وصف وزير الخارجية الاميركي كولن باول تجربته مع الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات بأنها "غير موفقة وصعبة". وقال في حديث طويل أجراه ثلاثة صحافيين مصريين للتلفزيون المصري انه ابلغ عرفات في لقائهما الأخير في مقر المقاطعة بأن الاميركيين سيعملون على فك الحصار عنه على ان يتخذ اجراءات ضد الارهاب. واضاف باول: "قلت له إذا لم تتغير وإذا لم تبدأ فعلاً في قيادة شعبك في الاتجاه الصحيح فستكون هذه آخر مرة يمكنني أن اتحدث اليك فيها، وقد كان"، ولفت إلى أن واشنطن ترى في ابو مازن "زعامة جديدة". في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، بعد يومين على محادثاته مع باول، تأكيده ان اسرائيل لم تتعرض لأي ضغط اميركي كي توقف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال شارون لصحيفة "جيروزاليم بوست" الصادرة باللغة الانكليزية امس ان مسألة الاستيطان "لا تهم أحداً اليوم" و"ليس هناك ضغط من أحد"، وان الإدارة الاميركية لم تمارس أي ضغوط عليه لإخلاء مستوطنات أو حتى بؤر استيطانية. تفاصيل ص 8 ورفض شارون اعتبار لقائه المزمع مع أبو مازن مساء السبت المقبل "تراجعاً" عن موقفه الرافض اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين تحت وقع النار، وقال: "لن تجرى أي مفاوضات وسيتناول الاجتماع اساساً الترتيبات الممكنة في المسائل الأمنية والتحريض وسنقدم الى الفلسطينيين مطالبنا". وكتبت "هآرتس" امس ان الولاياتالمتحدة وافقت على واحد من نحو 15 تعديلاً جوهرياً تصر اسرائيل على ادخالها الى "خريطة الطريق"، وهو يتعلق بآلية الرقابة على تنفيذها. وذكرت ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد ابلغ وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم ان واشنطن ستتفرد بالإشراف على تنفيذ "الجانب الأمني" من "الخريطة" وسائر "الجوانب الحساسة" مثل تفكيك البؤر الاستيطانية وتجميد البناء في المستوطنات، وأنها أعلمت سائر أعضاء الرباعية الدولية بذلك. ومع تأكيد باول في العاصمة الاردنية أمس دعم بلاده لابو مازن، فإنه قال ايضاً في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني مروان المعشر ان "الولاياتالمتحدة لن تعيد صياغة خريطة الطريق، كما لن تعيد التفاوض عليها" وأمل بأن "يتمكن الطرفان من تفهم مواقفهما ومناقشتها قبل نهاية الاسبوع" في اشارة الى اللقاء المرتقب بين أبو مازن وشارون. من جهة اخرى، كشفت مصادر فلسطينية نقلا عن مصادر مصرية ل"الحياة" ان الحكومة المصرية تجري اتصالات مع الحكومة الاسرائيلية لاقناعها بالمساهمة في انجاح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني من خلال وقف سياسة الاغتيالات والتوغل واجتياح المدن وهدم المنازل والقتل وتجريف الاراضي والسماح لعدد من قياديي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية المشاركة في حوار القاهرة بمغادرة قطاع غزة الى مصر للمشاركة في جولة حوار جديدة، يجري الاعداد لها حالياً. الى ذلك، اعتقلت قوات الشرطة الاسرائيلية فجر امس زعيم الحركة الاسلامية في اسرائيل الشيخ رائد صلاح و14 قيادياً آخرين بزعم الاشتباه بضلوعهم في تمويل منظمات فلسطينية "ارهابية"، مثل "حماس" وإقامة علاقات محظورة مع منظمات إسلامية في أرجاء العالم. وأكدت مصادر صحافية أن شارون كان وراء اصدار التعليمات باعتقال قادة الحركة بناء على توصيات جهاز الأمن العام شاباك الذي ادعى توافر أدلة دامغة على قيام المعتقلين ب"تبييض أموال" وإمداد حركة "حماس" بعشرات ملايين الدولارات ودعم عائلات الاستشهاديين والأسرى الفلسطينيين.