالية واجتماعية بين البلدين، "استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر بين البلدين الصديقين لا سيما في الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة"، وشدد على اعتبار الاتهامات والتهديدات التي توجه من بعض المسؤولين في الادارة الاميركية الى بعض دول المنطقة، وخصوصاً سورية ولبنان باطلة ومرفوضة. وأعلن دعم بلاده للمقاومة المشروعة للشعوب كافة، وركز على ضرورة تعميق مجالات التعاون الاقتصادي وتوسيعها بين البلدين ورفع مستوى التبادل التجاري. معتبراً ان الاتفاقات التي توقَّع مع لبنان "تصب في اطار دعم الاقتصاد اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها". من جهته، اكد الرئيس لحود التزام لبنان السلام العادل والشامل والدائم الذي يعطي لكل ذي حق حقه والقائم على تطبيق قرارات الشرعية الدولية لأنها المرجعية الوحيدة القادرة على احلال العدالة والمساواة والمحافظة على حقوق الدول والشعوب جميعاً، مشيراً الى مسؤولية اسرائىل عن ضرب كل المبادرات السلمية لا سيما المبادرة العربية للسلام من خلال شنها الحرب المستمرة على الفلسطينيين بوجوه مختلفة واطلاق التهديدات ضد لبنان وسورية للتأثير في موقفهما الثابت والرافض لأي مساومة على الحقوق القومية. وجدد موقف لبنان من الموضوع العراقي وشدد على ان تحقيق الاستقرار في المنطقة يفترض إزالة كل الاسباب التي تؤثر سلباً فيه وفي مقدمها أسلحة الدمار الشامل التي لا تزال تحتفظ اسرائىل بكميات كبيرة منها متجاهلة القرارات الدولية في هذا الشأن. وقال: "ان الاديان السماوية تدين الارهاب والتطرف مع ضرورة التمييز بين اعمال الارهاب المدانة والمقاومة الشرعية للشعوب ضد الاحتلال". والزيارة التي تعتبر الاولى لرئيس ايراني الى لبنان منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979، والمحطة الاولى في جولة الرئىس خاتمي الشرق اوسطية تميزت بأكثر من دلالة، وعبر خاتمي عن تقديره للعاطفة الرسمية والشعبية التي احيط بها لدى وصوله الى بيروت. وكان الرئيس خاتمي حظي لدى وصوله الى لبنان أمس باستقبالين: رسمي وشعبي حاشدين. فالأول شارك فيه كبار مسؤولي الدولة على عادة لبنان في استقبال ضيوفه، وفي مقدمهم رؤساء الجمهورية اميل لحود، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة رفيق الحريري، وعشرات الوزراء والنواب وكبار الموظفين وكذلك السفراء الذين لم يكن بينهم السفير الأميركي في لبنان فنسنت باتل. وكان لافتاً حضور نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ورئيس المجلس السياسي في الحزب النائب السابق السيد ابراهيم امين السيد وأعضاء كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية على أرض مطار بيروت الدولي حيث حطّت طائرة الرئاسة الايرانية. وأقيمت المراسم التقليدية فأطلقت مدفعية الجيش 21 طلقة لحظة هبوط الطائرة، وقدم طفلان من قرى الأطفال باقة ورد الى خاتمي. واستعرض ثلة من حرس الشرف وعقد لقاء في قاعة الشرف الرئاسية. بعد ذلك انتقل الرئيسان والوفد المرافق لخاتمي من وزراء وإعلاميين الى مقر اقامة الرئيس خاتمي في فندق "فينيسيا". وفي محيط المطار فوجئ الرئيس خاتمي باستقبال آخر، فقد زحف عشرات الآلاف من أنصار "حزب الله" وحركة "أمل" وتلامذة مؤسساتهما التربوية والكشفية بينهم رجال انضباط وأمن من التنظيمين، اضافة الى مناصريهما الذين جاؤوا من معظم المناطق اللبنانية، الى المكان مرحبين بالضيف "الكبير". وكذلك فوجئ الناس بترجل خاتمي من سيارة الرئاسة اللبنانية والى جانبه لحود لتحية الناس محدثاً إرباكاً بين المولجين أمنه وسار مسافة غير قصيرة ملوحاً لهم ومصافحاً بعضهم. وارتفع الهتاف: "خاتمي ولحود القدس سوف تعود" و"لبنان كله ينادي أهلاً بصديق بلادي" و"كل الوفاء لايران من شعب ودولة لبنان"، و"بالدم بالروح نفديك يا خاتمي". ورفع المستقبلون أعلام ايرانولبنان ورايات حركة "أمل" و"حزب الله"، وصوراً للحود وخاتمي وبري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والامام الخميني والسيد علي الخامنئي والإمام موسى الصدر وسواهم. وهذه الاعلام والصور علقت على طول الطريق من المطار الى فندق "فينيسيا"، وحملت توقيع "بلدية الغبيري". وكان لافتاً عدم رفع المحتشدين لافتات وذلك نزولاً عند رغبة السلطات اللبنانية، خصوصاً ان زيارة السيد خاتمي رسمية بحسب ما قال مسؤول في احد التنظيمات. لكن الطريق لم تخلُ من لافتات الترحيب ب"صديق لبنان وضيفه الكبير"، التي علق عدد كبير منها على لوحات الاعلان والجسور وكتب على بعضها "كل الحب والوفاء لايران الامام الخميني والقائد علي خامنئي والسيد خاتمي"، و"الزيارة في أيار مايو، الشهر الذي انسبحت فيه اسرائيل من جنوبلبنان تعزيز لمعنى الانتصار" و"كل الوفاء لايران الناصر من لبنان المنتصر"، وحملت توقيع "حزب الله". وهذا الامتنان لإيران عبر عنه كثر من المستقبلين اذ اعتبروا زيارته "مهمة في الظروف التي يتلقى لبنان وسورية وايران و"حزب الله" فيها تهديداً". وقال أحمد حمية ستيني جاء من بعلبك وعلق بعقاله علمين صغيرين لايران و"حزب الله"، انه جاء مرحباً ومتأهلاً ب"قائدنا ومرجعنا". وعزا الفضل بالانتصار في الجنوب الى الايرانيين "لأننا ولولاهم لحكمتنا اسرائيل منذ زمن". ولدى وصوله الى فندق "فينسيا" تقدم الرئىس خاتمي من عشرات المستقبلين الذين تجمعوا للترحيب به. فاقترب منه مصافحاً بعضهم وملوحاً لهم. بعد استراحة في فندق "فينيسيا" باشر خاتمي برنامج عمل مكثفاً بدأ بوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول في منطقة المتحف ثم غداء عمل مع موظفي السفارة الايرانية في بيروت. محادثات بري والحريري وبعد الظهر التقى الرئىس خاتمي الرئىس الحريري في فندق "فينيسيا" وعُرضت العلاقات الثنائىة بين البلدين والتطورات في المنطقة. وشارك الرئىس نبيه بري الذي وصل الى مكان إقامة الرئىس الايراني قبل موعده في جزء من اللقاء. وقال الحريري الذي اللقاء: "ان خاتمي جاء الى لبنان صديقاً وهو يمثل الاعتدال في العالم الاسلامي ومرحب به على المستويين الشعبي والرسمي، وتحدثنا في شؤون المنطقة والوضع في العراق والشرق الاوسط والصراع العربي - الاسرائىلي وكانت وجهات النظر متطابقة". وإذا تطرق البحث الى نتائج زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول للمنطقة والتهديدات الاميركية للبنان وسورية وايران، قال: "تطرقنا الى الاوضاع في صورة عامة، وحساسية المرحلة وضرورة التنسيق في هذه المرحلة بين دول المنطقة". وإذا كان خاتمي مرتاحاً للوضع في الجنوب، قال: "لم نتكلم عن منطقة معينة، تكلمنا عن المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة وضرورة التنسيق حتى نعبرها بأمن وسلام". من جهته بعد محادثاته مع خاتمي قال بري: "ان ما بين الرئىس خاتمي وبين لبنان سلكاً روحياً وعائلياً وخطاً جهادياً تمثل بهذا التضامن القائم بين لبنان وسورية وايران والذي يجب ان يتابع في هذا الاطار. ونحن نرحب به في بلده لبنان". وأضاف: "لا يسعنا ونحن نستقبله إلا ان نتذكر ان رباطاً يربطه بالإمام المغيب السيد موسى الصدر. وبحثنا هذه القضية"، مشيراً الى ان هناك بعض التطور وان ايران تبذل جهوداً كبيرة للوصول الى حل هذا الموضوع الذي تعاظم غيابه واتفقنا على الاستمرار في بحث هذا الموضوع". وأكد بري "ان الزيارة تأتي في مرحلة دقيقة جداً وقلقة على مستقبل العراق والمنطقة، خصوصاً ان هناك مشاريع ومنها "خريطة الطريق" التي يجب ان نتنبه اليها ونكون حذرين ونقاومها بالتضامن الداخلي والعربي والاسلامي". ورداً على سؤال عن التهديدات الاميركية لسورية وايران، قال: "ان الموقف الايراني بالنسبة الى المبادئ كان وسيبقى ثابتاً وايران دائماً ثابتة على موقفها". توقيع اتفاقات وانتقل الرئىس خاتمي الى بعبدا وعقد مع الرئىس لحود خلوة في صالون السفراء تلاها تبادل الهدايا، وانتقل الرئىسان الى حديقة الرؤساء في القصر حيث زرع خاتمي "شجرة الصداقة" اللبنانية - الايرانية. بعد ذلك انضم الرئىسان، إضافة الى رئىس الحكومة رفيق الحريري ونائبه عصام فارس ووزراء الى الوفدين في قاعة مجلس الوزراء حيث وقع وزراء من الجانبين اتفاقات بين البلدين بينها اتفاق قرض ميسر بقيمة 50 مليون دولار لتمويل بعض المشاريع في مناطق عدة، إضافة الى اتفاق تعاون في شؤون البيئة واتفاق تعاون اداري جمركي واتفاق تعاون في امور الشباب والرياضة ومذكرة تفاهم لبدء المفاوضات التجارية والمالية بين البلدين واتفاق في شؤون المرأة. ثم عقدت جولة من المحادثات بين الوفد الايراني والجانب اللبناني.