نشرت صحيفة "ذي اوبزيرفر" البريطانية أمس تحقيقاً عن تشكيل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد قبل الحرب على العراق جهاز استخبارات خاصاً به بدلاً من وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه يطلق عليه إسم مكتب المخططات الخاصة الذي انبثق عنه جهاز آخر صغير وفعال أطلق عليه إسم "كابال" عصبة كلف متابعة الوضع في العراق. وقالت الصحيفة أن نشاط ال"كابال" داخل العراق أثار جدلا صاخبا داخل أروقة الاستخبارات الأميركية، على رغم أن عدد العاملين فيه لا يزيد عن 12 شخصا، وذلك بسبب التقارير التي رفعها الجهاز الجديد الذي يشرف عليه مباشرة نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز قبيل الحرب عن برامج أسلحة الدمار الشامل في العراق وحضه الإدارة الأميركية على ضرورة الإسراع في الحرب، فيما كانت "سي آي إيه" وجهاز الاستخبارات الخاص بوزارة الدفاع البنتاغون تقلل من خطورة تلك البرامج. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وصفهم للعاملين في ال"كابال" بأنهم مجموعة من "المهاويس" يعتقد أفرادها بأنهم "يقومون بمهمة كمرسلين من عند الله" ونجحت المجموعة إلى حد كبير باجتذاب الرئيس جورج بوش إلى جانبها. وقال فينس كانيسترارو الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في "سي آي اي" أن العاملين في ال"كابال" يتميزون بالشراسة، مشيرا إلى أن "تسييسهم للعمل الاستخباري ظاهرة مَرَضِية". وأشارت الصحيفة إلى أن ال"كابال" تبنى بشكل خاص تقريراً بريطانياً ثبت أنه مزيف عن شراء العراق لليورانيوم من النيجر. وربطت "ذي اوبزيرفر" بين نشاطات مكتب المخططات الخاصة في البنتاغون وال"كابال" المتفرع عنه والنشاطات الشخصية لأعضاء مجلس سياسة الدفاع في البنتاغون الذين يطلق عليهم إسم الصقور. وكشفت أن أحد أعضاء المجلس جيمس وولسي، وهو رئيس سابق لل"سي آي اي" يتأهب عبر شركة خاصة له لجني الأرباح بالملايين من وراء "الحرب على الإرهاب". وأضافت أنه أنشأ شركة "بلادان كابتل" بعد شهرين من تفجيرات 11 سبتمبر أيلول معتبراً تلك الأحداث مصدرا لجني الأرباح. وقالت أن وولسي أدرك أن الحكومة الأميركية خصصت مبالغ ضخمة للإنفاق على الأمن ومحاربة الأرهاب، فسارع إلى اقناع مستثمرين بإنشاء شركة برأسمال يصل إلى 300 مليون دولار للاستفادة من الأموالا التي ستنفق في هذا الحقل والتي قد تصل في الموازنة المقبلة إلى 60 بليون دولار. وأشارت إلى أن من ضمن الحملة العالمية للربط بين تنظيم "القاعدة" وصدام عمد وولفوفتز إلى إيفاد وولسي عام 2001 إلى أوروبا لإقناع المسؤولين الأوروبيين بأن مسحوق الجمرة الخبيثة الأنثراكس الذي أثار تعرض اميركا لهجوم إرهابي به في حينه ضجة واسعة مصدره صدام والعراق. غير أن وولسي ليس الوحيد من بين أعضاء مجلس سياسة الدفاع في البنتاغون الذي لديه مصالح شخصية من وراء الحرب على الإرهاب والعراق، اذ قالت الصحيفة ان هناك تسعة أعضاء آخرين من ضمنهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وريتشارد بيرل وجورج شولتس.