علمت "الحياة" في الرياض ان السلطات اكتشفت في اليومين الماضيين كميات جديدة من الاسلحة والمتفجرات، فيما اعلن مصدر سعودي مسؤول ان السلطات ستكشف قريباً تفاصيل تتعلق بالخلايا الارهابية النائمة وان لديها اسماء وعناوين ستقود الى منفذي تفجيرات الرياض. وفيما طرح وزير الخارجية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز ان بلاده تسلمت من الولاياتالمتحدة خمسة من مواطنيها المحتجزين في غوانتانامو شدد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد على التعاون السعودي في مكافحة الارهاب، ووصف دورها في هذا المجال بأنه "متعاون وايجابي" راجع ص2. وتوعد مصدر سعودي مسؤول في تصريح إلى "الحياة"، "الشبكات الارهابية والخلايا النائمة التي تتستر باسم الإسلام وتحارب الانسانية وتستلذ بقتل الابرياء بكشفها والقبض على افرادها وتقديمهم للعدالة عاجلاً"، مشيراً إلى "ان الايام المقبلة ستبرهن قوة وصلابة السلطات الامنية السعودية وقدرتها على كشف الجناة" الذين وصفهم ب"الجبناء"، واعمالهم ب"الاجرامية". وأكد "ان من شاركوا في تنفيذ الهجمات الارهابية في الرياض عددهم خمسة عشر شخصاً تسعة اشخاص عثر عليهم "جثثاً متفحمة"، وستة بدأت السلطات الأمنية في تعقبهم ولديها اسماء وعناوين كثيرة ستقودها إليهم". وعلمت "الحياة" ان السلطات السعودية اكتشفت كميات جديدة من الاسلحة والمتفجرات خلال اليومين الماضيين من بينها مئة قذيفة "بازوكا". ومن المتوقع ان يعقد الامير نايف مؤتمراً صحافياً خلال الايام القليلة المقبلة يكشف فيه الكثير من التفاصيل والمعلومات في عمليات التفجير في المجمعات السكنية الثلاثة في الرياض، وعن نتائج تعقب وملاحقة الاجهزة الامنية للشبكات الارهابية. ووصف المصدر مهمة رجال الأمن السعودي المقبلة ب"القوية"، مشيراً إلى "ان الحكومة السعودية لن تهدأ حتى تقبض على هؤلاء الجناة ومن يغذيهم بالأفكار" معرباً عن اعتقاده بأنهم "على ارتباط وعلاقة بتنظيم القاعدة". واتهم المصدرالمسؤول هذه الجماعات ب"السعي الى ضرب علاقة الصداقة المتميزة التي تربط بين حكومة المملكة وشعبها والولاياتالمتحدة"، لافتاً إلى "ان فريق خبراء التحقيق الاميركي الذي سيشارك الفريق السعودي مهمة التحقيقات والبحث والتحري سيصل خلال اليومين المقبلين". وذكر "ان التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات بين الجهات الأمنية والاستخباراتية الأميركية ونظيراتها السعودية مستمر منذ حادث تفجير الخبر العام 6199، اضافة إلى انه قائم بموجب الاتفاقات الدولية، والانتربول والحرب ضد الجريمة والارهاب". ولم يستبعد "قيام الارهابيين بعمليات اخرى في البلاد"، موضحاً "ان أي معلومات يدلي بها الشخص الذي سلم نفسه للسلطات السعودية بعد عملية التفجير في الرياض ستكون مفيدة، وربما تقود إلى خيوط يتم من خلالها القبض على هؤلاء المجرمين". وقال: "ان حصيلة الضحايا من وفيات واصابات لا تزال كما اعلنتها السلطات الأمنية السعودية أمس"، وهي 34 قتيلاً و194جريحاً. من جهة اخرى، اعلن الامير نايف تسلم بلاده خمسة من الموقوفين السعوديين في غوانتانامو امس الخميس "بعد جهود رسمية متواصلة لاعادة المواطنين الى ارض الوطن". واكد "ان المملكة كانت بدأت اتصالاتها مع الولاياتالمتحدة في شأن الموقوفين من السعوديين في غوانتانامو منذ بداية ترحيلهم من افغانستان. وان الاتصالات مستمرة ولا تزال جارية على المستوى السياسي والامني لاعادة مواطنينا الى بلادهم لمحاكمتهم محاكمة شرعية عادلة من منطلق الرفض التام لكل اشكال الارهاب والظلم او تعكير أمن وأمان الناس في أوطانهم". كما اكد في هذا السياق ان السعودية "لم ولن تتخلى عن رعاياها اينما كانوا بما يمليه الواجب عليها والحرص على حمايتهم وان من تجاوز منهم فسيحال الى المحاكم الشرعية التي تكفل لهم محاكمة عادلة وفقاً للحق والحقيقة". ونوه وزير الداخلية السعودي ب"تجاوب السلطات الاميركية مع مطالب المملكة وتعاونها الايجابي لاعادة المواطنين السعوديين الى ارض الوطن"، واعرب عن تطلعه لاستقبال عدد آخر من الموقوفين السعوديين في غوانتانامو قريباً. كما اوضح ان اهالي العائدين الخمسة تمكنوا من زيارتهم والاطمئنان عليهم. وكانت مصادر في هيئة المحامين السعوديين المكلفين الدفاع عن المعتقلين السعوديين في غوانتاناموا اكدوا عودة خمسة منهم امس وانهم نقلوا فور عودتهم الى احد سجون مدينة الرياض حيث زارهم اهاليهم. وذكر رئيس اللجنة التأسيسية للدفاع عن المعتقلين المحامي عبدالعزيز القاسم ل"الحياة" ان من بين العائدين الخمسة كلاً من فهد عبدالله الشبانات ومشعل الشدوخي ووسم عواد العمر وآخر كنيته السهلي. رامسفيلد وفي واشنطن قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في مؤتمر صحافي في "البنتاغون" ان السعودية تتعاون مع الولاياتالمتحدة في مجال الإرهاب. واضاف رداً على سؤال عن كون 15 من منفّذي هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 سعوديين وأيضاً 15 من منفّذي الهجمات في الرياض سعوديين أيضاً، "ان الإرهابيين ليسوا حصراً سعوديين إذ يمكن ان يأتوا من كل أنحاء العالم". وشدد على "ان السعودية يمكن ان تلعب دوراً مهماً من أجل القيام بكل ما يمكن ان يساعد على منع الإرهاب .... وكان لها دور متعاون وايجابي في الحرب على الإرهاب". وشدد على ان "انجازات مهمة" تحققت في الحرب على الإرهاب، مشيراً الى القضاء على مأوى "الإرهابيين" في افغانستان والعراق. وأكد رامسفيلد ان السعوديين كانوا متعاونين مع أميركا على مدى سنوات، كما كان الأميركيون بدورهم متعاونين معهم، معتبراً ان العثور على زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن صعب لأنه شخص واحد مختف في مكان ما في العالم، ولأن هناك مناطق في العالم لا تخضع لسيطرة ويمكن ان يختفي فيها، ولأن هناك دولاً تؤوي إرهابيين. وقال ان من المعروف "ان أشخاصاً بارزين من القاعدة يختفون في ايران". لكنه أضاف انهم ربما يختفون في مناطق لا تُشرف عليها السلطات المركزية.