لا يعتبر كين ليفنغستون، عمدة مدينة لندن، شخصاً غريباً عن إثارة الجدل، ولكنه هذه المرة مضى إلى حد مثير عندما شن هجوماً لاذعاً على الرئيس الأميركي جورج بوش ووصفه ب"الجبن والفساد". وقال العمدة، اليساري الاتجاه والملقب ب "الاحمر"، الذي سبب مشاكل عدة للحكومة البريطانية: "انها حكومة بوش حكومة لا تطاق على الاطلاق، وانتظر اطاحتها بفارغ الصبر، مثلما كنت اتطلع الى اطاحة صدام حسين". وجاءت هذه التصريحات، التي لقيت دهشة بالغة من الإدارة الأميركية ومن حكومة توني بلير الموالية تماماً لبوش، خلال رد ليفنغستون على أسئلة طلاب مدارس بريطانية لدى زيارتهم أمس إلى مقر العمدة في وسط لندن. وأبرزت شبكات التلفزيون البريطانية هذه التصريحات العنيفة، وكذلك رد فعل الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر، الذي قال إنه لم يسمع باسم هذا الرجل من قبل، أي أنه نكرة بالنسبة إليه، واضاف فلايشر: "أعطيه قيمة كبيرة اذا رددت عليه". ومن المؤكد أن كلام العمدة لندن سيحرج لبلير الذي ارتبط ببوش وكان حليفه الرئيسي في الحرب على العراق، خصوصاً ان هجوم العمدة تزامن مع ترشيح بلير لنيل أعلى وسام من الكونغرس الاميركي. وزاد العمدة الطين بلة في تصريحاته اذ قال: "إن بوش يمثل كل ما هو مقيت وسيئ في العمل السياسي". واتهم الرذيس الاميركي ب "التلاعب التجاري"، في اشارة الى بيعه أسهم في شركة نفطية قبل فترة من إعلانها عن خسائر مالية قياسية. واتهم ليفنغستون بوش أيضاً ب "التهرب من الحرب في فيتنام، لأن والده الرئيس السابق تدخل لإبقائه في الحرس الوطني في ولاية تكساس، فلم يتم تجنيده للحرب في فيتنام. ومضى قائلاً إن "بوش من أكبر الصقور وكان مع ذلك جباناً عندما كانت بلاده متورطة في حرب فيتنام". وزعم العمدة أن إدارة بوش "أكثر الإدارات الأميركية فساداً منذ حكم الرئيس وارن هاردينغ" في العشرينات من القرن الماضي، وهو رجل يعتبر أسوأ رؤساء أميركا في التاريخ بسبب ضلوعه في فضائح مالية. يذكر ان ليفنغستون صار بمثابة شوكة في خاصرة بلير وحكومته، مما اضطر الزعيم البريطاني إلى فصله من عضوية حزب العمال الحاكم عندما تحدى إرادة الحزب ورشح نفسه لمنصب العمدة، وردّ بلير فرشح رسمياً فرانك دوبسون وزير الصحة السابق الذي مني بهزيمة قاسية في الانتخابات الاولى لهذا المنصب الذي استحدث قبل سنوات قليلة. ويخشى المسؤولون عن صناعة السياحة في بريطانيا أن تؤثر تصريحات العمدة الخطيرة في حجم الزائرين الأميركيين إلى لندن، في وقت تعاني حركة السياحة ركوداً منذ الحرب على العراق التي كان العمدة من أشد المعارضين لها في بريطانيا. الى ذلك، قدمت اليزابيث دول، عضوة الكونغرس، مشروع قرار لمنح بلير الميدالية الذهبية تقديراً لثباته على تأييد الولاياتالمتحدة في "حربها على الارهاب". وقالت دول ان بلير جدير بالميدالية لتصميمه الذي لم يتزحزح وتمسكه بمبادئه على رغم "تغيّر الرياح السياسية". واضافت: "اثبت بلير انه احد اقوى حلفاء الولاياتالمتحدة واكثرهم تميزاً في جهودنا لتخليص العالم من الارهاب".