أكد نائب الرئيس الايراني للشؤون الحقوقية والبرلمانية السيد محمد علي ابطحي ل"الحياة" ان "زيارة الرئيس الايراني السيد محمد خاتمي الى لبنان تأتي في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران، وانه ينظر الى اهمية لبنان بتعدد طوائفه وقواه وأحزابه، وانه يريد الالتقاء مع الشعب اللبناني بطوائفه وقواه وأحزابه كافة"، معتبراً ان "هذه الزيارة ستعطي أهمية كبيرة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين". وذكر ابطحي ان "الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس اللبناني اميل لحود ورداً على زيارة الرئيس لحود لايران، وانه نظراً الى ان الرئيس خاتمي سيلتقي ايضاً مع القيادات والمرجعيات السياسية والدينية والحزبية اللبنانية كافة، فإن الزيارة تكتسب أهمية خاصة". وأعلن ان "الرئيس خاتمي سيزور أيضاً سورية واليمن والبحرين تلبية لدعوات من قادتها". وفي شأن الملف العراقي وتداعياته قال ابطحي ل"الحياة": "من الطبيعي أن يتم بحث هذا الملف نظراً للظروف الموجودة حالياً وأهمية القضية العراقية وتأثيرها المباشر في الدول الاسلامية كافة وضرورة التنسيق والحوار واتخاذ المواقف المشتركة المبنية على حفظ استقلال العراق ووحدته وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وتقديم المساعدات الانسانية لشعبه". وكان السيد ابطحي استقبل أمس في طهران السفير الليبي علي محمود ماريه الذي حمل رسالة من القيادة الليبية الى القيادة الايرانية. وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية إن ابطحي وخلال اللقاء دعا الى "الاهتمام والمتابعة السريعة من الجانبين الليبي والايراني لرفع الابهام والغموض عن بعض القضايا الموجودة بين ايرانولبنان من جهة وليبيا من جهة اخرى". ولم يوضح البيان طبيعة هذه القضايا التي يلفها الإبهام. الا ان المراقبين اكدوا ان الأمر يتعلق بقضية الإمام المغيب السيد موسى الصدر، علماً ان ابطحي كان أجرى اتصالات سابقة مع الجانب الليبي. وفي بيروت قالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة": "ان حرص خاتمي على شمولية لقاءاته في بيروت تعني الكثير على المستوى السياسي لأنها تأكيد من أعلى سلطة تنفيذية في ايران لحرصها على أن تقيم علاقات مع كل الفرقاء اللبنانيين وألا تحددها بفريق واحد أي الشيعة او "حزب الله". واعتبرت انه "في المقابل يجب عدم التقليل من أهمية الدلالة التي يمثلها المهرجان الذي دعا اليه "حزب الله" وحركة "أمل" في المدينة الرياضية من زاوية استناد طهران في سياستها الشرق أوسطية الى علاقتها مع هذين التنظيمين". وترى هذه المصادر ان "للزيارة دلالة أخرى مهمة لجهة الموقف من "حزب الله" اذ باتت له مظلة ثلاثية ايرانية - سورية - لبنانية تدعم موقفه وتحميه". ودعت المصادر الى "ايلاء اهمية قصوى للشق الاقتصادي من الزيارة وللانفتاح الايراني على لبنان الرسمي والسياسي والشعبي الذي يفترض ان تترجمه الزيارة بسلسلة من الاتفاقات الاقتصادية بدءاً بما أبلغه وزير الاسكان الايراني لرئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري من أن المصارف الايرانية قررت تقديم قرض قيمته 50 مليون دولار الى لبنان لاستخدامها في انجاز مشاريع عمرانية". وأشارت الى ان "المحادثات ستتركز على جوانب اقتصادية عدة تتناول مساعدات انمائية في مجالات المياه والخدمات والطرق، كما تتناول التعاون السياحي الذي سيشمل اعطاء تسهيلات للايرانيين من أجل الحصول على تأشيرات الدخول، خصوصاً ان عدداً كبيراً منهم يأتي الى لبنان للسياحة، فضلاً عن ان الايرانيين يعتبرون لبنان تاريخياً ومنذ ما قبل الثورة، بلداً للثقافة والترفيه والفنون".