نقلت صحيفة "واشنطن تايمز" امس، عن مسؤولين افغان قولهم ان بلادهم تصدرت مجدداً لائحة الدول المنتجة للافيون في العالم، على رغم قرار الرئيس الافغاني حميد كارزاي حظر زراعة المخدرات. وكانت زراعة الافيون ايام نظام حركة "طالبان" المخلوع تؤمن 80 في المئة من الافيون في السوق الاوروبية. وحققت "طالبان" ايام حكمها 40 مليون دولار من الارباح سنوياً، ذهب معظمها الى تنظيم "القاعدة" الذي اعد معسكرات تدريب لعناصره في البلاد. وقالت الصحيفة ان مهربي "طالبان" كانوا يحضرون لخرق سوق المخدرات الاميركي لزيادة مبيعاتهم. واشارت الى اعتقاد مسؤولين اميركيين بأن زراعة الافيون في افغانستان اخذت منحى خطيراً يفوق بكثير ما كانت عليه في ظل "طالبان". وقدر المسؤولون حجم محصول الموسم القادم بنحو بليون دولار في حال تم بيعه بالكامل. وعلى رغم اعلانات كارزاي المتكررة عن حظر حكومته زراعة الافيون في البلاد، قال مكتب الاممالمتحدة في افغانستان ان "زعماء الميليشيات والقبائل الافغانية ما زالوا يسيطرون على معظم البلاد ما يجعل مهمة انهاء زراعة الافيون صعبة وطويلة الامد". وقالت الصحيفة ان هذا المحصول الضخم من الافيون، اثار مخاوف لدى جهاز مكافحة المخدرات في الولاياتالمتحدة. ونقلت عن مسؤول في الجهاز قوله: "اثار موضوع الافيون الافغاني هذا العام اهتمامنا، ان دخول الافيون الافغاني الى الولاياتالمتحدة يعني انتشاراً سريعاً لهذه المادة الخطرة، نظراً الى جودته، وسعره الذي ينافس الافيون الكولومبي بقوة". ويذكر ان الافيون يستعمل في تصنيع انواع اخرى من المخدرات من بينها الهيرويين. ويذكر ان افغانستان تعاني وضعاً اقتصادياً صعباً جعل حكومة كارزاي والسلطات المحلية في الولايات تعاني عجزاً حتى في تجنيد مقاتلين للتصدي لهجمات متجددة من جانب حركة "طالبان". وكان احمد والي كارزاي شقيق الرئيس الافغاني وممثله في جنوبافغانستان، سخر من وعود الاميركيين باعادة اعمار بلاده، وعزا تصاعد اعمال العنف في افغانستان الى نكث واشنطن بوعودها في هذا الشأن. وشكك كارزاي بوعود واشنطن حالياً باعادة اعمار العراق وقارنها بوعود مماثلة قدمتها الى الافغان، مشيراً الى ان الاميركيين لم يقوموا الا بمشاريع صغيرة لها طابع رمزي فقط. وقال: "كأنني ارى الفيلم نفسه مرتين، ولا يحاول احد تغيير الوضع القائم". وأضاف ان "ما وُعد به الافغان هو حياة جديدة مملوءة بالأمل والتغيير بعد انهيار حكم طالبان. ولكن ما الذي تحقق؟ لا شيء. الذي حصل هو انهم الاميركيون تجاهلونا تماماً". وأشار الى ان اعادة الاعمار في افغانستان كانت بطيئة الى حد مؤلم، وان جل ما حصل "كان تأهيل نفق وشق جزء من طريق في كابول وبناء مدرسة صغيرة". وأضاف: "لم يتغير شيء بالنسبة الى الناس الذين ملّوا من رؤية المشاريع التافهة والصغيرة. لم نعد نعرف كيف نواجه عامة الشعب". وذهب كارزاي الى حد القول ان "الفرق الوحيد بيننا وبين طالبان هو اننا لا نرسل الناس بالقوة الى الجبهات للقتال. وهذا كل ما يمكن ان ندعيه".