قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إسقاط التهم التي وجهتها إلى المعتقل السعودي في سجن غوانتانامو محمد القحطاني الذي زعمت أنه الخاطف ال 20 ضمن المجموعة التي نفذت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وكان الجيش الأميركي اتهم القحطاني وخمسة أشخاص آخرين في شباط (فبراير) الماضي بالقتل وارتكاب جرائم حرب من خلال أدوارهم في هجمات 2001. وتزعم السلطات الأميركية أن القحطاني لم يتمكن من اللحاق بمختطفي الطائرات التي اصطدمت ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى «البنتاغون» في واشنطن، لأن عميلاً لدائرة الهجرة منع دخوله الأراضي الأميركية. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن الليفتنانت كولونيل في الجيش بريان برويلز الذي يتولى الدفاع عن المعتقل السعودي أن مسؤولة لجان المحاكمات العسكرية سوزان كروفورد قررت أثناء مراجعة القضية إسقاط التهم الموجهة إلى القحطاني، والمضي في الإجراءات بحق الأشخاص الخمسة الآخرين. وقال برويلز إن كروفورد أسقطت الاتهامات بحق القحطاني الجمعة «من دون تحفظ»، أي أن بإمكان السلطات توجيهها إليه مرة أخرى، لكن هيئة الدفاع عنه لم تعلم بإسقاطها إلا أول من أمس (الاثنين). وأكد المتحدث باسم «البنتاغون» الكوماندور في سلاح البحرية جيفري غوردون استمرار النظر في القضية ضد المتهمين الخمسة الآخرين، وقال إنهم سيحاكمون في غضون 30 يوماً من توجيه الاتهامات إليهم في سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو في جزيرة كوبا. وكانت السلطات الأميركية اعترفت في وقت سابق بأنها استخدمت وسائل قاسية في استجواب القحطاني بموجب تفويض من وزير الدفاع السابق دونالد ه. رامسفيلد. وبين المتهمين الخمسة الآخرين خالد شيخ محمد الذي يزعم الأميركيون أنه «العقل المدبر» لهجمات عام 2001، ورمزي بن الشيبة الذي يزعم المحققون أنه كان حلقة الوصل الرئيسية بين منفذي الهجمات وقادة تنظيم «القاعدة»، الذي يتزعمه أسامة بن لادن. ويطالب المحققون بإصدار أحكام بإعدامهم جميعاً. وقالت السلطات إنها تنوي بث المحاكمة، التي تكون الأولى لنحو 270 معتقلاً تحتجزهم واشنطن في سجن غوانتانامو بتهمة الإرهاب والانتماء إلى «القاعدة»، إلى قواعد عسكرية في الولاياتالمتحدة حتى يتمكن ذوو ضحايا هجمات 2001 من متابعتها. ويقول الجيش الأميركي إنه يعتزم محاكمة 80 شخصاً من معتقلي غوانتانامو في ما ستكون أول محكمة عسكرية يمثل أمامها أشخاص متهمون بارتكاب جرائم حرب منذ الحرب العالمية الثانية. ويعيب منتقدو محاكمات معتقلي غوانتانامو على الجيش الأميركي اعتماده لائحة تسمح للقضاة بالنظر في إمكان قبول أدلة تم الحصول عليها بالإكراه. ويذكر أن الولاياتالمتحدة اعترفت علناً بإخضاع القحطاني لأسلوب «الإغراق الوهمي» بالمياه على يد محققين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. ايه.)، وبأن القحطاني عومل بقسوة في سجن غوانتانامو. وكان المعتقل السعودي المذكور قد سحب في تشرين الأول (أكتوبر) 2006 اعترافات أدلى بها للمحققين، قائلاً إنه فعل ذلك تحت وطأة التعذيب والتحقير. ويشمل التعذيب المثبت في وثيقة خطية الضرب والإبقاء ساعات طويلة في وضع جسدي عير مريح، والتهديد بالكلاب، وتعريض المعتقل للموسيقى المدوية، والبرودة الشديدة، وتعريته أمام محققات من الجنس اللطيف. وطبقاً للسجلات العسكرية الأميركية فإن القحطاني يبلغ من العمر 28 عاماً. ويرى الأميركيون أنه لولا مبادرة ضابط الهجرة في مطار أورلاندو بولاية فلوريدا بمنعه من دخول الولاياتالمتحدة، لكان قد انضم إلى ال 19 شخصاً الذين اختطفوا طائرات ركاب نفذوا بها هجمات 2001. وكان القحطاني يحمل عند توقيفه في مطار أورلاندو 2400 دولار، ولم تكن بحوزته تذكرة إياب. ويزعم المحققون أن قائد الانتحاريين محمد عطا كان بانتظاره في المطار.